صحيفة مصرية: وزير مصري في إيران ردًا على السعودية
أشعلت زيارات سعوديين وقطريين لإثيوبيا، ومشروع "سد النهضة"، غضب المسؤولين المصريين، الذين نظروا إلى الخطوة، باعتبارها تجاوزًا لـ "الخطوط الحمراء", الأمر الذي دفع مصر إلى التقارب مع إيران، بعد أن ظلت طوال 35عامًا ترفض اتخاذ مثل هذه الخطوة، حرصًا على العلاقة مع الدول الخليج الفارسي.
وتجرى في أروقة الدبلوماسية المصرية ترتيبات لقيام وزير رفيع المستوى بزيارة إلى طهران، بعد أن تدخلت الإمارات - التي تقود وساطة لإنهاء الأزمة بين مصر والسعودية – في وقت سابق لعرقلة زيارة وزير البترول طارق الملا لإيران، كأرفع مسئول مصري يقوم بزيارة طهران منذ زيارة الرئيس الأسبق محمد مرسي للعاصمة الإيرانية للمشاركة في قمة دول عدم الانحياز خلال عام 2012.
ووفق مصادر مطلعة، فإن جهات سيادية هي من سربت خبر زيارة وزير البترول طارق الملا لطهران منذ ما يقرب من شهرين لوكالة أنباء عالمية شهيرة، في إطار سياسة الرسائل المتبادلة بين القاهرة والرياض، بعد قيام شركة "أرامكو" السعودية بوقف إمداد مصر باحتياجاتها النفطية، وفقًا لاتفاق مسبق مع الهيئة المصرية العامة للبترول.
ولم يتم حتى الآن الاستقرار داخل دوائر صنع القرار على الوزير المرجح قيامه بزيارة إيران، فهناك من يرى ضرورة اقتصارها على أحد وزراء المجموعة الاقتصادية، سواء الاستثمار أو قطاع الأعمال أو البترول، وهناك من يضغط لإيفاد وزير الخارجية سامح شكري كى تحقق الزيارة أهدافها في الرد على مواقف خليجية أغضبت القاهرة.
وقال الدكتور عاطف السعداوي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ "الأهرام"، إن "العلاقات بين مصر ودول الخليج (الفارسي) تجاوزت الخطوط الحمراء وصار اللعب على المكشوف هو المسيطر على علاقة الطرفين".
وأضاف: "زيارة وزير الخارجية القطري لإثيوبيا تجاوزت مرحلة المكايدة السياسية إلى الإضرار بمصالح مصر العليا". ورجح سعداوي، إتمام زيارة مسئول مصري رفيع المستوى لطهران خلال الأيام القادمة، قائلاً: "السؤال لم يعد في الدوائر المصرية هل تتم الزيارة أم لا ولكن متى تتم وما هوية الوزير الذي يقوم بها؟ غير إنه استبعد أن يصل الأمر لمرحلة إيفاد وزير الخارجية إلى إيران، لأن ذلك "سيكون قطعًا لشعرة معاوية مع دول والخليج (الفارسي) والاكتفاء بوزير من المجموعة الاقتصادية في هذه المرحلة على الأقل".
في الوقت الذي لم يستبعد فيه الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن "تشهد العلاقات المصرية مع إيران قفزة كبيرة إذا تبين أن موضوع سد النهضة الإثيوبي سيُصبِح مجالاً للمزايدة على مصر من طرف دول الخليج (الفارسي)". وأوضح أن "أصواتًا كثيرة كانت تطالب منذ فترة طويلة بتصحيح مسار العلاقات المصرية الإيرانية، لأنه غير طبيعي وخضع لكثير من الابتزاز من جانب دول الخليج(الفارسي)".
المصدر: صحيفة المصريون
/انتهى/