الإمام الخامنئي: الأطراف الاخرى لم تفي بالتزاماتها في الاتفاق النووي.. أمريكا ليس لديها برنامج لاستئصال داعش
انتقد قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة الإمام السيد علي الخامنئي من جديد عدم التزام الأطراف الاخرى بتعهداتها التي نص عليها الاتفاق النووي المبرم العام الماضي بين طهران ومجموعة دول "5+1"، معتبرا أن الأطراف الاخرى "لم تفي بالتزاماتها" تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونوه إلى أن أمريكا ليس لديها برنامج لاستئصال داعش.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن الإمام السيد علي الخامنئي وخلال لقائه رئيس جمهورية سلوفينيا باروت باخور عصر اليوم الثلاثاء في العاصمة الإيرانية طهران انتقد الأطراف الاخرى الموقعة على الاتفاق النووي بسبب عدم وفائها بالتزاماتها التي نص عليها الاتفاق النووي تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأشار الإمام الخامنئي خلال اللقاء إلى الأحداث المريرة والأليمة التي تمر بها المنطقة ودور بعض القوى في فرض عدم الاستقرار والحروب على شعوب المنطقة، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقد دعت على الدوام، الدول المستقلة للعب دور نشط في مواجهة الضغوط على الشعوب وطالبتها بان لا تكون صامتة ومتفرجة.
وأعتبر قائد الثورة الإسلامية أن الصراعات العنيفة التي تشهدها دول منطقة غرب آسيا وخلق جماعات إرهابية مثل داعش في هذه المنطقة، هي في الواقع امور مفروضة على هذه الدول ونتيجة لتدخلات بعض القوى، وأضاف: إن واجب جميع الدول هو السعي لإطفاء نيران هذه الاشتباكات، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلافا لدعاية تيار الهيمنة، فإنها نشطة ومؤثرة بناء على هذا الهدف، لكنها لم تتدخل في شؤون الدول الأخرى.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن التحالف الأمريكي لمواجهة داعش، غير موفق وفي تحليله لأسباب هذا الفشل تطرق إلى رؤيتين وقال: بناء على الرؤية الأولى فان الأمريكيين ليس لديهم برنامج لاستئصال داعش ويريدون مثل ما أبقى البريطانيون زمن استعمار الهند، كشمير مثل عظم داخل الجرح ـ ونتيجة لذلك فان الفجوة والخلافات بقيت حتى اليوم على الدوام بين البلدين الجارين الهند وباكستان ـ تجاه داعش أيضا يعملوا بشكل لكي تبقى هذه المشكلة في العراق او سوريا دون حل.
وواصل الإمام الخامنئي: بناء على الرؤية الثانية، فان الأمريكيون يرغبون في حل قضية داعش لكن الآليات ليست على النحو التي يمكنهم القيام بهذا العمل. وفي طبيعة الحال فان نتيجة كلى الرؤيتين حتى الآن، واحدة، وان اليوم العراق وخاصة سوريا تمران في وضع صعب ومرير للغاية.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى نتائج زعزعة الأمن والاستقرار في دول غرب آسيا ومن جملتها مشكلة اللاجئين وأضاف: في الوقت الذي عجزت فيه الدول الأوروبية عن منح الملاذ لعدة عشرات آلاف اللاجئين، فان إيران ومنذ أعوام تستضيف حوالي 3 ملايين شخص من الشعب الافغاني وتوفر لهم ظروف الدراسة والعيش وتعامل المهاجرين (اللاجئين) بسلوك يتسم بمنتهى سعة الصدر.
ووصف قائد الثورة الإسلامية في إيران خلال لقاء رئيس جمهورية سلوفينيا العدوان الذي تشنه السعودية منذ عام وثمانية أشهر على الشعب اليمني وتدمير البنى التحتية في اليمن بانه أحد الاحداث المريرة في المنطقة، موضحا بان على الدول المستقلة أن تواجه مثل هذه الاحداث وذلك بسبب أن "وضع شعب ما تحت الضغوط فانه يعتبر في الواقع معاناة وألم للبشرية جمعاء".
وأكد السيد الإمام الخامنئي أن إمكانيات وقابليات إيران وسلوفينيا من أجل توسعة التعاون بينهما كثيرة وأعرب سماحته عن أمله أن يشكل مستقبل العلاقات بين البلدين وثيقة قوية لمحادثات اليوم التي جرت بين سماحته ورئيس سلوفينيا.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى تنفيذ إيران لجميع التزاماتها إزاء الاتفاق النووي، وانتقد سماحته الأطراف الأخرى بسبب عدم الوفاء بالتزاماتها في هذا السياق.
وفي هذا اللقاء الذي حضره الرئيس الإيراني حسن روحاني اعتبر رئيس جمهورية سلوفينيا باروت باخور محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين بانها كانت "جيدة للغاية" وقال: نحن نسعى لمزيد من تمتين علاقاتنا مع إيران في شتى المجالات.
واعتبر السيد باخور، إيران بانها تشكل العمود (الفقري) للأمن والاستقرار في المنطقة وأنها دولة تستحق الاحترام، مشيدا في نفس الوقت بتعامل الجمهورية الإسلامية الإيرانية الايجابي خلال المحادثات النووية والتطورات المثيرة للإعجاب التي أنجزتها إيران خلال السنوات الماضية وقال: إن سلوفينيا وإيران لديهم خبرات مشتركة وفرص متعددة للتعاون.
وفي نهاية اللقاء تطرق رئيس سلوفينيا إلى افتتاح سفارة بلادة في طهران خلال الزيارة التي يقوم بها حاليا للعاصمة الإيرانية وقال: إن إيران تُعتبر صديقة جيدة لسلوفينيا ونحن نعتبر افتتاح السفارة في إيران بانه عمل عقلاني وحكيم وناتج عن قرار واجماع وطني.