منطقة "أزبكي" أطلال لا نظير لها من بقايا العصر الحديدي في محافظة ألبرز + صور وفيديو


محافظة ألبرز الجميلة تضم مناطق أثرية يعود تأريخها للألفيتين الأولى والثانية قبل ميلاد المسيح ومقابر في تل "جيران" يفوق عمرها 9000 عام مما جعل منطقة "أزبكي" واحدة من أهم المناطق التي تضرب بجذورها في العصر الحديدي.

خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء -هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.

محافظة ألبرز بمركزية مدينة كرج تعتبر واحدة من أجمل المحافظات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإضافة إلى معالمها الطبيعية الجميلة ومناظرها الخلابة، هناك العديد من المناطق الأثرية فيها والتي تضرب بجذورها في شتى المراحل التأريخية من عمر البشرية وبما فيها منطقة "أزبكي" الواقعة في ريف "أحمد آباد" التابع لمدينة "نظر آباد"، وتبلغ مساحتها 576 كيلومتراً مربعاً وقد تم اكتشافها في سنة 1969 م ومن ثم أضيفت إلى قائمة الآثار الوطنية في إيران.

الحدود الجغرافية لهذه المنطقة التأريخية المعروفة بـ "تپه اوزبكي" أي تل أوزبكي والتي تبعد عن مدينة كرج مسافة 50 كم هي كما يلي: تحفها من الناحية الشمالية المناطق المركزية لمدينة ساوج بلاغ وسلسلة جبال ألبرز، ومن الجنوب تحفها أراضي مدينة اشتهارد التابعة لمدينة كرج مركز محافظة ألبرز، ومن الناحية الشرقية تحاذي أرياف رامجين وسعيد آباد التابعة لمدينة ساوج بلاغ، وأما من الجانب الغربي فتحدها مدينة آب يك التابعة لمحافظة قزوين.

الحفريات التي أجريت في هذه المنطقة الأثرية أثبتت أن تأريخها يعود لأكثر من 9000 عام حيث عثر فيها على آثار لحضارات سحيقة شهدتها البشرية في عصر ما قبل التأريخ وأوائل تأريخ إيران، أي من النصف الأول للألفية السابعة قبل التأريخ إلى النصف الأول للألفية الأولى قبل ميلاد المسيح، وهذه الفترة عرفت بحضارة الميديون.

هذه المنطقة الأثرية تشتمل على عدة تلال أثرية، ومن جملتها: تل يان ( أي التل الجانبي )، تل گوموش (أي التل الفضي)، تل جيران ( أي تل الغزالة )، تل مارال ( أي تل ذكر الغزال )، تل دوشان ( أي تل الأرنب ).

* تل يان ( التل الجانبي )

تل يان الذي يعني التل الجانبي يعق على مسافة كيلومتر واحدة غربي تل أزبكي الكبير، وهو بيضوي الشكل وفيه آثار معمارية لبناء مشيد من الطين والطوب.
الأسلوب المعماري للجدرات التي بقيت أطلالها في هذا التل تشير إلى أن الإيرانيين الأوائل قد بنوا أول آثارهم المعمارية في هذا المكان بالاعتماد على الطين والطوب بحيث لم يمتلكوا المهارة اللازمة لتشييدها وفق أساليب معمارية متطورة.

* تل مارال ( تل ذكر الغزال )

تل مارال يعني تل ذكر الغزال، وهو من التلال المنخفضة الواقعة في منطقة أوزبكي، والآثار التي تم اكتشافها فيه تشير إلى وجود جدران وموقد وحفرة محيطة به لتعيين حدوده.

* تل جيران (تل الغزالة)

تل جيران بمعنى تل الغزالة وهو يقع جنوبي منطقة أوزبكي على مسافة 250 م بالتحديد، حيث تم تشييده بشكل دائري ومسطح تقريباً بارتفاع مترين عن سطح الأرض ومساحته تبلغ 50 م.

عثر علماء الآثار في هذا التل على بقايا أثرية تضرب بجذورها في ثلاثة عصور أساسية، هي ما قبل التأريخ والعصر الحديدي والعصر الإسلامي، كما اكتشفت فيه قبور من العهدين الحديدي والإسلامي وآثار أخرى تعود إلى ما قبل التأريخ، كما اكتشفت فيه آثار معمارية تعود إلى الألفيتين الأولى والثانية قبل الميلاد إضافة إلى مقابر للناس الذين استوطنوا تلك المنطقة آنذاك.

هذا التل العريق أضفى أهمية بالغة لمنطقة أوزبكي التراثية نظراً لتلك الآثار الكثيرة التي اكتشفت فيه والتي ترجع إلى العصر الحديدي.

* تل دوشان (تل الأرنب)

تل دوشان معناه تل الأرنب ويقع على مسافة 300 م شمال غرب منطقة أوزبكي، وقد اكتشف علماء الآثار في حفرياتهم أن هذا التل أنه يضرب بجذوره في العصر الحديدي والعصر الميدي، واشتملت هذه الاكتشافات على قطع معدنية وتمثالين أحدهما كامل والآخر مكسور، وإبرة خياطة طولها 10 سم وعدة إبر أخرى بأحجام مختلفة، وقطعتين معدنيتين رقيقتين من البرونز، وقطع من السيراميك، ودمى صغيرة، وقطع حجرية متنوعة، وقوالب لصناعة بعض التماثيل والقطع الصغيرة. هذا القوالب بطبيعة الحال تشير إلى الحقبة التأريخية التي صنعت فيها، لذا يمكن اعتبارها أقدم قوالب في العالم بأسره.