خاص/ تسنيم.. وثائق تظهر انخفاض منسوب مياه بحر قزوين.. + صور أقمار صناعية

خاص/ تسنیم.. وثائق تظهر انخفاض منسوب میاه بحر قزوین.. + صور أقمار صناعیة

تظهر صور الأقمار الصناعية بوضوح كيف انخفض منسوب مياه بحر قزوين في النصف الشمالي على مدى سنوات عديدة ووصل إلى أدنى مستوى له في الثلاثين عاما الماضية!.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن بحر قزوين، المعروف أيضاً باسم بحر مازندران أو بحر الخزر، هو بحيرة يحدها من الجنوب إيران، ومن الشمال روسيا، ومن الغرب جمهورية أذربيجان وروسيا ومن الشرق تركمانستان وكازاخستان.

في السابق، كان بحر قزوين جزءاً من بحر تيثس، الذي كان يربط المحيط الهادئ بالمحيط الأطلسي، لكنه في النهاية أحيط بين كتل اليابسة بسبب حركة صفائح الأرض. وهذه البحيرة التي تبلغ مساحتها 43800 كيلومتر مربع هي أكبر بحيرة للمياه المالحة في العالم.

وتقع أعمق مساحة في هذه البحيرة بعمق 25 مترا في المنطقة الشمالية كما تقع أعمق المناطق في الأجزاء الوسطى والجنوبية، والتي يتراوح عمقها بين 900 و 1000 متر في بعض المناطق الجنوبية.

في السنوات الأخيرة، تعرض بحر قزوين للتهديد من قبل عوامل مختلفة، بما في ذلك التلوث النفطي، وتدفق مياه الصرف الصحي، والتلوث البلاستيكي، وما إلى ذلك، ولكن "انخفاض مستوى المياه" في بحر قزوين يعتبر حالياً العنصر الرئيسي الأكثر تهديداً لهذا البحر.

وتعتبر صور الأقمار الصناعية المصدر الرئيسي لقياس منسوب المياه في بحر قزوين، فبحسب آخر الصور التي حصلت عليها وكالة "تسنيم"، يظهر انخفاض منسوب مياه بحر قزوين في الجزء الشمالي من هذه البحيرة بوضوح تام. كما رصدت هذه الصور الاتجاه التنازلي لمستوى المياه في بحر قزوين من عام 2000 إلى 6 يوليو 2023.

وبالنظر إلى أن الأجزاء الجنوبية من بحر قزوين أعمق من الأجزاء الأخرى، فإن الانخفاض في منسوب المياه يكون أكثر وضوحاً في النصف الشمالي منه في النصف الجنوبي.

وفي هذا الفيديو يمكن مشاهدة الوتيرة التدريجية لانخفاض منسوب المياه:

 

..

 

في عام 2020، نُشر مقال بعنوان "الجانب الآخر من مستوى سطح البحر" في مجلة Nature الألمانية، تظهر نتائجه أنه بناءً على سيناريوهات مختلفة، سينخفض  منسوب مياه بحر قزوين بمقدار 9 إلى 18 مترا نهاية هذا القرن! وتقول هذه الدراسة أن بحر قزوين يواجه "كارثة".

وبحسب هذا التقرير، انخفض مستوى بحر قزوين قليلاً خلال العقود الثلاثة الماضية، لكن ارتفاع تبخر المياه، وعدم تجمد بحر قزوين خلال فصل الشتاء في المناطق الشمالية، والاختلال في كمية المياه الواردة ستؤدي إلى انخفاض 9 أمتار على الأقل من مستوى سطح البحر بحلول نهاية القرن، ويمكن أن يصل هذا الرقم إلى 18 متراً.

ويصف التقرير مثل هذا السيناريو بأنه تهديد بيئي، ويقول إن مستوى بحر قزوين ينخفض بشكل متزايد وأن تسارع انخفاض المياه آخذ في الازدياد، وبالنظر إلى أن مياه الجزء الروسي والتركمانستاني من بحر قزوين ضحلة، ستنخفض 9 أمتار من المياه بنسبة حوالي 24 بالمئة من مساحة سطح بحر قزوين، وإذا انخفض 18 متراً من المياه، فسوف يجف 34٪ من سطح هذه البحيرة!

وفي هذا الصدد قال الدكتور مجتبى ذوالجودي، نائب الشؤون البيئية البحرية والأراضي الرطبة في منظمة حماية البيئة لـ "تسنيم": إن التوازن البيئي لبحر قزوين كان بطبيعة الحال له تقلبات جيبية خلال حياة هذا البحر، وكان مستوى المياه في بحر قزوين يزداد دائما على مدى عدة سنوات ثم انخفض على مدى عدة سنوات. ولكن خلال العقدين الماضيين، طالت عملية انخفاض مستوى المياه في بحر قزوين واشتدت حدة انخفاض منسوب المياه بشكل خاص في السنوات الأخيرة، بحيث لم ينخفض  مستوى المياه إلا 26 سم في عام 2022!.

وبحسب تقرير معهد أبحاث المياه التابع لوزارة الطاقة الإيرانية، فإن منسوب مياه بحر قزوين يتناقص بشكل غير متساو بعد أعلى مستوى له في الثمانين سنة الماضية، والذي حدث عام 1995. كما حدث أكبر قدر من هذا الانخفاض في الفترة من 2008 إلى 2015 وتزامن هذا الحدث مع انخفاض كبير في تدفق الأنهار الشمالية المهمة، بما في ذلك نهر "الفولغا". 

وتوفر المياه السطحية المتدفقة حوالي 74-85٪ من المياه الواردة لبحر قزوين، فبحسب التقديرات، يمد نهر "الفولغا" حوالي 80٪ من المياه الواردة إلى بحر قزوين بحوالي 250 مليار متر مكعب من إجمالي 320 مليار متر مكعب من المياه الواردة من خلال المياه السطحية.

بالنظر إلى دور نهر "الفولغا" في توفير مياه بحر قزوين، فإن انخفاض تدفق هذا النهر، إلى جانب عوامل طبيعية مثل زيادة تبخر مياه قزوين وزيادة درجة حرارة الماء من أهم العوامل في انخفاض مستوى المياه في بحر قزوين وانحدارها في السنوات الأخيرة.

وفقا للخبراء، فإن انخفاض مستوى بحر قزوين، بالإضافة إلى التهديدات البيئية وتدمير الأنواع النباتية والحيوانية القيمة، يعتبر خطرا على الأمن الغذائي للدول. والأزمات الاقتصادية والمشاكل في إمدادات الطاقة بسبب فيضان آبار النفط هي نتيجة أخرى لهذه المشكلة.

/انتهى/

أهم الأخبار تكنولوجيا الفضاء
عناوين مختارة