ما هي خفايا زيارة محمد بن سلمان لواشنطن؟


أبرز الملفات التي من المتوقع أن يبحثها محمد بن سلمان في الزيارة التي يقوم بها إلى الولايات المتحدة هو ملف التقرير السري الأمريكي حول هجمات 11 سبتمبر 2001، والذي من المفترض أن تنشر تفاصيله في الأيام القليلة المقبلة.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء انه من حرب اليمن التي ضاق الأمريكيون بها ذرعاً، إلى «تقرير الـ28 صفحة» السري كما بات يعرف حول هجمات 11 سبتمبر 2001 واتهام السعودية بالتورط بها، إلى العلاقة المتوترة للرياض مع الأمم المتحدة على خلفية «اللائحة السوداء»، والتي تضمنت اسم «التحالف» العسكري للمملكة النفطية، وصولاً إلى «رؤية السعودية 2030» والعطش الأمريكي لملاقاتها بالكثير من الإستثمارات.. كثيرةٌ هي الملفات التي حملها معه أمس ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، خلال زيارته التي ستستمر لمدة ثلاثة أيام، والتي ستشمل واشنطن ونيويورك وكاليفورنيا، وهي زيارة تمت بناءً على دعوة الحكومة الأمريكية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس».

وتزامنت زيارة بن سلمان مع الهجوم الإرهابي الذي ضرب فلوريدا أمس الاول، الذي تبناه «داعش» ونفذه شاب أميركي من أصول أفغانية، كان قد زار السعودية مرتين خلال الأعوام الماضية. ووسط حمى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أطلقت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تصريحاً من العيار الثقيل دعت فيه دول الخليج (الفارسي) إلى الكف عن «تمويل التطرف».

وأعلن الديوان الملكي السعودي في بيان أن «محمد بن سلمان غادر إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة رسمية يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك»، من دون أن يذكر من سيلتقي هذا المسؤول السعودي بالتحديد.

بعض هذه الملفات، من المتوقع أن يعمل بن سلمان على إغلاقها نهائياً خلال الزيارة، وهي ملف العلاقة المتوترة مع الأمم المتحدة على خلفية إدراج المنظمة الدولية لـ «التحالف» السعودي الذي يقود حرباً على اليمن على لائحتها السوداء، وذلك بعد لقاء بن سلمان مع الأمين العام للمنظمة بان كي مون في نيويورك. كما سيتصدر ملف اليمن اللقاءات بين بن سلمان والمسؤولين الأمريكيين، على رأسهم باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري ووزير دفاعه آشتون كارتر، بحسب الإعلام السعودي.

وبحسب صحيفة السفير، تضغط الإدارة الأمريكية لإغلاق الملف اليمني، فيما ستكون الأزمة السورية أيضاً حاضرةً على جدول الأعمال والعلاقات الفاترة مع إدارة أوباما والملف الإيراني ومكافحة الإرهاب.

اما أبرز الملفات التي من المتوقع أن تقوم الزيارة بالعمل على إقفاله نهائياً أيضاً، فهو ملف التقرير السري الأميركي حول هجمات 11 سبتمبر 2001، والذي من المفترض أن تنشر تفاصيله في الأيام القليلة المقبلة، والذي كانت أشارت دوائر في الكونغرس إلى تضمنه معلومات حول دور للسعودية في هذه الهجمات. لكن، وبشكل لافت عشية زيارة بن سلمان، توقع مدير وكالة الـ «سي آي إيه» جورج برينان أن يصدر التقرير «الذي سيبرئ السعودية، حكومةً ومسؤولين، من أي تورط» في الأحداث الدموية التي تبناها تنظيم «القاعدة».

وقد تحمل الزيارة السعودية توقيع عقود لشراء أسلحة أمريكية، في وقت ذكر تقرير أمس أعده محللون في مجلة «اي اتش اس جينز» المتخصصة في الشؤون العسكرية أن العام الماضي شهد ارتفاعاً قياسياً في نمو سوق بيع السلاح، خصوصاً بسبب الطلب السعودي. واحتلت السعودية، وفقاً للتقرير، المرتبة الأولى في قائمة الدول المستوردة للسلاح في عام 2015.

من جهة أخرى، وبحسب محللين أمريكيين، فإن أبرز الملفات المفتوحة التي تشكل محوراً رئيسياً للزيارة، وهي الثالثة للأمير السعودي الشاب إلى الولايات المتحدة منذ عام، ستكون «رؤية المملكة 2030»، وهي الخطة التي أطلقها لخفض تعويل السعودية على النفط في المستقبل. وسيزور بن سلمان في هذا الإطار كاليفورنيا، حيث من المتوقع أن يلتقي مع رؤساء شركات في «وادي السيليكون».

وكانت وسائل إعلام سعودية قد ذكرت أن الأوساط الاقتصادية الأمريكية «مهتمة» بالفرص التي تنطوي عليها خطة «رؤية السعودية 2030»، ويتوقع أن يكون لها حضور بارز في مباحثات ولقاءات بن سلمان، بهدف استقطاب عدد من الاستثمارات الأمريكية.

وتزامنت زيارة بن سلمان مع الهجوم الإرهابي الذي استهدف ملهىً ليلياً في مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا، وراح ضحيته مئة قتيل وجريح. وكان عمر متين، منفذ الهجوم، قد زار السعودية مرتين خلال العامين 2011 و2012، كما كشف التحقيق في الهجوم الذي تقوده الـ«أف بي آي» أمس. وسارعت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتـون إلى التـنديد بـدور كـل من السعودية وقطر والكويت في التمويل العالمي لأيديولوجية التطرف.

وقالت كلينتون في خطاب في كليفلاند في ولاية اوهايو أنه «حان الوقت ليمنع السعوديون والقطريون والكويتيون وآخرون مواطنيهم من تمويل منظمات متطرفة. يجب ان يكفوا عن دعم مدارس ومساجد متطرفة دفعت بعدد كبير من الشبان على طريق التطرف في العالم».

يذكر أن موقع وكالة الانباء الأردنية «بترا» كان قد نشر تقريراً أمس الاول حول زيارة بن سلمان إلى الولايات المتحدة، لكنه قام بسحبه عن الموقع بعد وقت قليل. لكن «معهد واشنطن لشؤون الخليج» تمكن من نشر التقرير، بحسب ما أكد موقع «ميدل إيست آي». ونقل تقرير «بترا» عن بن سلمان قوله إن بلاده «تمول بنسبة 20 في المئة حملة كلينتون الرئاسية الدعائية، كما مولت حملات سابقة لعدد كبير من المرشحين إلى البيت الأبيض».

/انتهي/