أسامة حمدان : إيران الداعم الرئيسي لفلسطين .. وحماس لا تقبل بأية اتصالات عربية مع العدو الصهيوني

اكد مسؤول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أسامة حمدان أن القدس و فلسطين تبقي أولوية الأمة والقضية المركزية في ظل الفتن ، و ان حماس تحافظ علي ثوابتها و خياراتها القائمة علي معيار أساسي وهو دعم المقاومة ، و رفض أية اتصالات عربية مع العدو الصهيوني ، واصفا العلاقة بطهران بأنها في حالة تطور وتحسن و معتبرا الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم الأول لقضية الفلسطينية التي ستتأثر إيجابا بالاتفاق النووي.

و ادان اسامة حمدان الفكر التكفيري في حواره مع وكالة ايرنا وشدد علي أولوية وحدة الصف الفلسطيني كما كشف عن مؤسسة مهمتها السهر علي الحفاظ علي ثوابت الحركة وحسن سير الأوضاع فيها .
و اعتبر اسامة حمدان أن موقف الإمام الخامنئي قائد الثورة الاسلامية يحمل في طياته رسائل بأبعاد متنوعة مشيرا الي أن الموقف يعكس وضوحًا في الرؤية وثباتا في البوصلة كما يؤكد أولوية القضية الفلسطينية لدي المسلمين وعدم تراجع مكانتها حتي ولو أن بعض المسلمين والعرب تراجع عن تأييدها .
و الأهم من وجهة نظر حمدان في موقف الإمام الخامنئي هو أن يفهم العالم أن الكيان الصهيوني إذا ظن انه يمكنه استغلال التطورات في العالم الإسلامي والعربي للاستيلاء علي القدس والمسجد الأقصي أو تهويدهما أو إنهاء قضية اللاجئين أو الاستيلاء علي الأراضي الفلسطينية فهو واهم لان وراء الفلسطيني دول تدعم حقه في قضيته وفي تحرير أرضه وتحديدًا الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لن يتأثر دعمها بأي عوامل طارئة أو مستجدة .
وفي إشارة غير مباشرة من حمدان لتخلي دول عربية عن القضية الفلسطينية طالب هذا القيادي في حماس بضرورة توفر الدعم لفلسطين وشعبها من كل الدول العربية والإسلامية و ذهب إلي حد المطالبة بان يكون موقفهم بمستوي الوضوح الذي عبر عنه الإمام الخامنئي .
و ردًا على سؤال حول العلاقة بين حماس و طهران في ظل الكلام الذي تزايد في الفترة الأخيرة عن تراجع في وتيرتها ، لا ينفي حمدان وجود ما يسميه بـ"الإشكال" بين الطرفين إلا انه سرعان ما يستدرك مؤكدا أن العلاقة بحكم امتدادها التاريخي وعمقها لا يمكن لـ"إشكال" أن يغيرها أو يبدلها وان الطرفين حريصان علي استمرار هذه العلاقة بشكلها المناسب .
و اتهم حمدان بعض وسائل الإعلام التي تعاطت بطريقة سلبية مع "الإشكال" بالتشويه و الإساءة لعلاقة حركة حماس بطهران و تحدث عن تضليل مقصود للرأي العام "عندما قامت وسائل إعلامية مغرضة ومعادية بتضخيم نقاط الاختلاف البسيطة وتصويرها علي أنها إشكالية كبري" .
إلا أن حمدان يبدو خلال حديثه و كأنه يشير إلي مرحلة انتهت فيؤكد "أن العلاقة اليوم هي أفضل مما كانت عليه قبل مدة وأننا نسير بالاتجاه الصحيح لإعادتها إلي مكانتها الطبيعية والي ما يجب أن تكون عليه" .
ويؤكد حمدان عند هذه الفكرة علي أن 'نقطة الالتقاء المركزية التي حددت طبيعة العلاقة بين حماس والمقاومة في فلسطين من جهة والجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة ثانية إنما هي الموقف من المقاومة ومن القضية الفلسطينية . وردًا عن سؤال حول زيارة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلي إيران اكتفي حمدان بالاستشهاد بمثل شعبي فلسطيني يقول : كل شيء في وقته حلو .. لكنه كشف في الوقت نفسه أن زيارات قادة حماس إلي إيران لم تنقطع ، و هناك علي الأقل ثلاث زيارات حصلت خلال هذا العام "فالعلاقة لا تزال قائمة و تتعافي وستصل إلي وضعها الطبيعي قريبا إنشاء الله" .
وعن زيارة أبو الوليد (خالد مشعل) إلي كل من تركيا أو السعودية أو قطر أو غيرها من الدول ؟ وهل لها علاقة ببحث حماس عن بديل إقليمي عن إيران ؟ نفي حمدان هذه المقولة نفيًا قاطعًا و اعاد التذكير برؤية حماس حول ضرورة دعم كل الدول العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية وان زيارات هذه الدول يأتي لتحقيق هذا الهدف . أما نظرية "الاستبدال" فلا أساس لها بالمطلق .
و تحدث مسؤول العلاقات الدولية في حماس عن ميزة تفاضلية لطهران ، و هي تقديم الدعم والإعلان عن هذا الأمر دون خوف أو تردد . و ارجع حمدان الشجاعة الإيرانية إلي عوامل عديدة أبرزها موقع سماحة الإمام القائد الخامنئي حيث يصفه حمدان بـ"الضمانة الأساسية في إيران لصالح القضية الفلسطينية والمقاومة" و "لا أظن أن هناك مسؤولاً إيرانيًا سيكون له موقف يضر بالقضية الفلسطينية" .
وتوقف حمدان عند مفارقة معبرة وهي أن الذين وقعوا اتفاقا مع العدو يخافون منه بدل أن يكونوا مطمئنين و الذين يرفضون السلام مع العدو يشكلون مصدر خوف له مؤكدا أن البوصلة واضحة لدينا بان تحرير القدس وفلسطين لا يمكن إلا بالمقاومة والجهاد ، و معتبرًا أي أفكار أخري هي تضييع للوقت والجهد والمال والأرواح والأنفس .
و ادان حمدان أي تواصل عربي صهيوني بشكل قاطع و اجري مقارنة بين مصر التي وقعت اتفاقية كامب ديفيد و الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي قطعت العلاقات مع «إسرائيل» عند انتصار الثورة الإسلامية واستبدلت سفارة الكيان الغاصب بسفارة فلسطين وأعلنت اليوم العالمي للقدس ، و استنتج قائلا : أن كل علاقة مع الكيان الصهيوني لا تجلب لأصحابها إلا خراب البيوت والدمار ، أما من يظن أن طريق الولايات المتحدة أو أوروبا تمر عبر «إسرائيل» .. فهو واهم .
و حذر حمدان من محاولات كيان الاحتلال الصهيوني لاستغلال انشغال المنطقة بالأحداث المؤلمة التي تمر بها لتكريس واقع يشبه ما جري في الحرم الإبراهيمي وهو ما بات يعرف بالتقسيم الزماني للأقصي بحيث يقفل أمام المسلمين صباحًا ويسمح فقط للمتطرفين اليهود بالدخول إليه . و رآى حمدان أن أهل فلسطين والقدس يقومون اليوم بدور كبير في الدفاع عن المسجد الأقصي و يتصدون للاحتلال وبعضهم يصلي العصر ويبقي لليوم التالي مرابطًا فيه كي يتصدي للمستوطنين .. إلا أن هذا لا يكفي .
و طالب حمدان بثلاث قضايا :
- الأولي إعلان الأمة بوضوح أن القدس ليست للفلسطينيين فقط إنما هي للفلسطينيين والمسلمين وان التعدي علي القدس سيؤدي إلي رد فعل علي مستوي الأمة كأن ينخرط الشباب المسلم في المقاومة في فلسطين من اجل الدفاع عن القدس إذا بقي المسجد الأقصي والقدس يتعرضان للخطر، ويلفت إلي أن المقاومة قد لا تبقي حكرًا علي الفلسطينيين وحدهم متسائلاً : لماذا يدفع بالناس إلي دول ليحدث فيها فتن ولا يدفع بهم إلي فلسطين؟ .
- الثانية توفير دعم حقيقي للقدس ولصمود الفلسطينيين فيها
- الثالثة دعم حقيقي للمقاومة من سلاح وعتاد كي تمنع الكيان الصهيوني من الاعتداء علي القدس