النصرة أعلنت فك ارتباطها بالقاعدة لتجنب مفاعيل التفاهم الروسي الأمريكي
تحدث الكاتب والخبير في الجماعات الارهابية عبدالله علي لمراسل تسنيم في دمشق عن أسباب اعلان جبهة النصرة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة معتبرا أن هذا القرار جاء نتيجة مخاوفها من وصول واشنطن وموسكو إلى تفاهم فيما بينهما يفضي إلى محاربتها والقضاء عليها.
وعلل الخبير عبدالله علي سبب ظهور المسؤول العام للنصرة أبو محمد الجولاني كاشفا عن وجهه "إلى أنه بحكم الواقع الجديد الذي فرض نفسه على القاعدة والنصرة والذي يقوم على محاولة التقرب من الفصائل والتوحد معها فان الجولاني يعمل على ازالة الحواجز التي تحول دون ذلك وعلى رأسها اتهامه بالاستعلاء والتكبر باخفاء صورته حتى عن قادة الفصائل".
وعن الظروف التي دفعت النصرة لهذا الإعلان قال عبدالله علي: "خطوة الجولاني هي اولا لتجنب مفاعيل التفاهم الامريكي الروسي ومحاولة النفاد بجلده من الغارات التي تفتك بتنظيم داعش ولكن لاشك أن بعص الدول وعلى رأسها قطر لعبت ومازالت تلعب دورا في تلميع صورة النصرة وتقديمها على أنها من "المعارضة المعتدلة" ولم يكن مستغربا أن التسريب الاخير بخصوص فك الارتباط صدر عن أوساط بحثية مقربة من الدوحة لكن مع ذلك تشير المعطيات الى أن قائمة الدول التي كانت تستثمر في جبهة النصره وتوظيفيها بدأت بالانحسار بشكل كبير وهذا مايدل عليه الموقف الامريكي بعد فك الارتباط حيث اعتبر مسؤولون أمريكيون أن هذه الخطوة لا تغير شيئا وأن النصرة تبقى جزءا من القاعدة وغير مشمولة بالهدنة في سوريا"، لافتا إلى أن "الموقف التركي أيضا كذلك وقد عبر عنه وزير الخارجية حيث أكد أن أنقرة وموسكو ستتخذان اجراءات لمحاربة جبهة النصرة في اللقاء الذي سيجمع قادة البلدين في 9 آب".
وحول ماإذا كانت النصرة ستغير من سلوكياتها وممارساتها القتالية بعد ادعائها فك ارتباطها بالقاعدة، أوضح الكاتب علي " من المتوقع أن يحاول الجولاني احداث بعض التغييرات سواء على صعيد الامور التنظيمية او على صعيد الأساليب العسكرية ولكن كما لاحظنا جميعا فإن ظهور أبو الفرج المصري الى جانبه وهو من كبار قادة تنظيم القاعدة يعتبر مؤشر على كافة التغييرات ستكون شكلية فقط".
وختم الخبير عبد الله علي معلقا على ردة الفعل التي عبرت عنها واشنطن على لسان خارجيتها بأنه رغم تغيير النصرة لإسمها فإنها ما زلت تعتبرها منظمة إرهابية، " واشنطن أصبحت محكومة بسقف تفاهماتها مع روسيا ولا تستطيع الاخلال بها لحماية جبهة النصرة أو غيرها، مؤكدا أن النصرة ستحاول عبر سلسة اجراءات على رأسها فك الارتباط أن تلمع من صورتها واظهار نفسها على أنها مجرد فصيل آخر من الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد النظام في سوريا ، غير أن تصعد التطورات وصولا إلى التفاهم الأمريكي الروسي وعطفا على الموقف التركي يشير بوضوح إلى أن مهمة جبهة النصرة باتت شبه مستحيلة وتحتاج إلى أكثر من عملية تغيير الجلد التي قامت بها.
/انتهى/