كيف يعرقل آل سعود العلاقات بين مصر وكل من سوريا والعراق وإيران الإسلامية

دمشق - تسنيم : قال رئيس تحرير جريدة العربي المصرية الأستاذ ماجد بسيوني في حديثه لمراسل تسنيم في دمشق: إنه كلما اقتربت العلاقة وتلاحمت بين مصر وسوريا يخرج علينا آل سعود ليشعلوا فتيلاً في هذه العلاقات، مؤكداً أن لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الإيراني الذي يسعى للتقارب مع مصر.

وحول تطور العلاقة السورية المصرية والتصريحات الأخيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي أعرب خلالها عن دعمه للجيش السوري، قال الإعلامي المصري ماجد البسيوني: "إن العلاقات السورية المصرية ليست وليدة اليوم بل هي بالتأكيد  علاقات مؤصلة عبر التاريخ ومن المعروف أن الأمن القومي المصري يبتدي من جبال "طوروس" من جنوب تركيا ويمتد إلى منابع النيل وهذا ما أكده  الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته بمجلس الأمن"

وعن رد الفعل السعودي تجاه التقارب المصري السوري، قال البسيوني: "كلما اقتربت العلاقة وتلاحمت بين مصر وسوريا يخرج علينا بالتحديد آل سعود ليشعلوا فتيلاً في هذه العلاقات" مضيفاً: "ما حدث أنه وبعد انتصار الجيش السوري وحزب الله في معركة "القصير" (على الحدود السورية اللبنانية) تسلمت السعودية الملف السوري، وبعد أيام قليلة على انتصار "القصير" تزامن ذلك مع نزول الشعب المصري  إلى الشوارع للإطاحة بحكم الإخوان المسلمين"

وأوضح الإعلامي المصري البسيوني: "كانت السعودية في ذلك الوقت تريد أن تكون العرابة لإبقاء العلاقات المصرية الأمريكية في المسار المطلوب وكانت مصر حينها تعاني من أزمة اقتصادية إلى أبعد الحدود وهنا تدخلت السعودية لتستغل ما حدث في مصر على مسارين؛ الأول المشاركة بحل الأزمة المالية، ثانياً؛ أن تكون مندوب علاقات عامة لما حدث في 30 حزيران حيث نزل الشارع المصري"

وأضاف: "بقي أنّ السعودية تريد ثمناً لدورها الذي  لعبته باعتبار مصر تلعب دوراً سياسياً هاماً لاسيما وأن القائمين على الشأن المصري الذين تسلموا الحكم من بعد الإخوان كانوا عسكريين، يعني "الجيش المصري" الذين يحملون مفهوم الدفاع عن الحدود الاستراتيجية، وفي هذا التوقيت كانت مصر ذاهبة لبناء سكة قوةٍ عربية، لكنّ أمريكا رفضت هذا الكلام وقد جاء ذلك على لسان بريطانيا أيضاً، ثم عندما وافقت الولايات المتحدة الأمريكية، أصرّت عندها أن يكون رئيس هذا التحالف العسكري هو الأردن ما أدى إلى رفض المسألة أيضاً"

وتابع الإعلامي المصري البسيوني: "بعد ذلك أنشئ  "التحالف الأمريكي" لمحاربة داعش، فكان الصوت المصري يتكلم دائماً حول أن المشروع يجب أن يكون لمحاربة الإرهاب بأكمله وليس فقط داعش"

ولفت البسيوني أنه "وبعد نزول الشارع المصري والإطاحة بحكم الإخوان المسلمين، تفهم الجميع ما حدث في المنطقة وكان لابد من يحصل فرز،  فإما أن نستمر بالتلاعب السياسي والدبلوماسي أو أن تتضح الأمور وضوحاً تاماً، وهنا نلاحظ أمرين أساسيين يحكمون العلاقة سواء في مصر أو سوريا أو حتى العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية، الموقف الأول عندما أصرّ وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية جواد ظريف على أن تكون مصر عضو في مؤتمر "لوزان" فلا يستطيع أحد أن ينكر هذا الدور الإيراني، والموقف الثاني عندما تقدّم العراق بديلاَ لما حدث من فجور "بني سعود" عندما منعوا البترول عن مصر"

وعن العلاقات المصرية العراقية، أوضح البسيوني: "العلاقة ما بين مصر والعراق موجودة في السلاح وفي كل شيء وهذه مسألة أعلنها منذ فترة رئيس وزراء العراق عندما زار مصر مرتين، وبناء عليه فإن هناك مثلثاُ لابد أن يتشكل تشكيلاً حقيقياً هو مثلث "العراق – مصر – سوريا"، وإذا شئنا أن نقول مربعاً فلا بد أن يمتد الضلع إلى الجزائر"

وأضاف الإعلامي البسيوني: "من هنا نستطيع أن نُقرّ أن العلاقات السورية المصرية الآن أصبحت واضحة لا سيما إذا لاحظنا الآن شكل العلاقات المصرية التركية أو المصرية القطرية وأعتقد أن تركيا وقطر هما رأس البلاء في سوريا، وما زاد الطين بلّة عندما خرجت السعودية وتلاعبت،  بعد إعلان الموقف المصري عن استراتيجيته تجاه سوريا وأن أي مسّ للأراضي السورية هو مستبعدٌ من الفكر الاستراتيجي أو العسكري بالنسبة لمصر"

ولفت البسيوني إلى أن "النقطة المهمة أيضاً هي الزيارات التي كانت تحدث ما بين المسؤولين في سوريا ومصر، حيث كان  بين البلدين زيارات غير معلنة، إلى أن أُعلن منذ مدة قصيرة عن زيارة أعلى رأس في المخابرات السورية إلى مصر (اللواء علي مملوك)  وهذا هو المسار الصحيح، ليليها  زيارة من أعلى القيادات المخابراتية بوفد جمع سياسيين وعسكريين وأمنيين مصريين إلى سوريا"

/انتهى/