باحث يكشف خلفية الصراع بين آل سعود والعلامة المجاهد نمر باقر النمر

كشف أحد الباحثين عن خلفية الصراع بين آل سعود والعلامة المجاهد اية الله الشيخ الشهيد نمر باقر النمر، والذي أقدم نظام ال سعود الوهابي اليوم السبت على إرتكاب جريمة إعدامه، بسبب آراءه المناهضة لسياستها ومطاليبه الحقة .

وقال الباحث والأكاديمي توفيق هزمل في حديث لـ" المسيرة نت":  بعد سيطرة الوهابية على المدينة المنورة وقتل الكثير من أهلها بتهمة الكفر والبدع عمدت إلى تدمير مقبرة البقيع التي تضم رفاة عشرة ألف صحابي بمن فيهم أئمة اهل البيت الاطهار (ع)حيث سويت بالأرض، وبعد ذلك توجه آل سعود لتدمير قبر النبي(ص)، وقد شرعوا في ذلك، وهدموا القبة الخضراء، ونهبوا كل ما فيهاـ وبدأ الحديث عن نبش قبر النبي وإعادة دفنه في مكان مجهول إلا أن الاحتجاجات والاستنكارات التي اجتاحت العالم الإسلامي سواء في مصر أو باكستان وغيرها دفعت آل سعود للتراجع عن نبش قبر النبي.

وأضاف،" ما سبق هو خلفية للصراع الذي نشب بين آل سعود وبين الشيخ نمر الباقر النمر حيث دعا الشيخ لعقد مهرجان سنوي لأحياء جريمة البقيع والمطالبة بإعادة بناء قبور الصحابة واهل البيت والتي وصفها الرحالة (بورخارت) بقوله “…ولعله (أي البقيع) أشد المقابر قذارة وحقارة بالقياس إلى مثله في أية مدينة شرقية".

وأوضح الباحث هزمل،" أن هذا التحرك كان بداية لصراع دام طويلاً بين السلطات السعودية والشيخ النمر، حيث اعتقل عشرات المرات حتى وصل الأمر لمنع شيعة القطيف من اقامة صلاة الجمعة لمنع الشيخ من الخطابة، ولكنه تحدى المنع واقام صلاة الجمعة وخط منتقداً تولية سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد، وهو المشهور بتطرفه الوهابي وعداءه السافر لشيعة المملكة".

وتابع القول،" هذه الخطبة دفعت السلطات السعودية لاعتقال الشيخ النمر بشكل عنيف حيث اصطدمت به دوريات الآمن بعد خروجه من المسجد وركوبه لسيارته ومن ثم تم سحبه من السيارة وإطلاق النار على فخذه ونقله للمعتقل الذي أعدم فيه بعد تولي سلمان للحكم".

وتساءل الباحث بالقول،" لماذا أقدمت المملكة على إعدام أكبر مرجع شيعي في المملكة رغم أن 90% من نفط المملكة يقع في مناطق الشيعة بالمنطقة الشرقية"، مؤكدا" هذا الإعدام سيشعل ثورة وحالة عداء مستدامة بين شيعة المملكة ونظام الحكم الوهابي لن تتوقف إلا بالمطالبة بالاستقلال لاستحالة استمرار التعايش بعد هذه الجريمة الكبرى".

وقال الباحث هزمل في سياق حديث لـ" المسيرة نت" حول خلفية جريمة إعدام النمر،" عن هذا السؤال يجب الذهاب إلى اليمن لقراءة المشهد هناك وللحصول على إجابة سؤال لماذا فعلتها المملكة؟.. كانت المملكة تعاني من حالة تضعضع لما يسمى الهيبة، فمن أحداث الربيع العربي التي خلقت حالة تململ شعبي في المجتمع السعودي وتم اخمادها بمئة مليار دولار صرفها الملك عبدالله على هيئة رشوه مجتمعيه، وتم فتح المجال للتيار الليبرالي للتخفيف من حدة الاحتقان الناتجة عن الصراع بين المجتمع والمؤسسة الوهابية، وهو ما آثار حفيظة التيار المؤدلج داخل الأسرة الحاكمة ممثلا بسلمان بن عبدالعزيز الذي سرعان ما أنقض على إصلاحات الملك عبدالله وتجرأ على تدمير التسلسل الوراثي لنظام الحكم ليخرجه من دائرة أبناء عبدالعزيز إلى دائرة نسله عبر توليت ابنه المراهق ولاية العهد!".

وأوضح،" كان سلمان وابنه يدركون أن انقلابهم لن يمر مرور الكرام فلجأوا لسياسة الهروب للأمام عبر تصدير أزمتهم الداخلية إلى اليمن لبناء هيبة لنظام الحكم الجديد تعينه على أعداء الداخل وتخرس الألسنة".

وتساءل الباحث أيضا بالقول،" لكن لماذا تم الهروب الى اليمن بالذات؟.. ويجيب" كانت اليمن تعتبر الحديقة الخلفية كل طبقتها السياسية والمشيخية والفكرية في الجيب، ويمكن تحقيق انتصار سريع وخاطف يعيد لنظام الحكم هيبته الداخلية والخارجية، ليصور غلام سلمان كزعيم منتصر يصلح كخليفه للمسلمين وليس فقط كملك".

وأضاف،" النكسة الشديدة التي تعرضت لها المملكة في اليمن خلقت حالة من عدم التوازن والترنح بعد انهيار الهيبة وأصبح المطلوب فقط الحفاظ على ماء الوجه، وهو ما يفسر استمرار العدوان العبثي على اليمن لعشرة أشهر دون طائل، إلا حفظ ماء الوجه والهروب من الهزيمة، وحالة الإذلال التي ستلحق بنظام الحكم إن توقفت الحرب بهزيمه يصعب إخفائها".

واختتم هزمل حديثه بالقول،" وفي رحلة البحث عن الهيبة ارتدت المملكة إلى الداخل لصنع هيبه ولو على جثة عالم لتثبت أنها ما زالت قوية، وستفرض هيبتها بالقوة والدم، في مغامرة طائشة، ورحلة بحث مجنونة عن هيبة مرغت في تراب اليمن".