ناشط بحريني بارز : الحراك الشعبي تصاعدت حدته رغم القمع الخليفي .. والاتفاق النووي ضربة قوية للانظمة الخليجية

ناشط بحرینی بارز : الحراک الشعبی تصاعدت حدته رغم القمع الخلیفی .. والاتفاق النووی ضربة قویة للانظمة الخلیجیة

اكد الشيخ عبد الله الصالح نائب الامين العام لتيار العمل الاسلامي ، احد المجموعات السياسية البحرينية المعارضة ، ان الحراك الشعبي في البحرين تصاعدت حدته ، رغم القمع الوحشي الذي يمارسه نظام ال خليفة الدموي ، و اعتقال غالبية الزعماء السياسيين في البلاد ، كما اعتبر في حوار شامل مع وكالة تسنيم الدولية للانباء ، ان الاتفاق النووي في جنيف ، وجه ضربة قوية للانظمة الحاكمة في دول الخليج الفارسي .

و اشاد الشيخ الصالح في بداية الحوار ، باهتمام وكالة تسنيم الدولية للانباء باخبار الحراك الشعبي في البحرين ، و الصحوة الاسلامية في هذا البلد وبقية البلدان الاسلامية ، ثم تطرق الى الازمة التي تشهدها البحرين ، حيث استعرض في البداية كيف ان ال خليفة دخلوا البحرين في عام 1783 كقراصنة بحر ، و كيف ان الشعب البحريني رفضهم منذ البداية ، وكان يثور عليهم بين فترة واخرى. و اشار على سبيل المثال الى ثورة عام 1923  ، التي طالب فيها الشعب بتشكيل مجلس شعبي قوي ، وتسليم السلطة للشعب ، وانهاء الحكم القبلي ، واضاف ان ابناء البحرين ومنذ ثورة عام 1923 وحتى عام 1953 ، كانوا يطالبون باجراء الاصلاحات واعطاء الشعب الدور الرئيسي في تقرير مصيره و ادارة البلاد  ، دون ان يطالبوا باسقاط نظام ال خليفة . و في العام 1953 وبعد ان تمكن الشعب من فرض سيطرته على مناطق واسعة في البحرين ، لجأ نظام ال خليفة الى المجموعات السياسية المعارضة ، واعدا اياها باجراء الحوار معها وتحقيق المطالب الشعبية ان تمكنت من تهدئة الجماهير واخلاء الشوارع من تواجدها . و ابلغ الزعماء السياسيون ، ابناء الشعب بان نظام ال خليفة اعطى وعودا بتحقيق مطالبهم ، وانه لم تعد هناك اي حاجة للتظاهر ، وبعد عودة الجماهير الى منازلها واستقرار الوضع ، سارعت قوى الامن الى اعتقال زعماء الثورة من السنة و الشيعة وايداعهم السجون ، وحتى نفي البعض منهم الى جزيرة سانت هيلانه في جنوب افريقيا . كما شهد العقد السادس من القرن الماضي ثورة عمالية ، وبعد ان ياس ابناء الشعب من رغبة نظام ال خليفة باجراء الاصلاحات في البحرين ، اخذ في العقد السابع من القرن الماضي ينادي باسقاط النظام ، النداء الذي مازال يسمع في اجواء البحرين وتؤكده ثورة الرابع عشر من فبراير 2011 الداعية الى اسقاط نظام ال خليفة واقامة النظام الجمهوري او اي نظام يرغب به الشعب . و اوضح الشيخ الصالح ، الى ان الفترة ما بين عامي 1994 و 1999 واثناء فترة حكم الشيخ عيسى بن سلمان ، وقعت عدة ثورات جماهيرية ، واودع قرابة الخمسة الاف شخص في سجون النظام ، وفي عام 1999 تسلم حمد بن سلمان ال خليفة مقاليد الامور في البلاد ، اثر وفاة والده ، ومن اجل ترسيخ قواعد حكمه ، دخل في حوار مع السجناء والزعماء السياسيين المعتقلين ، وابلغهم انه لو صوتوا لصالح الميثاق الوطني الذي دونه سيحقق مطالبهم ، فصوتوا لصالح هذا الميثاق بنسبة 94.8% . الا ان النظام تنصل عن وعوده ولم يف الا بالجزء القليل منها ، حتى انه رفض تشكيل برلمان مشابه لبرلمان عام 1973 الذي اعطى الشعب حق تقرير المصير ، واكتفى بتوسيع البرلمان ليضم 80 نائبا ، اربعون منهم ينتخبون من قبل الشعب واربعون اخرون يعينهم الملك ، الامر الذي يسلب من النواب حق الاعتراض على اي قرار يرغب النظام بتمريره عبر البرلمان . 

و اضاف : ان التجربة علمت الشعب البحريني ، انه لا يمكن التوصل الى اي نتيجة مع نظام ال خليفة ، و اخر اتفاق توصلوا اليه مع هذا النظام كان في عام 1999 الذي اسفر عن المصادقة على الميثاق الوطني في عام 2000. و قد اوضحت التجارب المختلفة على مدى سنين حكم ال خليفة ، ان هذا النظام لا يلتزم باي اتفاق توصل اليه مع ابناء الشعب ، لهذا انطلقت ثورة الرابع عشر من فبراير بقوة ، واتحدت كافة شرائح الشعب على العمل لاسقاط النظام رغم ممارسات النظام القمعية والوحشية . 

 

 

واضاف الشيخ الصالح ، ان ثورة الرابع عشر من فبراير ، واجهت ومنذ ايامها الاولى هجمات شرسة من قبل بقية الانظمة العربية المطلة على الخليج الفارسي للقضاء عليها لخوفهم من حصول شيعة البحرين على بعض المناصب الرئيسية ، فبعد شهر من اندلاع شرارة الثورة سافر الشيخ حمد الى السعودية طالبا المساعدة منها للقضاء على الثورة ، فاستجابت السعودية لطلبه بل سارعت الى ارسال عدة وحدات عسكرية الى جانب قوات درع الجزيرة . و مما يذكر ان ملك البحرين كان وبعد فترة قصيرة من اندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير ، ومن اجل اطفاء لهيب الثورة ، قد عرض على المعارضة عدة مقترحات للاصلاح ، وقبل ان يحصل على الجواب من المعارضة دخلت القوات السعودية الاراضي البحرينية لقمع الشعب البحريني . و اردف القول : السعودية التي تولت قيادة عمليات قمع الشعب البحريني ، شاركت في كل عمليات اعتقال وتعذيب ومداهمة المنازل السكنية ، كما وقف الى جانبها الوهابيون الحاقدون على الشيعة ومذهب التشيع ، ولا ننسى هنا الاشارة الى دور الجيش البحريني والقوات الامريكية الموجودة في البحرين في عمليات قمع الشعب البحريني  . 

 

 

و كشف نائب الامين العام لجمعية العمل الاسلامي ، عن سقوط اكثر من 200 شهيد خلال العامين الماضين واعتقال 3000شخص يرزحون الان في غياهب سجون نظام ال خليفة ، الى جانب طرد الكثيرين من وظائفهم الحكومية بسب معارضتهم او مشاركتهم في التظاهرات الاحتجاجية ضد النظام  الامر الذي ضاعف اصرار الشعب على مواصلة الحراك حتى اسقاط النظام ، واكد ان الدلائل تشير الى ان هذه الثورة هي الاخيرة ، وستؤدي الى اسقاط نظام ال خليفة . 

وفي معرض نفيه وقوع مواجهات بين الشيعة والسنة في البحرين ، وان صوتهما واحد ضد النظام ويطالب بسقوطه ، قال الشيخ صالح من يتابع احداث البحرين يستكشف ان السنة والشيعة يطالبون وبصوت واحد باسقاط النظام الخليفي الديكتاتوري ، رغم انسحاب بعض التيارات السنية من احداث الثورة ، بعدما انطلت عليهم اكاذيب وخدع السعودية في ان الثورة شيعية ونجاحها سيلحق الضرر بالسنة . ثم اشار الشيخ الصالح الى موضوع المعتقلين في سجون النظام وقال ، ان النظام  يعتقل حاليا الكثير من قادة وكوادر الثورة ، وكثرة عدد المعتقلين السياسيين ومعتقلي الراي دفع بالنظام الى اخلاء بعض الاقسام الادارية في سجن جو ، واحتجاز المعتقلين فيها ، ومن بين المعتقلين الذين احتجزوا في تلك الاقسام يمكن الاشارة الى كل من عبدالوهاب حسين ، و حسن المشيمع، و عبدالهادي الخواجة ، و صلاح الخواجة ، و نبيل رجب، و الشيخ عبدالجليل المقداد و الشيخ محمد  المقداد وغيرهم .                                                                

 

و تطرق الشيخ عبد الله الصالح الى الاتفاق النووي بين ايران الاسلامية و السداسية الدولية في جنيف ، و اكد ان هذا الاتفاق شكل من دون اي شك ضربة قوية للانظمة القبلية الحاكمة في المنطقة ، و هذا هو سبب المعارضة الشديدة التي ابدتها السعودية و الكيان الصهيوني للاتفاق ، مشدد ا على ان هذا الاتفاق بامكانه ترسيخ الامن والاستقرار في المنطقة . و اشار الى ان استمرار وجود الكيان الصهيوني والنظام الحاكم في الرياض يكمن في اثارة التوتر بالمنطقة ، اذ انهم يسعون الى التغطية على مشاكلهم وفسادهم الداخلي من خلال اثارة الازمات الاقليمية ، ولذا فان الاستقرار في المنطقة يؤدي الى زوال انظمتهم  . 

 

 

                                                             

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة