نعيم قاسم يدعو السعودية للتصرف بحكمة والاتفاق مع إيران ويؤكد : شعوب المنطقة لم تعد تقبل بفرض الحلول عليها
دعا نائب الأمين العام لحزب الله لبنان سماحة الشيخ نعيم قاسم سلطات نظام آل سعود إلي التصرف بحكمة ، و ترك شعوب المنطقة لخياراتها ، وإلي الاتفاق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أجل حماية أمن واستقرار المنطقة التي لم تعد شعوبها تقبل بأن تُفرض عليها الحلول ، مؤكدا أن إيران لاعب إيجابي و دولة مهمة في تثبيت الاستقرار والأمن في المنطقة ، وتعمل بطريقة إيجابية للتعاون مع العرب والمسلمين وقضاياهم ، و علينا أن نستفيد من هذه الفرصة من أجل أن ننتقل إلي الأفضل .
و قال الشيخ قاسم في كلمة ألقاها خلال افتتاح دورة ثقافية تحت عنوان «أمير النهج» للهيئات النسائية في حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت : لقد أصبح واضحًا أن شعوب المنطقة لم تعد تقبل بأن تُفرض عليها الحلول ، لذلك نجد في كل بلد من البلدان تظاهرات وثورات وتحركات ومشاكل وتعقيدات ، لكن المحور في أزمات المنطقة هو التدخلات الخارجية التي تريد أن تفرض شروطها علي شعوب هذه المنطقة ، ومنها ما تفعله السعودية في محاولة فرض شروطها علي اليمن والبحرين والعراق وسوريا ولبنان، ولذلك نجد التعقيدات المختلفة في هذه البلدان علي امتداد المنطقة .
و أضاف الشيخ قاسم : ندعو السعودية إلي أن تتصرف بحكمة، وأن تترك هذه المنطقة لخياراتها، وأن تكون مساهماتها مساهمات تعاون ودعم وخير، وأن تفتح المجال مع إيران من أجل الاتفاق علي حماية أمن واستقرار المنطقة، فإيران لاعب إيجابي و دولة مهمة في تثبيت الاستقرار والأمن في المنطقة ، و تعمل بطريقة إيجابية للتعاون مع العرب والمسلمين وقضاياهم ، و علينا أن نستفيد من هذه الفرصة من أجل أن ننتقل إلي الأفضل .
وأعلن الشيخ قاسم أن مجاهدي حزب الله مستمرون في الميدان ، وقال: الحمد لله كل النتائج بميزان المقارنة بين الإيجابي والسلبي هي إيجابية لأننا لم نخضع ولم نترك المجال للتكفيريين بأن يصنعوا ما يريدون، واليوم نجد أن هزائم التكفيريين تتوالي في العراق وسوريا وأما في لبنان فقد ضُربوا ضربة كبيرة جدًا بجهد الجيش اللبناني والأجهزة وتعاون الشعب والمقاومة. إذًا هذا الوحش الذي أخافونا به قابل للسقوط بشرط أن نستمر في الميدان وأن نقنع الدول الكبري والإقليمية أن تتوقف عن دعمه لأنه ضعيف من دونها ومعها سيكلفنا بعض الوقت وبعض التضحيات ولكن لا يستطيع أن يصنع خيارًا في المنطقة .
وأضاف الشيخ قاسم : نحن نري اليوم أن لبنان يعيش في منطقة ملتهبة والنيران تحيط به من كل جانب، ومع ذلك لم يتأثر لبنان كما كان يتوقع الكثيرون بهذه النيران الملتهبة سواء من الجانب «الإسرائيلي» أو من الجانب التكفيري في سوريا، وهذا بسبب أداء القوي السياسية في لبنان وعلي رأسها حزب الله، الذين عملوا لدرء الفتنة وتأكيد العمل من أجل إنقاذ لبنان في ظل هذه الظروف الصعبة، وواجهوا التكفيريين بكل صلابة وجرأة وشجاعة، وحرصوا علي الحوار كي تبقي الصلات موجودة وليبقي البحث عن الحلول قائمًا رغم الخلافات العميقة التي تجذرت بفعل التطورات المختلفة، وكذلك بذلنا كل الوسع من أجل أن تعمل المؤسسات المختلفة سواء المجلس النيابي أو الحكومة، وللأسف نحن لا نستفيد من الفرص بالشكل الكافي في لبنان ، وكلما أتت فرصة نضيعها .
وخلص الشيخ قاسم إلي أن كل القوي الغربية وكل المحللين متفاجئون أن الأزمة السورية عمرها خمس سنوات ومع ذلك لبنان بقي علي هامش هذه الأزمة من حيث التأثر الأمني والسياسي المباشر ، وهذا إنجاز كبير علينا أن نستفيد منه .