بلقيس رمضان تسلط الأضواء على أبعاد مبادرة الاستفتاء الشعبي في البحرين وتطالب باحترام صوت الشعب وإرادته

شرحت السيدة بلقيس رمضان رئيسة "الهيئة الوطنية المستقلة للاستفتاء الشعبي في البحرين" في حوار مع وكالة تسنيم الدولية للانباء ، اهداف هذه المبادرة و سبل اجرائها ، و طالبت باحترام صوت الشعب وإرادته وقراره الذي سيتخذه عبر صناديق الاستفتاء ، كما طالبت المجتمع الدولي ، أن يتخذ موقفا جادا للمساهمة في حل يفضي لقيام نظام سياسي ديمقراطي نابع من الإرادة الشعبية ويستمد شرعيته عن طريقها وليس عن طريق الدبابة وفوهات البنادق .

و فيما يلي نص حوار وكالة تسنيم مع الأستاذة بلقيس رمضان :
* ما هي الأهداف من طرح مبادرة الإستفتاء الشعبي ؟
- في البداية نود أن نوضح بأننا نسعى من خلال عملنا الحالي في "الهيئة الوطنية المستقلة للاستفتاء الشعبي" ، الى تغيير الأوضاع القائمة والمتفاقمة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، و نُؤمن أنّ من حق جميع المواطنين وبغض النظر عن انتماءاتهم الفئوية والعرقية والإثنية ، أن يُسمعوا صوتهم بشكل واضح في تحديد المسارات المستقبلية لهذا الوطن ولذلك جاءت مبادرة الإستفتاء لتحقيق جملة من الأهداف تتصل بسياق معركة الكرامة والشرف التي يخوضها الشعب ضد الديكتاتورية والإستبداد ، وتكريس ثقافة الحرية والإستحقاقات الوطنية بعيدا عن الخوف والهلع من ممارسات السلطة الإستبدادية وجعل ممارسة الحقوق والمطالبة بها ثقافة وسلوك قائم عند جميع المواطنيين بلا إستثناء . أما الهدف العملي من عملية الإستفتاء فيتصل بتحقيق مزيد من الضغط على السلطة والمجتمع الدولي للقيام بواجبه بإتجاه مساعدة شعب البحرين في تحقيق تطلعاته في ممارسة حق تقرير المصير وإختيار شكل ونوع النظام السياسي الذي يرتأيه .
* ما هو برنامجكم في الهيئة العليا للإستفتاء الشعبي وخطة عملكم لإنجاح المبادرة ؟
- لقد عملنا منذ اليوم الأول لتشكيل الهيئة الوطنية المستقلة للاستفتاء الشعبي على إجراء الاتصالات الواسعة مع مختلف القوى الفاعلة محليا ودوليا ، من أجل تأمين الغطاء القانوني لهذا الاستفتاء ، كما عملنا جاهدين في تشكيل اللجان التخصصية المختلفة لإدارة عملية الاستفتاء الشعبي ، ونأمل أن تتوج هذه الجهود الوطنية الكبيرة في إحداث النجاح اللازم لهذا المشروع الوطني الديمقراطي الرائد خاصة وأن ما تمر به البحرين من ظروف عصيبة ونظرا لحجم التضحيات التي قدمها الناس خلال الأربع سنوات الماضية فأن البحرين تستحق تحقيق ما يتطلع اليه الشعب في قيام نظام ديمقراطي ينبثق من الإرادة الشعبية وتكون له شرعية الحكم والسلطة بناء على التفويض الشعبي وفي ظل دولة ديمقراطية تحقق العدالة الإجتماعية وتقيم دولة المواطنة الحقة إذ لا تمييز ولا تهميش ولا إقصاء لأي مكون بسبب اللون والعرق والإثنية .

* كيف ستتجاوز الهيئة العليا للإستفتاء تحدي رفض السلطة لهذه المبادرة وعدم إعتراف المجتمع الدولي بها ؟
- نحن نعمل في الهيئة بشكل مستقل ومحايد ، ووجهنا الدعوة لجميع الأطراف لاحترام هذه العملية الديمقراطية في البحرين، وعدم التعدّي على الإرادة الشعبية، ومنحها حقها في التعبير عن آرائها بحرية وديمقراطية، كما أننا ندعو المجتمع الدولي أن ينظر بعين الإنصاف لهذه العملية الرائدة والتي أقرتها المعاهدات الدولية . كما أننا وجهنا خطابات متعددة للأمم المتحدة وللسيد بان كي مون لرعاية هذه العملية الديمقراطية ، وأملنا كبير في نجاح المبادرة لأنها كفيلة بنزع فتيل الإنفجار وتعريض السلم الأهلي وإستقرار المنطقة والعالم في حال تمادت السلطة في رفضها للمطالب الشعبية المشروعة .
وقد وجه بان كي مون ، أخيرا ، رسالة تدعو السلطة لإتخاذ إجراءات وصفها بالجادة لتفضي بنتائج ذات مغزى مشيرا إلى أهمية استقرار البحرين على الإستقرار في المنطقة الخليجية وبالتالي على الإستقرار العالمي . ونحن نأمل من خلال هذه المبادرة الشعبية أن تتخذ الأمم المتحدة من طرفها خطوات جادة لتحقيق تطلعات شعب البحرين المشروعة والعادلة .
* كيف تقيمون تجاوب الشارع مع مبادرة الإستفتاء في ظل الإجراءات الأمنية الشديدة التي يقوم بها النظام ضد المعارضة ؟ وكيف تقيمون تجاوب المجتمع الدولي ؟ وهل خاطبتم الأمم المتحدة لدعم المبادرة وتبني مشروع الإستفتاء؟
- ما لمسناه في الشارع من تفاعل كبير و واسع يضاعف حجم المسؤولية التي نحملها، فالتجاوب الشعبي الكبير، وطلبات الاشتراك الواسعة التي تلقتها الهيئة الوطنية المستقلة للاستفتاء الشعبي من المتطوعين والمتطوعات للعمل في إطار الهيئة، هو عامل يشكل دعامة قوية لهذه المبادرة الوطنية.
وبشأن الأمم المتحدة، فقد وجهنا خطابات متعددة لها وللسيد بان كي مون، وطلبنا منهم المبادرة لرعاية هذه العملية الديمقراطية وضمان سلامتها. ولكننا ماضون في إجراء الإستفتاء الشعبي وتقديم نتائجه لكل العالم ليسمع صوت الشعب مهما حاولت السلطة بإجراءاته القمعية الحيلولة دون وصول هذا الصوت الى العالم .
* هناك تعتيم اعلامي واضح يستهدف حراك شعب البحرين كيف تنظرون إلى ذلك ؟
- ما نأمله في الهيئة الوطنية المستقلة للاستفتاء الشعبي، أن يُسمع صوت الشعب والأخذ به، وعدم تجاوز الإرادة الشعبية وعدم تغييبها من أي طرف من الأطراف ، وهذه هي أحد الأهداف المهمة لمبادرة الإستفتاء الشعبي والتي جاءت في الوقت ذاته لكسر الطوق والحصار الإعلامي الذي يمارس ضد حركة الشعب في البحرين ومطالبه بالديمقراطية وإستعادة السلطة للإرادة الشعبية .
لقد كشفت ثورة شعب البحرين إزدواجية المعايير في النظام العالمي القائم حيث رغم الإجماع الشعبي التاريخي على مطالب الديمقراطية وتعزيز مبادىء الحريات وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية ومناهضة الإستبداد ، فقد وقف العالم متفرجا تارة ، ووقف موقفا سلبيا عندما لاذ بالصمت حيال اجتياح عدد من القوات الإجنبية لمواجهة شعب أعزل لم يرتكب جريمة سوى أنه خرج بكل سلمية وتحضر للمطالبة بتغيير النظام السياسي . لكن رغم المواقف السلبية التي حدث تجاه حراك شعبنا المضطهد ، فإن أربع سنوات من الصمود والثبات و تطور عمل وأداء المعارضة ، كفيل بتحقيق كامل الأهداف التي خرج من أجلها الناس في ١٤ فبراير ٢ ١١ . لقد إستطاع الناشطون في كل مكان من أن يحدثوا فرقا كبيرا بين ما تدعيه السلطة وبين واقع الإنتهاكات الفضة التي يمارسها النظام ضد المطالبين بالديمقراطية والحرية والكرامة . فلقد استطاع الناشطون إيصال صوت الشعب إلى أروقة المحافل الدولية وخاصة في الإجتماعات الدورية لمجلس حقوق الإنسان التي انعقدت خلال فترات متفاوتة عند المراجعة الدورية لملف حقوق الإنسان في البحرين خاصة اجتماع مايو ٢ ١٣ والذي أدانت فيه أكثر من ٦٧ دولة جملة الإنتهاكات والخروقات الفاضحة لحقوق الإنسان التي تقوم بها السلطة في البحرين ، وخروج هذا الملتقى العالمي الهام بأكثر من ١٧٣ توصية تدين هذه الإنتهاكات وتطالب بإتخاذ تدابير واجراءات عملية لحماية حقوق الإنسان في البحرين .


* رغم وحشية قمع السلطة وانتهاكاتها الفاضحة لحقوق الإنسان التزم المجتمع الدولي الصمت وما يزال عن ممارسات السلطة القمعية كيف تقرأون هذا الصمت وما هي رؤيتكم؟
- لقد أكدنا بأن مشروع الاستفتاء الشعبي قد جاء إثر وجود قوات أجنبية محتلة داخل البلاد، إلى جانب انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتحقق الضرر العام والخاص جرّاء الوضع الراهن، لذا تشكلت القناعة بأهمية أن يحصل هذا الاستفتاء الشعبي ليمهد إلى إحداث التغيير المنشود لهذه الأوضاع الحالية.
* معطيات إقليمية متشابكة زادت قضية البحرين تعقيدا كالتدخل الدولي ممثلا بالغرب وتحديدا الولايات المتحدة الإمريكية وبريطانيا وكذلك تعقيدات التدخل الإقليمي كوجود قوات الجيش السعودي وقوات درع الجزيرة ووجود قوات الدرك الأردني بالإضافة إلى جيش من المرتزقة . كيف ترون مستقبل الأوضاع في ظل حجم هذه التدخلات والتعقيدات؟
- لا نرغب في الهيئة الوطنية المستقلة للاستفتاء الشعبي أن نطلق تصريحات معادية لأي طرف من الأطراف، ومهمتنا الدقيقة والمحددة خلال هذه الفترة هي العمل الجاد والدؤوب لإنجاح مشروع الاستفتاء الشعبي، الذي نرى بأن من أهم مسببات طرحه هو وجود قوات أجنبية محتلة للبحرين.
* تقود الحراك الشعبي في البحرين مجموعة من القوى الثورة وعلى رأسها إئتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير وتيار الوفاء الإسلامي وتيار العمل الإسلامي وحركة حق هل قمتم بالتنسيق مع هذه القوى لإنجاح مبادرة الإستفتاء وما مدى دعم هذه القوى لمشروع الإستفتاء ؟
- لقد أجرينا اتصالات واسعة مع مختلف هذه القوى الفاعلة في المجتمع البحريني في الداخل والخارج، وعلى مختلف المستويات، وقد لمسنا الدعم والتأييد الكبير لعمل الهيئة الوطنية المستقلة التي تنهض اليوم بمسؤولية تاريخية في البحرين ، وفي المقام الأول فقد أنطلقت الهيئة من رحم الشعب وإليه ، وهي تتشكل من مجموعة من أبناء هذا الوطن الذين حرصوا على وضع حد للتفاقمات الناجمة عن إنسداد الأفق السياسي لأي حل ، وإعتماد السلطة على خيار القوة والقمع لمواجهة المطالب المشروعة للشعب 

* ما هي توقعاتكم لنتائج الإستفتاء ؟ وما هي خطواتكم اللاحقة بعد فرز النتائج سواء عند نجاح الإستفتاء أو فشله ؟
- ما نتوقعه هو أن مراكز الاستفتاء ستشهد توافدا كبيرا وملحميا من قبل الشعب البحريني، وهذه النقطة هي التي ننظر لها بعين الاعتبار بالمستوى الأول، أما بالنسبة للنتيجة، فسنحترم كل من يصوّت بنعم لنظام سياسي جديد في البحرين تحت إشراف الأمم المتحدة، كما أننا سنحترم كل من يصوّت بلا لنظام سياسي جديد، وسنعلن عن خطواتنا التالية بعد إجراء عملية الاستفتاء في حينها.
* هل من كلمة أخيرة تودون الإشارة إليها؟
- كلمتنا لجميع الأطراف السياسية في البحرين و خارجها ، هي أن احترموا صوت الشعب ، و احترموا إرادة الشعب ، واحترموا قرار الشعب الذي سيتخذه عبر صناديق الاستفتاء الشعبي . كما أننا نتوجه بالدعوة مرة آخرى للمجتمع الدولي خاصة للأمين العام للأمم المتحدة ومن بيدهم قرار مساعدة الشعوب في تحقيق الديمقراطية وحفظ السلم الأهلي والإستقرار العالمي ، أن يتخذوا موقفا جادا للمساهمة في حل يفضي إلى قيام نظام سياسي ديمقراطي نابع من الإرادة الشعبية ، و يستمد شرعيته عن طريقها ، و ليس عن طريق الدبابة وفوهات البنادق .