رحيل زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو


ذكرت وسائل الإعلام الكوبية الرسمية أن الزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو توفي عن عمر ناهز 90 عاما.

 فقد نقلت وسائل الاعلام الكوبية الرسمية ان الرئيس الكوبي راؤول كاسترو اعلن مساء الجمعة وفاة الزعيم التاريخي للثورة الكوبية فيديل كاسترو عن عمر ناهز 90 عاما.

وولد فيدل كاسترو في 13 أغسطس/آب 1926. تولى رئاسة مجلس الدولة ومجلس وزراء كوبا على مدى 30 عاما منذ عام 1976. وتولى منصب القائد العام للقوات المسلحة ورئاسة مجلس الدفاع الوطني في الوقت نفسه.

 وحكم كاسترو كوبا في الفترة بين 24 يونيو 1961 و19 أبريل 2011.

وقد اجتذبت مبادئ كاسترو الثورية تأييدا واسعا في كوبا، وتمكنت قواته في عام 1959 من الإطاحة بنظام باتيستا الذي أصبح يرمز إلى "الفساد والتعفن وعدم المساواة".فبالنسبة لغالبية الكوبيين فإن كاسترو هو كوبا وكوبا هي كاسترو.  

 

نبذة عن حياته

ترعرع في كنف والديه المهاجرين من إسبانيا والذين يعدون من المزارعين. تلقى تعليمه في المدرسة التحضيرية، وفي عام1945م، التحق بجامعة هافانا حيث درس القانون وتخرج منها عام 1950م.

ثم عمل كمحام في مكتب محاماة صغير وكان لديه طموح في الوصول إلى البرلمان الكوبي، إلا أن الانقلاب الذي قاده فولغينسيو باتيستا عمل على إلغاء الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها، وكردة فعل احتجاجية، شكّل كاسترو قوّة قتالية وهاجم إحدى الثكنات العسكرية، وأسفر هذا الهجوم عن سقوط 80 من أتباعه وإلقاء القبض على كاسترو.

وحكمت المحكمة على كاسترو بالسجن 15 عامًا وأطلق سراحه في مايو 1955م، ونفي بعدها إلى المكسيك، حيث كان أخوه راؤول ورفاقه يجمعون شملهم للثورة، وكان قد التحق إرنستو تشي جيفارا بالثوار ليتعرف على فيديل كاسترو ويصبح جزء من المجموعة الثورية.

وعلى متن قارب شراعي، أبحر كاسترو ورفاقه من المكسيك إلى كوبا وسُميت زمرته بحركة ال 26 يوليو، ولم يعرب كاسترو عن خطه السياسي رغم قيامه بتأميم الأراضي في المناطق التي سيطر عليها الثوار، لكن بعد انتصار الثورة قام بتكليف أحد الرأسماليين الذين تبنوا لفكر الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون والرئيس أبراهام لينكن، وذلك لتفادي أي هجوم أمريكي على الثورة البكر كما حدث في غواتيمالا، وبعد أن سيطرت الثورة على كوبا كاملة بدأ بتأميم كل الصناعات المحلية. والمصارف وتوزيع ما تبقى من الاراضي للفلاحين.

تحرك كاسترو عسكريًا مع ما يقارب من ثمانين رجلا في 2 ديسمبر 1956 واستطاع 40 من مجموع الـ 80 رجل الانسحاب إلى الجبال، بعد أن تعرضوا لهجوم غير متوقع من جيش باتيستا عند روهم على الشاطيء ودخولهم كوبا ،وعمل على ترتيب صفوفه وشن حرب عصابات من الجبال على الحكومة الكوبية.

وبتأييد شعبي، وانضمام رجال القوات المسلحة الكوبية إلى صفوفه، استطاع كاسترو أن يشكل ضغطًا على حكومة هافانا مما اضطر رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية إلى الهرب من العاصمة في 1 يناير 1959 على إثر إضراب عام وشامل جاء تلبية لخطاب فيديل كاسترو وثم دخلت قواته إلى العاصمة هافانا بقيادة ارنستو تشي غيفارا حيث كان عدد المقاتلين الذين دخلوا تحت إمرة غيفارا ثلاثمائة.

في أبريل 1961 وقع غزو خليج الخنازير والذي كان عبارة عن محاولة انقلابية من قبل وكالة المخابرات المركزية والتي انتهت بالفشل. استقال فيديل كاسترو من رئاسة كوبا ومن قيادة الجيش في 18 شباط 2008 بعد صراع دام 19 شهرا من المرض وقد تولى شقيقه راؤول كاسترو زمام السلطة في كوبا.