بالصور .. بعد «فاتح» و«عماد» .. صاروخ بمدى 2000 كم
يمكن لأضافة رأس حربي جديد مع امكانية التحكم به خلال تحليق الصاروخ في مراحله النهائية ، ان يطور عمل الصواريخ التي يبلغ مداها نحو 2000 كم ، بصورة ملفتة للنظر ، وأن تزرع الخوف و الهلع في نفوس الاعداء ، و هذا التطور هو وليد جهود المختصين الايرانيين في الصناعات الدفاعية للبلاد ، حيث استخدموا التقنيات الحديثة في صناعة الصواريخ مثل صاروخ "فاتح" و"عماد".
فقد واعلن قائد القوة الجوفضائية لقوات حرس الثورة الاسلامية العميد امير علي حاجي زادة خلال حديثه عن احدث التطورات في مجال تعزيز سبل الافادة من الصورايخ في اجتماع عقد بمدينة مشهد المقدسة بعنوان "الصواريخ الايرانية"، عن قرب دخول صاروخ "سجيل" الجديد للخدمة في قوات حرس الثورة الاسلامية ، حيث يعتبر هذا الصاروخ اكثر تطورا مقارنة بصاروخ "سجيل-1" وتضاف إليه امكانية التحكم به في مراحله النهائية .
و يمكن الاشارة باختصار الى ان موضوع التحكم في الصواريخ الباليستية في مراحلها النهائية ، يعتبر من التقنيات الخاصة التي تعزز من دقة هذه المنظومة بشكل كبير جدا ، والذي من شانه ان يطور القدرات القتالية للصواريخ الباليستية الإيرانية إلى حد كبير .
وبشكل عام ، فان نسبة خطأ اصابة الصورايخ الباليستية كبير نسبيا ، الا ان هذا التغيير في الصاروخ الايراني الجديد ، يمكن ان يضاعف من القدرة القتالية للصواريخ الباليستية الايرانية بشكل ملفت للنظر.
الصواريخ الباليستية الايرانية الموجهة من «فاتح» إلى «عماد»
ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمكنت حتى الآن من تصنيع صواريخ باليستية قابلة للتحكم في المرحلة النهائية لانطلاق هذه الصواريخ وبشكل واسع . وصاروخ فاتح 110 ، هو اساسا صاروخ بالستي قصير المدى يتميز بدقة عالية في الاصابة ويعمل بالوقود الصلب الأمر الذي يمنحه سرعة في الإطلاق دون الحاجة إلى تحضيرات مسبقة فضلا عن زيادة مداه ليبلغ 300 كم . و تبلغ نسبة خطأ اصابة الصاروخ 10 امتار فقط ، حيث استخدمت فيه اساليب التوجيه الحديثة والمتطورة.
فاتح 110
لقد تم حتى الان تصميم و انتاج صواريخ فاتح 110 و313 في اجيال مختلفة وادخلت بالفعل اطار الخدمة بالقوات المسلحة الايرانية، كما تم تصنيع صواريخ بالستية لا يمكن للرادارات رصدها مثل مجموعة صواريخ "هرمز" و "الخليج الفارسي" ، التي تعد نماذج مطورة لصاروخ فاتح 110 . و يعمل هذا الصاروخ بطريقة التوجيه الثنائي اي الراداري والبصر ي، بحيث يعمل بنظام التوجيه نحو هدف محدد في المرحلة النهائية . وفي هذه الحالة لا يمكن للهدف مراوغة هذا الصاروخ او الافلات منه .
اما الصاروخ الايراني الاخر الموجه في المرحلة النهائية هو صاروخ "عماد" . ويعمل هذا الصاروخ الباليستي الايراني بعيد المدى بالوقود السائل حيث يبلغ مداه 1700 كم ، تم تصميم وتصنيع جميع مراحله من قبل الخبراء الايرانيين في مؤسسة الصناعات الدفاعية ، ويعتبر اول صاروخ ايراني يتم توجيهه والتحكم به حتى لحظة اصابة الهدف وهو قادر على اصابة وتدمير الاهداف المطلوبة بدقة عالية .
الرأس الحربي الموجه لصاروخ "عماد"
في هذا الصدد ، يقول الخبير الصهيوني البارز في المجال الصاروخي "عوزي رابين" : ان "الايرانيين نصبوا زعانف التوجيه على صواريخهم الباليستية ، وهذا ما يمكنهم من زيادة دقة صواريخهم ، وان تصيب الصواريخ ذات المدى 2000كم اهدافها بدقة وفاعلية" . و يضيف المدير الاسبق لبرنامج الدفاع الصاروخي الصهيوني ان "لا حاجة لايران للاسلحة النووية . انهم (إيران) يستطيعون استخدام صواريخ بمدى 2000 كم عالية الدقة ، وشل حركة دول مثل «إسرائيل» و حتى مصر . واذا حددوا اهدافهم بحكمة ودقة مثل محطات الطاقة وهاجموها فلا حاجة لهم بالاسلحة النووية لانهم سوف يتمكنون من شل ذلك البلد". والان ، وقد أعلن قائد القوة الجوفضائية لقوات حرس الثورة الاسلامية العميد امير علي حاجي زادة عن تسليم قوات الحرس الثوري جيلا جديدا من صواريخ "سجيل" الباليستية مزودة براس حربي ، خاضع للتحكم في مراحلة الاخيرة .
صاروخ "سجيل"
كُشف عن صاروخ "سجيل" في النصف الثاني من العقد الماضي، ويعتبره البعض افضل الصواريخ البالستية الإيرانية . ويعمل هذا الصاروخ بمرحلتين، الأولى تعمل بالوقود الصلب عند الاطلاق والثانية تعمل بالوقود السائل في مرحلة التوجيه ونظام التحكم . وتبدأ المرحلة الثانية بالعمل بعد انتهاء المرحلة الاولى وانفصال جزء من الصاروخ . و انفصال جزء من الصاروخ بعد انتهاء المرحلة الاولى من الاطلاق يساعد على تقليل وزن الصاروخ ، و بالتالي يعزز من سرعة انطلاقه . ويخترق صاروخ "سجيل" الغلاف الجوي عند الانطلاق وبعد طي مسافة معينة على هذا الارتفاع يعود للغلاف الجوي بسرعة تقدر من 10 الى 12 ماخ(نحو 3400 حتى 4080 متر في الثانية الواحدة) ويتسارع نزولا نحو الهدف المحدد والذي يُعتبر تدميره في هذه المرحلة من قبل وحدات الدفاع الجوي للعدو ، أمر غير ممكن .
ان استخدام تقنية الوقود الجامد المركب في هذا الصاروخ يعزز سرعته الفائقة ، ويزيد فترة الاحتفاظ بالصاروخ في المخازن. ويبلغ مدى صاروخ سجيل نحو 2000 كم ، وتم حتى الان تصنيع انموذجين منه وهما سجيل1 و2 ويبلغ وزن صاروخ سجيل 23 الف كغم، وطوله 17 متر وقطره يبلغ 1.25متر اما وزن رأسه الحربي فيبلغ 500كغم وله ميزة الانفصال عن هيكل الصاروخ. ويصل هذا الصاروخ الى سرعته القصوى خلال 835 ثانية (13 دقيقة و55 ثانية) .
أن منظومة توجيه صواريخ "سجيل" تتمتع بامكانيات كبيرة تمنح الصاروخ الدقة الفائقة في اصابة الهدف وهذا يزيد من أهمية هذا الصاروخ في العمليات الحربية. من ناحية اخرى تتنوع الرؤوس الحربية للصواريخ الايرانية فبعض الصواريخ مثل صاروخ شهاب ، له راس حربي مخروطي الشكل تم تطويره على مرحلتين، ثم ظهرت رؤوس حربية بثلاثة اسطوانات مخروطية حيث ان زاوية القسم الاول من راسه الحربي اكثر من القسمين الاخرين والذي اصبح اليوم الشكل الهندسي الغالب في اكثر الصورايخ الباليستية الايرانية والذي يمكن مشاهدته في صواريخ عائلة شهاب وقيام وسجيل -1 وعاشوراء وقدر-1 وقدر- F وصوايخ قدرH الجديدة ايضا .
الرؤوس الحربية للصواريخ الايرانية من الجهة اليسرى الى الجهة اليمنى: شهاب-3 الجيل الاول، وسجيل، وقدرF، وقيام-1
ان هذه الصور تشير إلى ان الراس الحربي لصواريخ قدر و سجيل في النماذج الاولية ، تماثل الراس الحربي لصواريخ قيام ، مع اضافة سطح مخروطي الشكل الى هيكل الصاروخ . و في الحقيقة ، يمكن نصب هذا الجزء ايضا في صواريخ مماثلة مثل صاروخ قيام وقدر وسجيل وان هذه المواصفات من الممكن ان تحد من تكاليف انتاج الصواريخ. وقد تم حديثا انتاج نماذج جديدة من الرؤوس الحربية للصواريخ الايرانية لها قابلية التوجيه في المراحل النهائية لانطلاقها . وتجدر الاشارة الى ان الجيل الجديد من هذه الرؤوس الحربية يعني الراس الحربي لصاروخ "عماد" يمكن نصبها على انواع اخرى من الصواريخ الباليسية الايرانية مثل صاروخ سجيل.
ان التجربة الناجحة لصواريخ فاتح -110 الباليستية اظهرت ان استخدام الزعانف المتحركة في هذا الصاروخ يمكن ان يساعد على التحكم في اتجاه الراس الحربي ، وان السرعة العالية لهذا الصاروخ تجعل من الصعب تدميره من قبل المنظومات الجوية المضادة للعدو.
الراس الحربي للجيل الرابع من صاروخ فاتح -110 واجنحته التوجيهة
ان اضافة راس حربي جديد يتمتع بقابلية التوجيه في المرحلة النهائية يمكن ان تحسن من إداء هذه الصواريخ بشكل كبير . ومن المرجح ، ان التجارب التي اجريت على الراس الحربي لصاروخ عماد ونصب اجنجة موجهة عليه يمكن ان تعزز من امكانية نصب نماذج مماثلة لها على صواريخ سجيل ايضا . ونظرا الى أن الخبراء في مجال الصناعات العسكرية في البلاد، يرون ان نصب مثل هذه الرؤوس الحربية على الصواريخ الباليسية، القابلة للتحكم في المراحل النهائية، وبمدى نحو الفين كيلومتر ، كافية لضرب اهدافا استراتيجية للعدو مثل محطات الطاقة والقواعد الجوية المعادية، وان تسليح صواريخ سجيل بجيل جديد من هذه الرؤوس الحربية الموجهة في المراحل النهائية يوفر امكانية تعزيز دقة ومستوى تدمير اقوى الصواريخ الايرانية وبالتالي ستكون اكثر فتكا بالقوات المعادية ، وليغرق العدو في الخوف والقلق على اهدافه اكثر فاكثر.