ماذا تعرف عن أداء وعمل الصاروخ «شهاب 3» الباليستي + صور
تمخضت مساعي الخبراء و المختصين الايرانيين خلال العقود السابقة في مجال تصنيع الصوراريخ الباليستية و تطوير و تحسين اجيال صواريخ "شهاب" ، عن انتاج الصاروخ "شهاب - 3" الذي يبلغ مداه 1150 كلم ، ليكون من افضل واشهر الصواريخ الباليستية الإيرانية ، و ليزرع الرعب في قلوب اعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
وأفاد القسم السياسي لوكالة "تسنيم" الدولية للانباء ، بأنه مع انتهاء الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، كان هناك مجموعة من الخبراء والمختصين الايرانيين ذوي الخبرة العالية يعكفون على تحقيق فكرة انتاج الصواريخ البالستية البعيدة المدى .
ولم تمتلك إيران في افضل الاحوال خلال الحرب المفروضة ، إلا مجموعة صغيرة فقط من صواريخ سكود بي البالستية بمدى 300 كلم ، وهذا الأمر جعل المشروع اكثر صعوبة بالنسبة الى "اللواء المهندس الشهيد حسن طهراني مقدم" رئيس مؤسسة جهاد الاكتفاء الذاتي في قوات حرس الثورة الاسلامية ، حيث لم يكن يملك اي نموذج سوى صاروخ من انتاج الاتحاد السوفيتي السابق .
ومع ذلك لم يشعر بالوهن ، طهراني مقدم و فريقه الشاب الذي كان قد اصبح مختصا بعد خبرة لخمسة أعوام في مجال الصواريخ ، بل عملوا على متابعة تطوير الصواريخ باندفاع و امل ، و انصبت جهودهم اولا على ملء الفراغ الذي تركته صواريخ سكود-B في احتياطي الصورايخ البالستية الإيرانية ، وثانيا انتاج صواريخ متوسطة المدى و بالستية ، ليقطعوا خطوة كبيرة نحو تحقيق امل كبير .
كان هدف الفريق الصاروخي الايراني آنذاك هو التوصل الى انتاج صواريخ يمكنها اصابة مدن «اسرائيل» المختلفة، وهذا كان عملا كبيرا وصعبا .. الا انه ليس امرا غير ممكن .
وبدأ العمل في أوائل العقد التسعين ، وتمكن الفريق الصاروخي للحرس الثوري من انتاج صارخ "شهاب-1" و"شهاب-2 " ، و هي نسخ مطورة من صواريخ سكود بي ، الا انها بمديات ابعد . و أثار هذا الخبر ردود أفعال كثيرة آنذاك .. الا ان المهمة الرئيسية كانت لا تزال لم تتم بعد ، حيث لم يكن اللواء حسن طهراني مقدم وفريقه قد تمكنوا من الوصول الى المدى المنشود اي اكثر من 1150 كلم.
ان مدى صواريخ "شهاب-1" و "شهاب-2" التي انتجت بالاعتماد على نسخة صواريخ "اسكود- بي" 300 و500 كلم على التوالي ، اما في اواخر التسعينات وبعد عقد من الجهود الحثيثة في مجال صناعة الصواريخ والقذائف، تم في 1998 ، وبنجاح ، اختبار نموذج من الصواريخ البالستية المتوسطة المدى باسم شهاب3 بمدى 1150 كلم .
وكان هذا الصاروخ ، النموذج الاول من الصواريخ الايرانية متوسطة المدى التي تطلق باستخدام منصة ايرانية ، وهو ما اثار القلق في نفوس الاعداء لاسيما كيان الاحتلال الصهيوني ، فاتجهوا للبحث عن حل لمواجهة هذه الصواريخ . وفي هذا الاطار، وبعد ازاحة الستار عن نماذج جديدة من صاروخ شهاب-3 البالستي ، قرر الكيان الصهيوني وبمساعدة 130 شركة ومؤسسة اميركية للدفاع الجوي تطوير منظومة "آرو" (Arrow 2 anti missile defense) بهدف مواجهة واعتراض صواريخ شهاب-3 الايرانية .
وكان من المفترض ان تقوم هذه المنظومة باطلاق 30 صاروخا بشكل متزامن لاعتراض صاروخ شهاب-3 الايراني وتدميره ، لكن اليوم وبعد مضي ما يقرب عن 6 اعوام من اختبار منظومة أرو-2 المضادة للصواريخ البالستية فانها لاتزال غير قادرة على مواجهة صواريخ يفترض العدو أنها تعمل بطريقة مشابهة لصواريخ شهاب-3 الايرانية .
ويبلغ مدى صاروخ "شهاب-3" 1150 كلم وطول الصاروخ 15 مترا ويزن 15 طنا اما راسه الحربي فيحمل 670 كغم من المواد المتفجرة ويعمل في مرحلة واحدة و يستخدم هذا الصاروخ الوقود السائل، ولذا يعتبر صاروخ "شهاب-3" من افضل واشهر الصواريخ الايرانية و الاكثر رعبا بالنسبة الى الصهاينة .
ان جميع اجيال صواريخ "شهاب-1" و "شهاب-2" و "شهاب-3" تستخدم الوقود السائل وتنفذ عملياتها كصواريخ "أرض- أرض" بالانطلاق من منصات متحركة.
من ناحية اخرى فان صاروخ شهاب-3 قادر على حمل رؤوس حربية مختلفة. وتم تزويد احدث نموذج من صارخ شهاب-3 راسا حربيا انشطاريا قادرا على اصابة عدة اهداف منتشرة في نقاط مختلفة من المنطقة المستهدفة بدقة و قوة عالية .
ان الرؤوس الانشطارية لها امكانية استهداف اعداد كبيرة من المعدات والقواعد ومراكز العدو في مساحة واسعة بواسطة قنابل صغيرة وتدميرها بالكامل . و من ناحية اخرى فان صاروخ شهاب-3 ، ومع التطور الذي شهدته الاعوام الاخيرة في مجال المدى والقوة ، قادر اليوم و بسهولة على استهدف المراكز الحيوية والحساسة للكيان الصهيوني في المدن والمناطق المختلفة في الاراضي الفلسطينية المحتلة بدقة عالية وتدميرها بالكامل.