إستقبال عون لبومبيو"بارد" والمصافحة "جافة وسريعة"

إستقبال عون لبومبیو"بارد" والمصافحة "جافة وسریعة"

ليست المرّة الأولى التي يلجأ فيها الرئيس اللبناني ميشال عون، إلى استخدام هذا الأسلوب مع وزير خارجية أميركي. لكن الفارق كان في الصورة والشكل.

اضطر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن ينتظر في قاعة القصر الجمهوري لبضع دقائق قبيل دخول عون. 

قبلها، تعرّض وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون إلى التصرّف نفسه، لكن الفارق أن تيلرسون يومها انتظر عون جالساً، بينما بومبيو بقي واقفاً، بحضور الوفد الأميركي الذي يضمّ السفيرة الأميركية في بيروت، إليزابيت ريتشارد، ومساعدي بومبيو لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل وديفيد ساترفيلد، والوفد اللبناني الحاضر للقاء ويضم وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم.

لم يرض بومبيو أن يظهر في صورة مماثلة لتيلرسون، جالساً وحده على كرسيه، بانتظار دخول عون. وربما تجنّب أن يجلس ويضطر للوقوف مجدداً بعد دخول عون للسلام عليه. تحاشى ذلك، ببقائه واقفاً يتبادل أطراف الحديث مع ريتشارد وهيل، إلى أن دخل عون فألقى سلاماً بارداً على الزائر الأميركي، حتى أن المصافحة لم تكن طويلة، بل كانت جافة وسريعة، بخلاف كل السلامات من هذا النوع.

فلم تسمح المصافحة بالتقاط صورة تذكارية للحظة، كما ألقى عون سلاماً سريعاً على ريتشارد، من دون أن يقترب لإلقاء التحية على باقي أعضاء الوفد الأميركي، خصوصاً هيل وساترفيلد. ومعلوم أن لقاء عون مع هيل، في زيارته الأخيرة، لم يكن إيجابياً، بينما ساترفيلد لم يلتقه أصلاً. كما أن خطوة عون تنطوي على ردّ على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لم يلتقه عندما شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. بينما ردّ بومبيو على هذا التصرّف، بعدم التوقيع على السجل الذهبي للقصر الجمهوري.

تقصّد عون إظهار هذه الصورة، وهو ينطلق مجدداً من مبدأ أنه رئيس للبلاد، وليس مضطراً لانتظار ضيفه، الذي هو وزير للخارجية، وليس نظيره. هذا من ناحية الشكل والبروتكول، أما من ناحية المضمون السياسي، فعون يقدّم نفسه "رئيساً قوياً"، لا يخضع لأي قوة خارجية، وخصوصاً واشنطن، التي تتسع مروحة الخلافات معها على العديد من الملفات.

مضمون اللقاء لم يكن إيجابياً بين الرجلين، وفق ما تؤكد مصادر متابعة، وتشير إلى أن بومبيو ركّز على وجوب الفصل بين لبنان وحزب الله، ليؤكد عون أن حزب الله هو حزب لبناني يشارك في الحكومة.. وهو مقاومة عندما تقتضي الحاجة.

المصدر: لبنان 24

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة