الخبير الستراتيجي حطيط: تصريحات الإمام الخامنئي حول هزيمة السعودية في حربها على اليمن تتطابق مع "القواعد العسكرية"

وتطرق الخبير الاستراتيجي العسكري اللبناني في حوار له مع مراسل القسم الدولي بوكالة تسنيم الدولية للانباء الى ابعاد الاعتداء السعودي على الاراضي اليمنية وقتل المواطنين اليمنيين الابرياء والى تصريحات قائد الثورة الاسلامية بهذا الخصوص قائلا، اعتقد ان وصف الامام الخامنئي للتطورات الجارية في اليمن  والهزيمة النكراء التي تنتظر السعودية في هذه الحرب تتطابق بشكل كامل مع القواعد العسكرية والمنطق الاستراتيجي للحرب. ان السعودية تحاول من خلال هجومها العسكري على اليمن اعادة هذا البلد إلى ساحتها الاستراتجية، وفرض هيمنتها السياسية مرة اخرى ، ولاجل تحقيق هذا الهدف يجب عليها دخول الاراضي اليمنية بريا والقضاء على معارضيها في هذ البلد. واشار "حطيط" الى موقف الإمام الخامنئي حيال التطورات الجارية في اليمن وتحذيره للسعودية بشأن عواقب هذا الاعتداء واضاف، اعتقد ان الإمام الخامنئي قام بدراسة جميع الجوانب بصورة مكثفة وواسعة وتوصل الى ملخص معقول يوافق وجهات نظر جميع الخبراء والمحلليين الاستراتيجيين، ووفقا لهذا نقول، ان السعودية تنتظرها الهزيمة في حربها على اليمن. ولفت هذا المحلل السياسي بانه توقع هذا الامر في الاسبوع الاول من الحرب، وكتب في ذلك الحين مقالا تحت عنوان "مملكة تدمير العرب تقتل وتنتحر" لان السعودية ذهبت إلى حرب مسدودة الافق معدومة الامل بالانتصار ولكن تقود بشكل حتمي الى تحقيق تدمير عام وانتحار ذاتي خاص. وعن ردود فعل الحكومات في دول الخليج الفارسي حول حديث الامام الخامنئي ازاء العدوان العسكري السعودي على اليمن، تابع "حطيط"،  مع الاسف الشديد يجب ان نقول ان الدول العربية تعاملت مع كلمة قائد الثورة الاسلامية وفق غرائزها وخضوعها للهيمنة السعودية، وفقدت الحكمة والمنطق والعقل بشكل كامل في تعاملها مع هذه الكلمة. واسترسل، لقد تابعنا بصفة فردية هذه القضية وتوقعنا ان نجد رجل عاقل في دول الخليج الفارسي يفهم هذا الكلام ويوجه نصيحة اخوية لاخوته للحؤول دون تورطهم اكثر في مثل هذه المستنقعات الكبيرة.        
* كلمة الامام الخامنئي طريق لنجاة دول الخليج الفارسي من المستنقع اليمني
ووفقا لتصريح "حطيط" ان كراهيتهم وطموحهم اعاقهم فهم هذا الكلام وادراكه بانه طريق لنجاة دول الخليج الفارسي من المستنقع اليمني، ان مستوى الغرائز السعودية والاماراتية عالية جدا، والكويت والقطر تناغمت مع السعودية الا ان أصواتهم كانت اقل، اما البحرين فان الجميع يعلم انها تحولت الى مستعمرة سعودية.      
* استحالة الهجوم البري السعودي على اليمن
واستطرد هذا المحلل الاقليمي، ان على السعوديين بعد دخول في اليمن ان يفعلوا كما فعلوا سابقا في بلادهم او في البحرين باسكات اصوات المحتجين بالقوة، كما وان توغل السعودية بريا في اليمن امر مستحيل، لان السعودية تفتقد الجيش الذي له القدرة على دخول اليمن والسيطرة عليها. وحسب تصريحات حطيط ، فان الدول التي اعتمدت عليها السعودية بارسال قوات عسكرية لتنفيذ هجوم بري على اليمن قد تراجعت عن هذه الحرب.  
* باكستان توجه صفعة قوية إلى السعودية  
وأشار هذا الباحث الاستراتيجي الاقليمي والعسكري اللبناني إلى  موقف باكستان في هذا الصدد ورفض اسلام آباد مطلب الرياض بالمشاركة في الحرب على اليمن وافاد ، ان باكستان وجهت صفعة قوية جدا للسعودية برفضها التدخل في اليمن، وان جميع دول الائتلاف التي تتعاون مع السعودية لا قدرة لها من الناحية العسكرية على تنفيذ هجوم بري على اليمن، وفي هذا السياق تبقى مصر وباكستان، حيث خرجت باكستان حاليا من هذه الساحة  واما مصر فهي مترددة.
* قرار مشاركة السيسي في حرب على اليمن انتحار سياسي  
وأعلن العقيد المتقاعد أمين محمد حطيط ايضا، عن وجود معترضين في مصر للمشاركة بالحرب على اليمن الى جانب السعودية ورأى ان السيسي يتعرض لضغوط شعبية متنامية بعدم ارساله قوات برية مصرية إلى اليمن ومضى بالقول ، لا اعتقد ان السيسي سيدخل في عنق الزجاجة لاسيما وان التاريخ العسكري المصري له تجربة كارثية ومرة في ستينيات القرن الماضي جراء الهجوم على اليمن. وحول احتمال ارسال مصر قواتها العسكرية قال حطيط، لا اعتقد ان يتخذ السيسي هذا القرار لانه في الواقع يعني محاولة الانتحار لحكومته ولكل مصر. ان مصر تعاني الكثير من المشاكل التي تمنع ارسال حتى جندي واحد الى خارج البلاد. ان هذا البلد يعاني من الارهاب في الجبهة الغربية وسيناء  فضلا عن الكثير من المشاكل الداخلية الاخرى. ان الاوضاع في مصر قلقة وغير مستقرة واذا اتخد السيسي قرار بارسال جنود مصريين الى السعودية، فان هناك سؤال كبير يطرح نفسه، من سيحافظ عليه في داخل مصر؟. وزاد هذا الخبير الاستراتيجي الاقليمي البارز مبينّا، في حالة دخوله في اليمن ، فان مصر ستفقد قواتها بالتدريج ولايمكنها تحقيق اي انتصار ولهذا فان مصر ستنتحر في حال ارسالها قوات لليمن.  

* السعودية غير قادرة على تلبية المطالب المصرية
ونوه حطيط ، الى ان الشروط التي وضعتها مصر للدخول في هذه الحرب ضد اليمن هي في الحقيقة شروط تعجيزية غير قابلة للتحقق من اجل عدم مشاركتها في هذه الحرب، على الرغم من مطالبتها بمبالغ مالية ضخمة جدا ، وعلى الرغم من مطالبتها السياسية بان تكون لها مكانة متميزة ومهمة جدا في اتخاذ القررات بهذه الحرب، وحتى اذا دعا بعض الاشخاص في السعودية بتلبية المطالب المصرية من اجل دفعها للمشاركة في الدخول في هذه الحرب، فان السعودية لايمكنها تحقيق هذه الشروط. وحول سبل خروج السعودية من هذه الازمة أضاف هذا الخبير العسكري اللبناني، ان الحل الوحيد امام السعودية هي اعترافها باستقلال اليمن والكف عن وضع العراقيل والعقبات امام تحقق مسيرة الحل السياسي في داخل اليمن، كما عليها رعاية علاقات حسن الجوار مع اليمن. 
* تنامي كره وبغض اليمنيين للسعودية  
اعلن هذا المحلل السياسي العربي البارز في حواره مع مراسل وكالة تسنيم الدولية قائلا، حتى اذا استمرت السعودية في عملياتها العسكرية ستزيد من شدة هزيمتها يوما بعد يوم واسترسل، حتى هذه اللحظة وسقوط نحو 1200 قتيل يمني وجرح اكثر من 4 الالاف اخرين ، فان مستوى كره وبعض اليمنيين للسعودية اتسعت وتنامت وان هذه القضية ليست في مصلحة السعودية. وانتهى الى القول، ان الحل الوحيد لخروج السعودية من هذه الازمة هي وقف هجماتها على اليمن والسعي لايجاد حل سياسي في داخل اليمن، والا فان السعودية ستنغمس وستغرق اكثر يوما بعد اخر في المستنقع اليمني علاوة على ان فشلها سيكون أكثر قتامة وسوادا.