اسباب التدخل العسكري و انماطه في الدول العربية

خلال العقدين الماضيين ومنذ الاجتياح الامريكي للعراق عام 2003 لاحظنا أن أمريكا والغرب يطرحون عناوين وذرائع متعدده للتدخل في البلدان العربية فإما وجود أسلحة دمار شامل كما حدث في العراق أو ارساء الديمقراطية والحرية أو وجود حكام ديكتاتوريين في البلدان العربية.

- تقرير حسن رستمي - يشاهد العالم الان تدخلا عسكريا في سوريا كما شاهد ايضا تدخلات عسكرية في كثير من البلدان العربية كاليمن وليبيا والعراق وغيرها ، ففي اليمن الذي أعلنت السعودية بدء ما يسمي بعملية عاصفة الحزم فيه ادعت الرياض ان الهدف من العملية هو إستعادة الشرعية في هذا البلد بمشاركة العديد من الدول الخليجية ومساعدة لوجستية من الولايات المتحدة الأمريكية لكن يبدو ان الهدف السعودي المعلن ليس هو السبب الحقيقي للعدوان وان الهدف هو السيطرة الكاملة علي اليمن و مقدراته وتسليم الحكم الي الشخص الذي يريد ان يحكم في اليمن حتي ينفذ اوامرهم في هذا البلد .

وكما نعلم بدأت الاحتجاجات السلمية في البداية بقيادة حركة انصارالله للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة وانخفاض اسعار الوقود التي ارتفعت بقرار من الحكومة في تلك الآونة وبعد مماطلة الحكومة في تلبية المطالب الشعبية تحرك الشعب اليمني بقيادة انصارالله ضد الحكومة.

لقد تحدثت حول هذه القضية مع الخبير والمحلل السياسي الدكتور" بسام أبو عبدالله" مدير مركز دمشق للبحوث والدراسات فقال: "الأسباب والذرائع للتدخل عديدة فقد بدأت في العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل ومن ثم تبين أنها كذبة كبرى واحتل العراق والكل يعرف ما هو الحال الذي وصل إليه العراق إلى يومنا هذا".

ثانياً خرجوا بقصة الديمقراطيات وحقوق الإنسان على صعيد ما سمي بالثورات الملونة في العالم العربي ليجلبوا الدمار والقتل والإجرام على مستوى العالم العربي وهم عبر ما أسموه في أمريكا "الفوضى الخلاقة" يريدون الآن إعادة الهيمنة على هذه المنطقة، لكن مقاومة شعوب المنطقة ووجود محور المقاومة أحبط الكثير من الأهداف وطبعاً قد يكونوا حققوا جزءاً من أهدافهم عبر التدمير وبث الفتنة الطائفية وعبر محاولة الهيمنة هنا وهناك ولكن لا شك أن الظروف ليست مئة بالمئة لصالحهم وكما قلت فإن مقاومة شعوب المنطقة وتضامنها ومحاولة إيجاد مخارج وحلول لمشاكل شعوب المنطقة عبر ديمقراطية حقيقية وإصلاحات حقيقية سيحبط المشاريع."

كما نشاهد محاولات غربية لشن الهجمات العسكرية على ليبيا باسم الشرعية الدولية وتنفيذ قرارات مجلس الامن لكن لهذه الهجمات اهداف نهائية وهي سعي الدول الغربية لضمان تدفق النفط إليها وتحقيق مصالحها في هذه الدول بكل الوسائل.

وكذلك هي طبيعة الاحداث في سوريا ففي البداية وبعد المظاهرات التي جرت ضد الحكومة وارسال الارهابيين بالسلاح والمال الي اراضي سوريا لضرب نظامها وبعد فشل المحاولات والمشاريع الغربية للهجوم علي سوريا بذريعة الاسلحة الكيمياوية لاسقاط النظام السوري تواصل دول غربية عدة استعداداتها العسكرية وتحركاتها لضربة محتملة في سوريا ولكن بعد مضي خمس سنوات من الحرب علي سوريا نسمع اصوات التدخل البري لبعض الدول ولاسيما السعودية في سوريا لمكافحة تنظيم داعش كما يدعون وكما قلتُ فإن الهدف الرئيسي هو اسقاط النظام وهم يقولون علنا في مواقفهم كما صرح السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي" بأن الأسد سيرحل سواء بالقوة او من خلال الحل السياسي".

اذا، ان النتيجه هي ان هناك العديد من الذرائع طُرحت للتدخل العسكري في بعض الدول العربية.

ان للتدخل العسكري في الدول العربية اشكال و انماط ودرجات مختلفة كما اعتقد ولكن هذه الذرائع كانت عبارة عن أهداف ظاهرية فقط، فهؤلاء تارة يتدخلون بدواعي انسانية لحفظ السلم والامن وحماية المدنيين وتارة مكافحة تنظيم داعش وارساء الديمقراطية وحماية حقوق الانسان، أما في باطن الأمر كانت هناك أهداف سرية لهذا التدخل، كما حدث في حرب العراق حيث كان سبب الاجتياح الأمريكي "وجود أسلحة دمار شامل" لكن تبيّن فيما بعد أنها عبارة عن كذبة امريكية كبيرة.

/انتهى/