أوساط شعبية في تونس والجزائر ومصر: لا أهلاً ولا سهلاً بابن سلمان

أوساط شعبیة فی تونس والجزائر ومصر: لا أهلاً ولا سهلاً بابن سلمان

تشهد تونس ودول عربية أخرى حالة من الرفض في الأوساط الشعبية والسياسية والنقابية والحزبية لزيارة ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان إليها على خلفية سياساته سيئة الصيت داخل بلاده وخارجها وأبرزها العدوان على اليمن وهرولته للتطبيع مع كيان الاحتلال إضافة إلى دوره في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول الشهر الماضي على يد فريق أمني سعودي.

"زيارتك لا تشرفنا" بهذه العبارة عبرت نقابة الصحفيين التونسيين عن إدانتها لزيارة ابن سلمان إلى تونس غدا لتلتحق جمعيات تونسية عدة وشخصيات وأوساط شعبية بهذا الموقف الرافض لتلك الزيارة.

النقابة التونسية أكدت أيضا في رسالة وجهتها يوم الجمعة الماضي إلى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن الهدف من زيارة ابن سلمان إلى تونس " تبييض سجله الدامي على خلفية تورط نظامه الحاكم في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان آخرها جريمة قتل خاشقجي" معتبرة أن ابن سلمان يشكل خطرا على الأمن والسلم في المنطقة والعالم وأنه عدو حقيقي لحرية التعبير.

وخلال مؤتمر صحفي عقد اليوم في مقر نقابة الصحفيين التونسيين لقوى تونسية رافضة لزيارة ابن سلمان إلى تونس أكد جمال مسلم رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان أن الشعب التونسي والنقابات تقول لا لزيارة ابن سلمان وان هذه الزيارة مرفوضة تماما مشيرا إلى أن هذا الرفض يأتي ايضا لدور السعودية تجاه القضية الفلسطينية.

جمال الخضراوي عضو الاتحاد العام لطلبة تونس أكد أن الاتحاد يعارض هذه الزيارة وسيشارك بكل التحركات التي ينظمها المجتمع المدني والنخب السياسية فيما أوضح رياض شرفي من جمعية تحقيق الكرامة والحريات أن مواقف السعودية ليست غريبة على الشعب التونسي فهي مواقف مناهضة للشعوب العربية وللإنسانية وابن سلمان هو مجرم حرب.

"لا أهلا ولا سهلا" هكذا عبر المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشعبية في تونس حمة الهمامي عن استنكاره للزيارة المرتقبة واعتبرها استفزازا للشعب التونسي ومبادئه وقال "لا أهلا ولا سهلا " بجلاد الشعب اليمني ومدمر اليمن والمشتبه فيه بقتل خاشقجي بطريقة بشعة ومتزعم التطبيع مع الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني".

فيما حذر القيادي في حزب "حراك تونس الإرادة" عماد الدايمي من السماح لابن سلمان بتدنيس تراب تونس فيما عبر القيادي في حزب التيار الديمقراطي محمد العربي الجلاصي عن رفضه دخول ابن سلمان إلى الأراضي التونسية.

ناشطون وفعاليات تونسية كانوا دعوا كذلك إلى التظاهر يوم غد الثلاثاء أمام القصر الرئاسي بقرطاج احتجاجا على زيارة ابن سلمان كما قررت مجموعة محامين معنية بالدفاع عن الحريات العامة مكونة من خمسين محاميا تكليف صحفيين ونشطاء تونسيين تقديم شكوى قضائية لدى المحاكم التونسية لمنع ولي عهد نظام بني سعود من زيارة تونس.

ولا يختلف الحال كثيرا في الجزائر عن تونس إذ تسود الأوساط الجزائرية حالة من الغضب والرفض لزيارة ابن سلمان للبلاد وأعلن بهذا الصدد رئيس حركة البناء الجزائرية عبد القادر بن قرينة رفضه لتلك الزيارة وقال إنها تأتي في ظل اختلاف كبير بين الجزائر والسعودية حول العدوان على اليمن وما جلبه من ويلات للشعب اليمني إضافة إلى الصعوبات التي يعانيها الاقتصاد الجزائري جراء تدهور أسعار النفط وهو ما انعكس سلبا على معيشة المواطن الجزائري والتي كان سببها سياسات النظام السعودي حيث يحاول ابن سلمان تعويم السوق وخفض أسعار النفط في الأسواق العالمية خدمة للولايات المتحدة الأمريكية.

"لا أهلا ولا مرحبا بولى العهد السعودي فى مصر" كان العنوان الأبرز الذي رفعه الصحفيون المصريون تنديدا بزيارة ابن سلمان إلى القاهرة وأكدوا في بيان لهم أن "مكانه أن يودع قفص الاتهام بمحكمة دولية".

الصحفيون المصريون وقعوا على بيان أمس قالوا فيه إن "النظام السعودي يهدر القيم الإنسانية وفى مقدمتها الحق فى الحياة سواء لمواطني بلاده أو للمصريين وغير المصريين العاملين على أراضي السعودية التى هي بلد لا يحكمه القانون ولا يتمتع بنظام قضائي مستقل موثوق فى أعماله مبادىء العدالة بل يتستر بالإسلام للعصف بالحريات والحقوق ولتبرير ارتكاب الفظاعات المنافية للحقوق الأساسية للإنسان".

البيان أشار إلى جريمة قتل خاشقجي موضحا أن "هذه الجريمة واضحة ومكتملة الأركان ويتحملها النظام السعودي من الألف إلى الياء.. والإصرار على إفلاته من المسؤولية ومعه الأسرة المالكة وخاصة محمد بن سلمان يستوجب من الصحفيين فى مصر وكل أنحاء العالم إدانة هذا النظام بكامله وولي عهده واعتبارهم على رأس قائمة أعداء حرية التعبير والصحافة في العالم".

وكان خاشقجي المقيم فى الولايات المتحدة اختفى بعد دخوله قنصلية النظام السعودي فى مدينة اسطنبول التركية فى الثاني من تشرين الأول الماضي حيث اثارت روايات متعددة ومختلفة قدمها نظام بني سعود حول مصيره انتقادات العديد من الدول والمنظمات التي أكدت عدم مصداقيتها فيما تؤكد الوقائع مقتله داخل القنصلية من قبل فريق أمني يأتمر بأوامر ابن سلمان.

ويأتي هذا الرفض للزيارة انعكاسا للحالة السائدة شعبيا لجهة الاستياء من سياسات أركان النظام السعودي وعلى رأسهم ابن سلمان وافعاله التي لم تقف عند حد العدوان على اليمن وشعبه ودعم الإرهاب في سورية ورهن الاقتصاد في بلاده للسيد الأمريكي بل وصلت به حد بيعه للقضية الفلسطينية من خلال مباركته لصفقة القرن الأمريكية إضافة إلى عمليات التطبيع العلني مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر: سانا

/ انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة