سليم الحص: العدو الصهيوني هو المستفيد من إعلان السعودية قطع علاقاتها مع إيران

وجه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص نداء إلي 'العقلاء والحكماء والمخلصين في البلدين الشقيقين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة السعودية وكل من في وسعه أن يلعب دورا إيجابيا في هذا المضمار إلي بذل الجهود لرأب الصدع وردم الشقة التي أصابت العلاقات بين الطرفين'. مؤكدًا أن العدو الصهيوني هو المستفيد من إعلان السعودية قطع علاقاتها مع إيران.

وجاء في النداء من بيروت: 'بعدما توسمنا خيرا وساد التفاؤل في الوسط السياسي عموما والإسلامي خصوصا عند ورود أنباء عن مباحثات كانت تدور بين إيران والسعودية، فوجئنا كما تفاجأ العالم بما آلت إليه الأمور من تأزم وتوتر واضح بين البلدين الكبيرين أفضي إلي إعلان المملكة العربية السعودية عن قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إيران وتوتر العلاقات الدبلوماسية بين إيران وبعض الدول العربية'.

وأضاف الحص: 'مما لا شك فيه أن مثل هذا الأمر سيترك آثارا سلبية تنذر بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها علي الساحتين العربية والإسلامية مما يفسح في المجال لأعداء الأمة وفي مقدمهم العدو «الإسرائيلي» بإذكاء نار الفتنة المذهبية في المنطقة برمتها والعياذ بالله. إن الأمة العربية والإسلامية تمر بمرحلة شديدة التعقيد والترهل والتخبط مترافقة مع حروب مدمرة في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن وعدم استقرار في الوطن العربي عموما في الوقت الذي يعتبر فيه العدو «الإسرائيلي» المستفيد الوحيد من حال التشرذم والتخبط الذي تعيشه شعوبنا العربية وخصوصا في غياب الرؤي وضياع البوصلة الرئيسية فلسطين، وهذا الأمر قد أفسح المجال أمام إرهاب يضرب المنطقة والعالم باسم الإسلام والإسلام منه براء'.

وتابع: 'إن أعداء الأمة ما برحوا يدأبون علي تأجيج الخلاف الإسلامي الإسلامي واللعب علي وتر المذهبية المقيت من أجل تحقيق مصالحهم ومصالح الكيان الصهيوني مغتصب فلسطين وبهدف تفتيت المنطقة وإغراقها في حروب مذهبية وعرقية تمتد لعقود لتسيل دماء شبابنا وتكون أجيالنا المقبلة أسيرة هذا الاقتتال المدمر في وقت يبقي فيه العدو «الإسرائيلي» القوة الأمضي في منطقتنا. لقد عانينا ما عانيناه من اقتتال طائفي ومذهبي في لبنان، وجل ما نرجوه هو أن يجنب إخواننا ما قاسيناه من تفتت وتشرذم وسفك دماء زكية وخسائر في البشر والحجر'.

وختم الحص نداءه قائلاً: 'ندعو العقلاء والحكماء والمخلصين في البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية والجمهوريهة الإسلامية الإيرانية وكل من في وسعه أن يلعب دورا إيجابيا في هذا المضمار إلي بذل الجهود الممكنة كافة وتغليب لغة العقل وتقديم الحكمة والتبصر لرأب الصدع وردم الشقة التي أصابت العلاقات بين الطرفين لتفويت الفرصة علي المتربصين بمنطقتنا ولما فيه خير الأمتين العربية والإسلامية. لتبقي فلسطين قضيتنا المركزية والقدس الشريف قطب الرحي ولن يكون هناك حل عادل ودائم ولا استقرار في المنطقة إلا بتحرير فلسطين، كل فلسطين، وعودة أهلها إلي أرضهم'.