تقرير/تسنيم..صواريخ حماس المضادة للدروع في انتظار الميركافا / التحدي الكبير لإسرائيل في الهجوم البري على غزة

تقریر/تسنیم..صواریخ حماس المضادة للدروع فی انتظار المیرکافا / التحدی الکبیر لإسرائیل فی الهجوم البری على غزة

حتى هذه المرحلة من الحرب، لم يتمكن جيش الكيان الصهيوني من اعتماد أي استراتيجية محددة فيما يتعلق ببدء الهجوم البري والاشتباك مع حماس، وهذا بالإضافة إلى انه يكشف الارتباك في اتخاذ القرارات الاستراتيجية لهذا الكيان يظهر ايضا قدرات الأسلحة المضادة للدروع لقوات المقاومة.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء، انه بعد مضي 17 يوما على اندلاع حرب "طوفان الأقصى"، وصلت هذه الحرب إلى مرحلة أصبح فيها الجميع، بحسب مسؤولين إسرائيليين، ينتظرون قرار الكيان الصهيوني بشان شن هجوم بري على قطاع غزة.

رغم تصريحات السلطات العسكرية والحكومية الصهيونية بشأن قرارها شن هجوم بري على غزة، الا ان التطورات على ساحة الحرب تظهر شيئًا آخر، وتكشف أن قادة الكيان الصهيوني لم يتوصلوا بعد إلى قرار نهائي لهذا الامر، ولا شك أنه يعود هذا الموضوع إلى حد كبير إلى تقديرات الإسرائيليين ازاء قوة المقاومة في القتال البري.

ورغم ان الكيان الصهيوني يتمتع بالقدرات الجوية والبحرية، إلا أنه في حروب مثل "طوفان الأقصى"، تعد الحرب البرية وهي التي تحدد مصير الحرب، وان الطرف الذي يمكنه القتال بريا بشكل أفضل سيكون له اليد العليا.

فقد أظهرت التجربة أنه في معظم الحروب التي لم ينتصر فيها الطرف الأقوى، فقد انتصر الطرف الأضعف في الحرب البرية وتحدى قدرات العدو في هذا المجال، كما حدث في حرب الـ 33 يوماً بين مجاهدي حزب الله وجيش الكيان الصهيوني، واسرائيل رغم تفوقها التكنولوجي، لم تتمكن من خلق التكافئ المنشود في هذه الحرب.

وفي مجال القتال البري، تعتمد القوة الرئيسية لقوات الدفاع على المعدات الدفاعية البرية، وخاصة الصواريخ الموجهة المضادة للدروع. الحرب بين القوات الصومالية مع القوات الأمريكية خلال عام 1993، والحرب بين مجاهدي حزب الله في منطقة بنت جبيل عام 2006، وتدمير دبابات الميركافا الإسرائيلية، تعد أمثلة على استخدام القوات المدافعة للصواريخ المضادة للدروع، والتي ادت الى هزيمة القوات المهاجمة رغم تفوقها بالمعدات.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أثبتت التجربة أن الوقت يعد عاملا هاما وحاسما للغاية في الحرب البرية، وأن استنزاف الحرب يشكل عبئاً مالياً ونفسياً كبيرا على الجيوش المجهزة مثل الجيش الصهيوني، الذي هو في الأساس غير مستعد لحرب الاستنزاف وله طبيعة هجومية.  استخدام المعدات الحربية البرية يمنح قوات الدفاع الفرصة لتحقيق أقصى استفادة من عامل الوقت، بالإضافة إلى ذلك، فإن تشكيل فرق صغيرة ومستقلة مجهزة بصواريخ موجهة ومضادة للدروع يمكن أن يكون عاملا جادا لانعدام أمن قوات العدو، وخاصة في حرب المدن.

ومن خلال الحالات المذكورة أعلاه يمكن ان نستنتج بأن الأسلحة الموجهة المضادة للدروع والتي تتمتع بعوامل مهمة مثل التنقل والقوة التدميرية المناسبة والقدرة على استهداف الأهداف الثابتة والمتحركة تلعب دوراً مصيريا في المعارك البرية.

وعلى هذا الاساس يمكن ان نستنتج أنه إذا قرر الجيش الصهيوني بخوض حرب برية في قطاع غزة، فإنه سيواجه تحديا جادا ازاء الصواريخ الموجهة المضادة للدروع لمجاهدي حماس، ورغم أن هذا سيكون بالتأكيد أحد سيناريوهات مجاهدي المقاومة لمواجهة العدوان البري للجيش الإسرائيلي، إلا أنه سيشكل خطرا جادا، خاصة على المعدات المدرعة لهذا الكيان.

وحتى هذه المرحلة من الحرب، لم يتمكن الجيش الصهيوني من اعتماد أي استراتيجية محددة فيما يتعلق ببدء الحرب البرية ضد حماس، وهذا بالإضافة إلى انه يكشف عن الارتباك في القرارات الاستراتيجية لهذا الكيان، فانه يظهر أيضا أن المقاومة قد وصلت الى مستوى من القدرة، بحيث حققت فصلاً جديداً من معادلة الردع حيال  الكيان الصهيوني.

انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة