"انتفاضة القدس" تعبير عن فقدان الفلسطينيين الثقة بالمنظومة العربية والدولية
رام الله - تسنيم: شددت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سميرة حلايقة على حتمية فشل المحاولات الصهيونية المكثفة المبذولة من أجل إجهاض "انتفاضة القدس"، مؤكدة أن هذا الفعل النضالي ليس "عابراً" كي ينتهي مع مرور الوقت.
وفي حوار خاص مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، لفتت النائب "حلايقة" إلى أن الانتفاضة التي انطلقت في بداية شهر تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي هي رد فعل مباشر على تصاعد وتيرة الاعتداءات والانتهاكات من جانب الاحتلال ومستوطنيه، والتي طالت كل مناحي الحياة ، ولم تستثن أياً من الفئات أو المناطق سواء في الضفة الغربية ، أو القدس ، أو قطاع غزة.
ونبّهت إلى أن استمرار العربدة "الإسرائيلية" من شأنه أن يؤدي إلى اتساع رقعة الانتفاضة ، وتطوير أدواتها ، وليس العكس كما تتوهم أذرع الكيان العسكرية.
وفيما يلي نص الحوار كاملاً :
-بداية سعادة النائب، بماذا تفسرون زيادة وتيرة القمع والتنكيل الصهيوني بحق الفلسطينيين خلال السنة الماضية تحديداً؟
القضية وما فيها أن هذه الانتفاضة قد نجحت في إرباك حسابات الجيش الصهيوني، كما أنها أربكت كذلك حسابات أقطاب المستوطنين الذين باتوا عاجزين عن تمرير مخططاتهم التهويدية على النحو الذي يريدون ، وهنا تنبغي الإشارة إلى أن هناك من راهن على وأد الانتفاضة ، وهناك من لم يكن يتوقع أن تستمر كل هذه الفترة.
نحن نؤكد أن ما يقوم به الشباب الفلسطيني المنتفض على امتداد الأرض السليبة ؛ إنما هو رسالة صريحة لمختلف الأطراف مفادها ، أن صاحب الحق وبرغم انعدام الإمكانات المادية إلا أنه لن يفرط فيه ، ولن ينكسر أمام المحتل.
لقد نجح أبطال العمليات الفدائية في إلحاق الهزيمة بالمؤسسة الأمنية للاحتلال، حتى أنها لم تعد قادرة على حجب عجزها عن احتواء الانتفاضة ، كما أنها أخفقت في طمأنة جمهور المستوطنين الذين عبروا غير مرة عن فقدان شعورهم بالأمن ، وهذا في حد ذاته هو انتصار للشعب الفلسطيني الذي يصر على أن يتخلص من دنس هذا الاحتلال.
-أنتم من سكان مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وهذه المدينة كان لها نصيب الأسد من حيث عدد الشهداء ومنفذي العمليات خلال الانتفاضة ، وفي المقابل تعرض الأهالي هناك لحملة استهداف محمومة .. لماذا برأيكم ؟
من حيث المبدأ، لا يخفي على أحد أن هناك ثأراً قديماً بين الاحتلال وأهالي الخليل ؛ وذلك مرتبط بالمعتقدات التلمودية التي تضع المدينة في المرتبة الثانية من حيث القدسية ، وهذا الأمر ليس حديثاً ، فالخليل مستهدفة تاريخياً ، وقد تم الزج بعتاة المستوطنين للاستيطان فيها ، وهؤلاء يحظون بكل الرعاية من صناع القرار في "تل أبيب" من أجل التنغيص على الفلسطينيين، والاعتداء عليهم.
كما يجب أن لا ننسى أن أهالي الخليل يتميزون بصلابتهم ، النابعة من إدراكهم لطبيعة الصراع مع هذا المحتل وسوائب مستوطنيه ، وانطلاقاً من ذلك نحن على ثقة كاملة بأن الشعب الحُرّ فوق هذه الأرض المبارك لن يُسلّم ، ولن يرفع الراية البيضاء مهما بلغت جسامة الأخطار والتحديات ، وهو كما عودنا على مدار العقود الفائتة من عمر الصراع أنه لا يقبل الضيم ، وسيرد بكل ما أوتي من قوة على عربدة الغاصب والمعتدي.
-ما مستقبل "انتفاضة القدس" في ضوء المعطيات الراهنة ، والمتغيرات الحاصلة؟
ما يحصل اليوم هو عبارة عن مواجهة حقيقية بين مواطن فلسطيني أعزل يشعر بأنه مظلوم ، و يريد أن يحظى بالاستقلال ، وبين جيش يعربد في أرض ليست ملكه ، وعليه فإنه سواء استمرت هذه الانتفاضة بالذات أو لم تستمر فإن المعادلة التي ستبقى هي جيش محتل غاصب و مواطن يريد أن يحصل على حريته ، وهذا المواطن فقد الثقة فيما يسمى المجتمع الدولي, كما أنه فقد الثقة في المجتمع العربي نفسه ، وبخاصة المنظومة الرسمية ، وقرر أن يحمي نفسه بنفسه ، وقرر أن يخوض المعركة بالطريقة التي يراها مناسبة وناجعة ، وهي طريقة بعيدة عن كل الاستراتيجيات ، والأيديولوجيات المطروحة ؛ إن كان على الساحة السياسية العربية أو الدولية أو حتى الفلسطينية ؛ وعليه ؛ فإنه لا طائل من التوقف كثيراً عند ما يردده بعض المحللين الذين عزوا ما جرى طيلة الأشهر الفائتة من عمر الانتفاضة إلى واقع سياسي مترد ، وإلى استحقاقات "إسرائيلية" ، وأحياناً أخرى إلى حالة موسمية طارئة .. الحقيقة الجلية وبكل بساطة هي أن الشعب المنتفض سيبقى يقاتل من أجل حريته.
/انتهى/