خبير فلسطيني: مصادرة آلاف الدونمات جنوب الضّفة هي الأكبر منذ الثمانينيات
أكّد خبير الاستيطان بالضّفة الغربية المحتلة عبدالهادي حنتش أن قرار ما يسمّى بالإدارة المدنية الصهيونية القاضي بمصادرة نحو ما يقرب من اربعة الاف دونم زراعية بمحافظتي الخليل وبيت لحم جنوب الضّفة الغربية هو الأكبر الذي يقرّه كيان الاحتلال منذ العقد الثامن من القرن الماضي، ويراد منه عزل كامل أراضي المواطنين الفلسطينيين القريبة من تجمع (جوش عتصيون) وضمّها للمستوطنات اليهودية باعتبارها الحدود الجنوبية للضّفة الغربية.
وقال حنتش " إنّ عملية الاستيلاء الواسعة التي يحملها هذا النوع من المخطط يستهدف عزل مواقع واسعة بمحافظتي الخليل وبيت لحم لصالح عدد من المشاريع الاستيطانية بالضّفة الغربية، أبرزها مشروع القدس الكبرى الذي يحاول الاحتلال فرضه على أرض الواقع من خلال عدّة حملات مصادرة ينفذها على الأرض ما بين الفينة والأخرى.
وتطال مخططات الاحتلال عددا من القرى والبلدات الفلسطينية الواقعة جنوب الضّفة الغربية والمتوزّعة ما بين محافظتي الخليل وبيت لحم، خاصّة بلدات الخضر وبتير وحوسان ببيت لحم وبلدات بيت أمر والجبعة وصوريف بالخليل، ومعظم هذه البلدات واقعة على الامتداد الغربي للمحافظتين وتقع على مقربة من المستوطنات والبؤر الاستيطانية الواقعة ضمن تجمع (جوش عتصيون) الاستيطاني جنوب الضّفة الغربية.
وحسب حنتش فإنّ الاحتلال يخطط لعزل كامل أراضي المواطنين الفلسطينيين القريبة من تجمع (جوش عتصيون) وضمّها للمستوطنات اليهودية باعتبارها الحدود الجنوبية للضّفة الغربية، الأمر الذي يحمل بين ثناياه مزيدا من أعمال المصادرة والاستيلاء على الأرض الفلسطينية وابتلاعها لتكون أمرا واقعا أمام أيّة مرحلة مستقبلية في التسوية مع السلطة الفلسطينية، وبالتالي يكون الاحتلال قد سيطر على معظم الأراضي التي تشكل متنفسا للحياة الفلسطينية بمنطقة جنوب الضّفة الغربية.
وتعدّ الأراضي التي جرى مصادرتها ضمن هذا المخطط أراضي خاصّة مملوكة لخليط من العائلات القاطنة بعدد من البلدات الفلسطينية، وهي مزروعة بالأشجار المثمرة وتشكّل مصادر عيش ورزق لمئات العائلات الفلسطينية، إضافة إلى أنّها تصنّف لدى البلديات بأنّها مناطق للتوسّع العمراني، الأمر الذي يضيّق مصادر رزق وعيش العائلات ويترك المزيد من الازمات الحياتية على المواطنين في هذه القرى والبلدات لصالح تمتّع المستوطنين بالأرض دون اكتراثها بحياة الفلسطينيين، أو مصيرهم.
ويرى حنتش أنّ قرارات السيطرة على هذه الأراضي وتحويلها إلى ما يسمّى "أراضي الدولة" الخاضعة لسيطرة الاحتلال الكاملة يُمنع على سكّانها العودة إليها، وبالتالي يفاقم حالة التّهميش التي تعيشها هذه الأراضي بفعل مخططات الاحتلال، وتترك مزيدا من الفراغ والإهمال للأراضي المحيطة بها، الأمر الذي يجعل المزيد من هذه الأراضي مرشّحة للمزيد من أطماع السيطرة والالتهام لصالح مخططات الاحتلال.
ويرى حنتش أنّ هذه المخططات والإجراءات التي تجري على الأرض، تأتي كردود أفعال على الاخفاقات التي مني بها الاحتلال في عدوانه الاخير على القطاع، إضافة إلى ردود أفعال أخرى على أسر وقتل ثلاثة صهاينة بالخليل،اضافة الى ذلك يسعى لكسب ودّ ورضا المستوطنين اثر فشله وإخفاقاته، ولملمة شعبية الحكومة الصهيونية ورموزها، والانتقام الجماعي من الفلسطينيين بسرقة أرضهم وخيراتهم .
واعرب خبير الاستيطان بالضّفة الغربية المحتلة عبدالهادي حنتش عن اعتقاده بأنّ المزيد من المخططات الاستيطانية قد ينفّذها الاحتلال في هذه المرحلة، وهذا يحتّم على الفلسطينيين استغلال وجودهم الأممي لمجابهة الاحتلال في مختلف المحافل ولجمه قبل فوات الأوان.