الاعلامية سلمى الحاج لـ"تسنيم": لا تزال الثورة الاسلامية مستمرة.. ايران رائدة لمحور المقاومة في المنطقة
رأت الاعلامية اللبنانية سلمى الحاج وعضو فريق الميادين الاعلامي لتغطية ذكرى انتصار الثورة الاسلامية، ان الثورة الاسلامية لا تزال مستمرة رغم كل الهجمات التي تتعرض إليها ايران على مدى عقود، مؤكدة ان ايران قائدة ورائدة لمحور المقاومة في المنطقة ومن الطبيعي ان تكون خطراً على اسرائيل و أميركا وكل الدول التي انجرفت في مسار التطبيع.
لقي احتفال الجمهورية الاسلامية الايرانية بالذكرى السنوية الأربعين لإنتصار الثورة الاسلامية، اهتماماً واسعاً من قبل وسائل الاعلام العالمية والعربية، حيث خصصت كل وسيلة اعلامية حيزاً من برامجها وتقاريرها لتغطية هذه المناسبة العظيمة، كما أرسلت بعض القنوات التلفزيونية فرقاً اعلامية لتغطية الذكرى، فيما انفردت قناة الميادين بتغطية خاصة ومميزة وشاملة لاستذكار أحداث الثورة الاسلامية قبل انتصارها منذ عودة الامام الخميني الراحل (رض) الى الوطن في عام 1979م وما يسمى في ايران بداية عشرة الفجر المباركة حتى يوم الحادي عشر من فبرير /شباط يوم انتصار الثورة الاسلامية.
وتوجه الفريق الاعلامي الخاص بقناة الميادين (وهو فريق متكامل باشراف وصفي الأمين وبالتنسيق مع مكتب الميادين في طهران) الى الجمهورية الاسلامية الايرانية مدعوماً بتوجيهات وتأكيدات من الاعلامي الكبير ومدير القناة الاستاذ غسان بن جدو لتسليط الضوء على هذه الأيام المباركة، حيث أجرت الاعلامية في القناة سلمى الحاج الكثير من المقابلات والبرامج استضافت خلالها سياسيين واعلاميين ومثقفين ايرانيين في مختلف المجالات، كما أعد الاعلاميون الاخرون في هذه القناة تقارير منوعة تهتم بجوانب مختلفة من الانجازات التي قدمتها الثورة الاسلامية خلال أربعين عاماً وباقي جوانب الحياة في ايران سيما العاصمة طهران.
ولتسليط الضوء أكثر على تغطية قناة الميادين للذكرى السنوية الاربعين للثورة الاسلامية أجرى مراسل وكالة تسنيمحواراً مع الاعلامية سلمى الحاج تطرقت فيه الى هذه التغطية الحصرية وانجازات الثورة الاسلامية كما شاهدتها.
حاورها / سعيد شاوردي
وفي يلي نص الحوار مع الاعلامية سلمي الحاج:
كيف كانت تغطية ذكرى انتصار الثورة الإسلامية من قبل الوفد الإعلامي الذي ارسلته قناة الميادين لطهران؟
كانت تغطية قناة الميادين على مدى أكثر من عشرة أيام مقسمة إلى أكثر من قسم جزء منها تقارير عن الحياة في طهران الثقافية والتربوية والاجتماعية والطبية والدينية واجواء الفرح و السياحة، حيث تولى هذا الجزء الزملاء في مكتب الميادين في طهران والزميلة الموفدة من بيروت " بيسان طراف".
والجزء الآخر كان هناك برنامجان حول السياسة الخارجية الإيرانية، كان هناك ضيوف من الدول الغربية والدول العربية للحديث عن السياسة الخارجية مع تركيا و سوريا و العراق، وايران والعلاقات الخليجية، وايران وروسيا، والإتفاق النووي وماذا بعد الاتفاق النووي والقضية الفلسطينية والمقاومة، كل هذا على مدى أكثر من أسبوعين.
في الحقيقة قدمنا من خلال هذه التغطية فكرة عن ايران ونموذجاً موثقاً بالمعلومات والتحليل، قدمنا فكرة عن ايران وأنا شخصياً تفاجأت في كثير من الأمور في طهران، الكلام عن طهران و ايران يصلك الى بلد اخر بشكل مختلف تماماً.
بماذا تتميز الثورة الإسلامية عن غيرها من الثورات التي شهدتها المنطقة خلال احداث 2011 أي ما عرف باسم الربيع العربي؟
على صعيد العنوان العريض، اختلفت المفاهيم والمعطيات والمتطلبات والعلاقات والوضع الداخلي للبلد سواء ايران أو غير ايران والوضع الخارجي، نحن أمام معادلة جديدة، من هنا يصعب المقارنة بين الثورة الإسلامية في ايران وبين الربيع العربي لكن التقاطع يكمن في أنه هناك شعوب مظلومة أرادت أن تقرر مصيرها بيدها وقررت الثورة، والفرق في الثورة الإيرانية كان هناك قائد - القائد الكبير الامام الخميني الراحل- الذي قاد هذه الثورة إلى بر الأمان، وعلى مدى أربعين عاما لا تزال الثورة مستمرة، و رغم كل الهجمات التي تتعرض إليها ايران على مدى هذه العقود دخلت العقد الخامس، لم تكن ايران مرتاحة ابداً من الهجمات والمؤامرات والمكائد التي كانت تحضر لها رغم ذلك انتصرت واستطاعت ان تضبط نفسها.
لماذا يحاول الاعلام المعادي لإيران تشويه سمعتها ويعرفها بانها خطر على شعوب ودول المنطقة؟
هذا أمر طبيعي طالما ايران قائدة ورائدة لمحور المقاومة في المنطقة هذا طبيعي بأنها تكون خطر على اسرائيل و أميركا و كل هذه الدول التي انجرفت في مسار التطبيع منها عربية وغير عربية طالما الثورة في ايران لازالت صامدة حتى هذه اللحظة هذا سبب كافي لكي يكون هناك هجمة شرسة على كل المستويات على ايران.
ما هي الصورة التي ارتسمت لديك عن إيران بعد زيارتها من قريب؟
انا شخصياً تغيرت نظرتي الى طهران تغيرت على اكثر من مستوى، انا اقرأ عن طهران ولدي اصدقاء في طهران لكن لم اكن اتوقع ان تكون طهران بهذه الصورة، من الواضح أن طهران هي المدينة التي لاتنام تنبض بالحياة والحرية والكثير من الامور التي ذهلت بها الى درجة تشعر وأنك في بلد أوروبي، سأعود الى طهران ليس في زيارة عمل بل لأتمتع في كل لحظة فيها.
كيف يمكن للإعلام ان يلعب دورا بناء للمساهمة في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة والعمل على حلحلة خلافاتها؟
للإعلام دور مهم، هناك عائق اساسي كبير بين ايران والدول العربية، العائق الاول هو اللغة، عدم وجود لغة مشتركة يصعب التواصل والثقافات، لذلك الاعلام له دور كبير ونحن جزء من هذه المرحلة واتينا بهذا الغرض لننقل صورة الواقع كما هو لطالما ان هذا شعار قناة الميادين، دور الاعلام مهم ولكن نحن اتينا في ايام قليلة -لمدة اسبوع واسبوعين- وعلى الاعلام الايراني مسؤولية كبرى لماذا لايكون هناك مؤتمرات للاعلام في دول محور المقاومة وورشات عمل بين تسنيم ووكالات عربية اخرى ضمن المحور، يجب ان يكون لدينا محور واحد، نحن نملك امكانيات كبيرة وقدرات بشرية يجب استغلالها وانا ادعو عبر وكالتكم ان نقوم بمؤتمر سنوي للاعلاميين -على مدى ثلاثة ايام- الذين هم في خط المقاومة وفي هذا المحور وانا مستعدة للتعاون.
لطالما حاولت الدول الغربية اتهام إيران بأنها لا تحترم حقوق الانسان وخاصة حقوق المرأة، انت كيف وجدتي الحريات العامة في المجتمع الإيراني خاصة فيما يخص النساء؟
تفاجئت في الكثير من الامور على صعيد الحرية، هناك امور تستحق ان نرفع لها القبعة لعادات وتقاليد ايران، يزعم أعدائها في الخارج بأنها دولة اسلامية متزمتة وكل عقد العالم فيها!، انا أتيت الى هنا ورأيت بنفسي العادات والتقاليد، ايران ابنة حضارة ولها جذور في التاريخ.
قناة الميادين أتت على أكثر من مستوى سواء تقارير او حلقات لسياسات ايران من الداخل والخارج ويمكن القول أني لاول مرة اقول رأيي حول ايران بكل صراحة انا تفاجئت بالحياة الموجودة وبالكثير من الاشياء، أنا انتمي لمحور المقاومة وقضيتي فلسطين وبطبيعة الحال لا للتطبيع ومع فلسطين ومحور المقاومة وضد امريكا ومع حرية الشعوب وسيادة الدول، ايران ذكية ملأت الفراغ العربي القاتل والمميت بالرغم من أنها ليست عربية، للاسف العرب انحازوا لاسرائيل وذهبوا باتجاه المؤامرة على سوريا ولبنان وفلسطين.
بعد 40 عاماً على الثورة، أقول هي ذكرى مباركة ومجيدة لكم ولكل الشعب الايراني، تستحقون كل الاحترام والمحبة واكرر دعوتي الى محور واحد للاعلام كما كان في معارك السنوات الماضية، نذكر بهذا الامر لتعزيز فكرة ان هناك محور يمتد من دمشق وبغداد وطهران واليمن مرورا بالقدس يجب علينا ان نعزز هذا المحور عبر سياسة الاحتضان والاحتواء والقيام بخطوات هذه هي الدعوة واتمنى كل الخير والسلام لكم.
/انتهى/