الكرملين: نعوّل على الأتراك في أن يقدموا لنا التوضيح اللازم


أعرب دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي عن دهشة بلاده إزاء تصريح الرئيس التركي الذي أعلن مؤخرا أن الهدف من دخول جيش بلاده أرض سوريا، هو الإطاحة بالرئيس السوري.

وفي حديث أدلى به الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني، قال بيسكوف: "تصريح أردوغان كان مفاجئا بالنسبة إلينا، وهو غاية في الجدية لأنه يتنافر مع التصريحات التركية السابقة ويتعارض مع فهم روسيا بصفتها الدولة الوحيدة التي تتواجد قواتها المسلحة في سوريا بصورة شرعية، وبموجب طلب رسمي من السلطات الشرعية فيها، الأمر الذي من الأهمية بمكان إدراكه. نعوّل على الشركاء الأتراك في أن يقدموا لنا التوضيح اللازم بهذا الصدد".

تصريح أردوغان موجه إلى مسامع حلفائه ومستحيل التحقيق

أجمع لفيف من الخبراء والساسة في روسيا على أن تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعلن فيه عن أن الهدف من وراء دخول قواته الأراضي السورية، هو الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، أجمعوا على أنه خاطب فيه شرائح معينة من الشعب التركي وبعث به إلى مسامع حلفائه لا أكثر.

فيكتور أوزيوروف رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الأمن والدفاع، وفي تعليق على تصريح أردوغان، اعتبر أن الرئيس التركي عندما كشف عن سبب دخول جيشه أرض سوريا تجاهل محاولة الانقلاب على حكمه.

وأضاف: أردوغان بتصريحه هذا تجاهل محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا، وحديثه كان عاطفيا في معظمه، وموجها إلى الداخل التركي بدليل أنه أدلى به في أثناء ندوة علمية.

وأضاف: تصريح أردوغان لن يكون له أي أثر جذري في المهام التي تنفذها القوات الجوية الفضائية الروسية والجيش التركي في سوريا، ولن يؤثر في العلاقات التركية الروسية، كما أن الرئيس التركي لا يريد حرف مؤشر العلاقات مع روسيا لـ180 درجة بما تحمله هذه العلاقات من مصالح سياسية واقتصادية كبرى مشتركة بين البلدين.

وختم أوزيوروف بالقول: لا أستبعد أن يكون تصريح أردوغان نابعا من الغضب الذي ينتابه إزاء احتمال قيام منطقة حكم ذاتي كردي موسع شمال سوريا.

شمال سوريا بالنسبة للأتراك كالقرم بالنسبة إلى روسيا

فلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب "اللبرالي الديمقراطي الروسي"، أعرب عن رفض روسيا لأي خطوة قد تقوم بها تركيا للإطاحة بالأسد، لأن الأسد رئيس منتخب وشرعي لسوريا وحليف لروسيا.

وأضاف جيرينوفسكي: "علاقات الأتراك بسوريا كعلاقة روسيا بالقرم، وسوريا كانت في قوام الدولة العثمانية، ومما لا شك فيه أنهم يريدون اقتطاع جزء من شمال سوريا وإلحاقه بهم، وهذا ينسحب على شمال العراق كذلك".

ورجح جيرينوفسكي أن يكون تصريح أردوغان، تملقا للغرب بما يخدم تحسين العلاقات المتدهورة بين بلاده والاتحاد الأوروبي، وأضاف: أردوغان بتصريحه، إنما يريد القول للغرب إنه باق في الناتو ليطيح بالأسد لقاء قبول تركيا العاجل في الاتحاد الأوروبي، ويريد فتح منطقة شينغين أمام مواطنيه ليطرد هو جميع اللاجئين إلى حيث جاؤوا.

موسكو قد تتوسط بين أردوغان والأسد

يلينا سوبينينا مستشارة المعهد الروسي للبحوث الاستراتيجية، اعتبرت أن موقف الرئيس التركي تجاه سوريا لم يتغير أبدا، والخلاف في المواقف بين روسيا وتركيا تجاه سوريا ظل كبيرا على الدوام، والدفء في العلاقات بين البلدين لم يشمل سوى المجال الاقتصادي وجملة أخرى من الميادين، باستثناء الأزمة السورية.

وأضافت: من الأهمية بمكان في الوقت الراهن استمرار النجاحات التي تحققها القوات السورية في حلب مدعومة من روسيا وإيران، لأنه إذا ما استطاع الجيش السوري الاحتفاظ بمواقعه وترسيخ سيطرته هناك، فإن الأمر سيعزز قدرات الأسد على الجبهات الأخرى.

وعلى صعيد التواجد التركي شمال سوريا، اعتبرت سوبونينا أنها مادة مستقلة للبحث بين موسكو وأنقرة ورجحت أن تتوسط موسكو بين أردوغان والأسد رغم ضآلة احتمال نجاح فرص كهذه بعد تصريح أردوغان الأخير.

تصريح أردوغان موجه للسعودية وقطر

أندريه فولودين رئيس مركز البحوث الشرقية لدى أكاديمية العلوم الدبلومسية الروسية، اعتبر أن أردوغان على دراية مطلقة باستحالة تحقيق هدفه الرامي إلى الإطاحة بالأسد. وأضاف: "هناك كلمات تلقى لغايات سياسية، وأرى أن أردوغان على يقين تام باستحالة تحقيق هدفه، ووجه تصريحه إلى حلفائه وفي مقدمتهم السعودية، وقطر معها".

المصدر: روسيا اليوم

/انتهى/