محافظة بوشهر ديار السواحل الشاسعة والتأريخ العريق الحافل بالأحداث المشرفة + صور


محافظة بوشهر تمتلك قابليات كبيرة على الصعيد السياحي وفي كل عام تقصدها أعداد هائلة من السائحين المحليين والأجانب الذين يمتعون أنظارهم بسواحل الخليج الفارسي الشاسعة وبمعالمها التراثية التي تدل على عظمة أجدادها وأصالتهم.

خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.

محافظة بوشهر تقع جنوب غربي الجمهورية الإسلامية، وهي منطقة ثرية بالنفط والغاز وذات أراضي زراعية شاسعة، ناهيك عن امتلاكها قابليات لا نظير لها في المجال السياحي ولا سيما السواحل الجميلة الممتدة بجانب مياه الخليج الفارسي والمناطق الأثرية الجميلة الفريدة من نوعها، حيث يبلغ مجموع آثارها أكثر من ألف معلم تأريخي وأقدمها يضرب بجذوره في أربعة آلاف عام.

القاصي والداني يعرف جيداً أن محافظة بوشهر ديار السواحل الشاسعة والتأريخ الحافل بالأحداث المشرفة، وتراثها العريق يتجلى اليوم في مبان تأريخية لا نظير لها.

* الخلفية التأريخية لمحافظة بوشهر

في لقاء خاص أجراه مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء مع السيد محمد إبراهيم فروزاني المدير العام للتراث الثقافي والحرف اليدوية في محافظة بوشهر، أكد الأخير على أن عمر هذه المحافظة يتجاوز القرنين ونصف القرن، وصرح بالقول: حسب الدراسات التأريخية التي أجريت وطبقاً لآراء خبراء الآثار فإن البنية التأريخية لمدينة بوشهر تعد أروع المعالم الأثرية في الجمهورية الإسلامية قاطبة.

وأضاف السيد فروزاني أن مدينة بوشهر القديمة كانت تتكون من أربعة أحياء أساسية، هي دهدشتي وكوتي وشنبدي وبهبهاني، وشدّد على أن المباني التراثية في هذه المناطق منقطعة النظير، وقال: الأبنية التأريخية في مدينة بوشهر قد شيدت في إطار معماري هو الغاية في الروعة والجمال حيث يبلغ عمرها أكثر من قرنين ونصف القرن، ومن جملتها قنصليات لمختلف البلدان ومراكز دينية كالمساجد والحسينيات والكنائس والأسواق التراثية والأزقة الجميلة التي تبهر أنظار كل من يتفقدها.

* الحسينيات والمساجد القديمة في محافظة بوشهر جمال فريد وتراث تليد

هناك العشرات من المساجد والحسينيات التراثية في المناطق القديمة لمدينة بوشهر ، ونظراً لمكانتها الدينية الهامة فقد كانت وما زالت مراكز هامة لاتخاذ القرارات العامة والاجتماعية، كما أنها تعكس مدى تعلق أهالي تلك الديار بالدين الإسلامي الحنيف.

حسينية السيد محمد رضا كازروني تعد أقدم وأهم حسينية في هذه المحافظة، وأما أهم وأقدم المساجد فيها فهي ما يلي: الإمام الحسن (ع)، بهبهاني، دهدشتي، شنبدي، كوفه، ملك، جمعه.

وقد عرفت هذه المدينة منذ سالف الأيام بمخازن المياه المنتشرة في شتى أرجائها، فنظراً لموقعها الجغرافي وحرارة جوها في فصل الصيف، تشح المياه فيها لذلك لم يجد الأهالي بداً من تخزين مياه الأمطار لاستثمارها في فصول الحر والجفاف، ومخزن قوام يعد واحداً من أهم هذه المخازن العامة الكبيرة، وهو موجود إلى جانب الساحل المحاذي للمنطقة القديمة في مدينة بوشهر وقد تم تشييده بوساطة شخص اسمه علي أكبر قوام، حيث يبلغ طوله 26 م وعرضه 9 م وارتفاعه 4 م، وفي عصرنا الراهن أصبح مطعماً تقليدياً يقدم الأكلات الشعبية.

وأكد مساعد مدير مؤسسة التراث الثقافي في محافظة بوشهر السيد نصر الله إبراهيمي على أن المنطقة القديمة في محافظة بوشهر تعتبر أجمل وأروع المناطق التراثية في الجمهورية الإسلامية بأسرها وهي تعكس براعة الخبراء المعمارين وحذاقهتم.

* 80 معلماً تأريخياً ورثها أهالي محافظة بوشهر من أجدادهم، وقد تم تسجيلها في القائمة الوطنية للآثار

وأشار السيد نصر الله إبراهيمي إلى وجود أكثر من 860 معلماً أثرياً في المنطقة القديمة لمحافظة بوشهر، وصرح قائلاً: في المنطقة القديمة لمحافظة بوشهر توجد أكثر من 80 بناية تأريخية تم إدراجها ضمن قائمة الآثار الوطنية في الجمهورية الإسلامية.

وأضاف في السياق ذاته: جميع الآثار الموجودة في المنطقة القديمة في بوشهر تم تسجيلها في قائمة الآثار الوطنية لذا لا يمكن أن تكون عرضة للتلف أو التخريب.

ونوه على أن بعض هذه المعالم الأثرية سوف يتم تحويلها إلى مراكز ثقافية نظراً لجمالها وروعة حبكتها المعمارية، وأكد على أن التراث المعماري لمحافظة بوشهر قد بلغ ذروته في العهد القاجاري، إذ إن هذه المحافظة تعتبر بوابة إيران التي تفد منها الوفود القادمة من جميع البلدان في العالم عبر مياه الخليج الفارسي.