وزارة الخارجية الأمريكية : متفقون مع موسكو بأن مصير الأسد يقرره السوريون أنفسهم


أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر امس الثلاثاء ، أن الولايات المتحدة متفقة مع جمهورية روسيا على أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد ، يجب أن يقرره السوريون أنفسهم ، دون غيرهم ، واضاف "نحن متفقون على أن الهدف من المفاوضات ، هو تهيئة الظروف الملائمة للانتقال السياسي للسلطة" ، فيما اكد سيرغي لافروف خلال لقائه المندوب الاممي دي ميستورا في موسكو ، ان روسيا والولايات المتحدة ملتزمتان بدعم الحوار السوري السوري .

و كان وزير الخارجية الروسي أكد في وقت سابق ، أن واشنطن تنشر معلومات مضللة حول مضمون مباحثاتها مع موسكو بصدد سوريا، مؤكدا أن المزاعم عن وجود اتفاق حول مصير الأسد ليست إلا قلبا للحقائق .
وشدد لافروف على أن الاتفاقات بين موسكو وواشنطن تتعلق بالمبادئ الأساسية للتسوية في سوريا ، و ذكّر بأن مضمون هذه الاتفاقات معروف للجميع، كما سبق لمجموعة دعم سوريا ومجلس الأمن الدولي تبني هذه المبادئ أيضا .
وقال لافروف : لا يحق ذلك (تقرير مصير الأسد) إلا للشعب السوري، ويتم حل مثل هذه المسائل خلال انتخابات ديمقراطية حرة، وهو أمر منصوص عليه في الأطر المحددة للعملية السياسية في سوريا والتي وافق عليها مجلس الأمن" .
من جهة اخرى، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إلى السعي لتوحيد جهود اللاعبين الخارجيين لمساعدة الحوار السوري السوري، مشيرا إلى أن روسيا والولايات المتحدة ملتزمتان بدعم هذا الحوار .
وقال لافروف خلال لقائه دي ميستورا في موسكو امس وفقا لما نقلته وكالة سبوتنيك، إن "واشنطن وبعض العواصم الأوروبية هامة جداً، وعلى كل تلك الدول أن تلعب دورا هاما في تفعيل العملية السياسية"، واضاف موجها كلامه إلى دي ميستورا،من بين مهامكم الرئيسية وربما إحدى الأكثر أهمية هي ضمان توحيد جهود اللاعبين الخارجيين لأنه في نهاية المطاف يجب توحيد الإشارات التي تتلقاها الأطراف السورية"، معربا عن أمله في أن تصبح زيارة دي ميستورا إلى موسكو مرحلة هامة في الاستعداد لجولة جديدة من الحوار في جنيف .
وأشار لافروف إلى أن مخرجات الجولة الأخيرة من الحوار السوري في جنيف لم يرفضها أي طرف.
وأكد لافروف الدعم الروسي لجهود دي ميستورا للتسوية في سورية، وقال،"نقدر فرصة تبادل الآراء حول المرحلة الثانية من الحوار السوري السوري"، مضيفا،"روسيا مثل الولايات المتحدة التي تعد طرفا رئيسيا مشاركا في عملية التفاوض حول تسوية الأزمة في سورية تلتزم بدعم كامل لجهودكم في العملية التفاوضية باعتباركم المنسق الرئيسي في عملية التسوية" .
وتابع لافروف "هذا التعاون بين الرؤساء المشاركين ولاعبين آخرين في المجموعة الدولية لدعم سورية وتركيزهم لدعم جهودكم بات أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في تحقيق النجاح النسبي في المرحلة الأولى من الحوار الذي عقد في جنيف في شباط" .
بدوره قال دي ميستورا إن "روسيا والولايات المتحدة تبقيان الراعيين الرئيسيين للتقدم في عملية التسوية السياسية في سورية، ومن الضروري العمل على التوصل إلى نظام لوقف الأعمال القتالية أكثر فعالية" .
وأشار دي ميستورا إلى أنه يود زيارة كل من طهران والرياض قبل بدء الحوار السوري السوري في جنيف إلا أنه قرر البدء من موسكو .
وفي وقت سابق أعلن مكتب دى ميستورا أن الأخير سيبحث في موسكو مع لافروف ترتيبات جولة الحوار السوري السوري القادمة في جنيف فيما أشار متحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن روسيا والولايات المتحدة هما الراعيان الرئيسيان للمحادثات التي من المتوقع أن تستأنف مع وفد المعارضة في 11 نيسان الجاري وهو ما يعني إلغاء الموعد الذي حدده دي ميستورا في التاسع من نيسان .
يذكر ، أن موسكو و واشنطن، توصلتا يوم 22 شباط الماضي، إلى اتفاق بشأن الهدنة في سوريا، التي بدأ سريانها اعتباراً من 27 منه. وبحسب الإعلان المشترك لروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، فإن الهدنة لا تشمل تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من المنظمات التي يصنفها مجلس الأمن الدولي كمنظمات إرهابية .
واستمرت الهدنة في الوقت الذي جرت فيه جولة من المفاوضات في جنيف خلال الفترة من 14 إلى 23 آذار الماضي، حيث عقد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، خلال 10 أيام، لقاءات مع وفود الحكومة السورية وقوى المعارضة .
وانتهت الجولة بتبني وثيقة ختامية بشأن التسوية تتضمن 12 بندا، فيما لا تزال الهدنة مستمرة إلى اليوم، رغم تسجيل بعض الخروقات في مناطق سورية مختلفة.