تبريز فيروزة العالم الإسلامي بعمر يضاهئ الـ 6000 عام + صور


محافظة أذربيجان الشرقية بمركزية مدينة تبريز تتنوع فيها المعالم التراثية والطبيعية الرائعة في جميع نواحيها فتأريخها حافل بالأحداث ومتاحفها زاخرة بالآثار وطبيعتها متنوعة بتنوع بقاعها من جبال وسهول وتلال، وهذه المدينة كانت ذات يوم عاصمة للدولة الصفوية حيث ساهم أهلها بشكل كبير في خدمة الدين الإسلامي الحنيف.

خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.


يؤكد المؤرخون والمعنيون بتراث مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية أن الملك الصفوي إسماعيل المعروف بشاه إسماعيل أعلن في مدينة تبريز بأن التشيع هو المذهب الرسمي للدولة الصفوية التي حكمت إيران آنذاك وذلك في أوائل القرن السادس عشر الميلادي من منطلق اعتقاده بأن أهالي هذه المحافظة يكنون المحبة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) وهذا الأمر أفضى فيما بعد إلى انتشار هذا المذهب الحق في جميع نواحي البلاد.

وعلى هذا الأساس فقد أصبحت تبريز أول عاصمة شيعية في العالم الإسلامي وعبر انتشار التشيع فيها انتعشت النشاطات السياسية العادلة في جميع أنحاء إيران ومنذ تلك الآونة ترك هذا الأمر بصماته على فن العمارة في تلك الديار حيث نشهد اليوم آثاره في مختلف المباني القديمة والمساجد المزينة بالزخارف والنقوش الإسلامية الأصيلة.

وقد كانت لمدينة تبريز على مر العصور الريادة في شتى المجالات نظراً لمساعي أهلها الحثيثة وخلوصهم في العمل، وقبل سنوات اختارتها منظمة الأمم المتحدة كأجمل مدينة في العالم، وهي بالفعل كذلك فقد كانت على مر العصور تتلألأ في تأريخ إيران وتزين نواحيها الشمال غربية بجمالها الفريد من نوعه.

وقد وقع الاختيار على هذه المدينة كمدينة سياحية نموذجية للبلدان الإسلامية في المستقبل القريب وفي عام 2018 م بالتحديد، وهي أيضاً تعتبر مدينة عالمية من حيث الصناعات والحرف اليدوية وعلى رأسها حياكة السجاد وصناعة الأحذية الجلدية.

هناك أسباب عديدة أدت إلى نيل هذه المدينة مقاماً متقدماً من بين سائر المدن في البلاد ومن جملتها تعدد مساجدها وتنوع فنون العمارة فيها حيث كانت على مر العصور ملاذاً آمناً للمؤمنين وتفيد بعض الإحصائيات أن هذه المساجد يبلغ عددها 300 مسجد أهمها ما يلي: مسجد أستاد وشاكرد، مسجد إسماعيل خالو غلي، مسجد ثقة الإسلام، المسجد الجامع، مسجد الحاج صفر علي حجت الإسلام، مسجد حسن بادشاه، مسجد خزينه، مسجد دال ذال، مسجد سيد المحقّقين، مسجد صاحب الأمر، مسجد شاهزاده، مسجد صادقيه، مسجد ظهيريه، مسجد علي شاه، مسجد كاظميه، مسجد كبود، مسجد مجتهد، مسجد مقبره، مسجد ملا باشي، مسجد ميرزا صادق آغا، مسجد ميرزا مهدي قاري، مسجد قراملك.

 

السوق المسقف في تبريز هو أكبر سوق من هذا النمط في العالم بأسره ناهيك عن العديد من المعالم الأثرية والطبيعية المتنوعة في هذه المدينة وسائر نواحي محافظات أذربيجان الشرقية.

لم يبالغ من وصف تبريز بأنها فيروزة إيران فهي تتلألأ بين سائر المدن كالدر الناصع ومعالمها الأثرية والسياحية متناثرة في شتى ضواحيها ومن أبرزها: مقبرة الشعراء، خانه مشروطه، خانه قاجاريه، متحف أذربيجان، قلعة علي شاه، مسجد كبود، المبنى البلدي في ساحة الساعة، رصيف المشاة المسمى تربيت، دلفيناريوم باغلار باغي، العديد من المتاحف والمباني القديمة. فهذه الأماكن تستهوي السائحين الذين يفدون عليها سنوياً من شتى بقاع الجمهورية الإسلامية والعالم، حيث تستقبلهم ثلاثة فنادق ذات خمسة نجوم هي فندق بارس وشهريار وكايا إلى جانب 15 فندقاً والكثير من دور إقامة المسافرين.

وتجدر الإشارة إلى أن مدينة تبريز تعد مركزاً اقتصادياً في إيران لذا يقصدها المستثمرون من داخل البلاد وخارجها لاستثمار أموالهم في مختلف المشاريع فهناك الكثير من المصانع والمعامل الضخمة كمعامل الإسمنت والنسيج والسيارات والجرارات والدواء ومصافي النفط ومعامل البتروكيمياويات إلى جانب مصانع الوسائل المنزلية والأجهزة الدقيقة والمعدات بمختلف أنواعها والمناجم والصناعات الغذائية والمياه المعدنية وزراعة التبغ ومعامل النسيج والألبسة والجلود ناهيك عن الحرف اليدوية المتنوعة وعلى رأسيها حياكة السجاد وصناعة الأحذية وسائر الفنون الجميلة.

والسكان المحليون يلقبون مدينتهم بألقاب عديدة ومن أبرزها: مدينة بدون متسولين، مدينة الأنفاق والجسور، مدينة الأمن، مدينة الأجواء الصحية، مركز الاستثمار، ثاني مدينة صناعية في إيران، ثاني مدينة جامعية في إيران، ثاني مدينة تحتوي على مباني شاهقة في إيران، ثاني مركز للعلوم الطبية في إيران، ثاني مدينة في استقطاب السائحين في إيران، مدينة الشوكولاتا، مركز صناعة السيارات، مركز صناعة قطعات الغيار، مركز صناعة محركات الديزل في الشرق الأوسط، المدينة العالمية لحياكة السجاد.

وفيما يلي نذكر بعض المعالم الأثرية والطبيعية في محافظة أذربيجان بشكل مقتضبٍ:

 

* قرية " كندوان "  السياحية أنموذج على استيطان الكهوف في العهود السحيقة

مدينة " إسكو " هي إحدى المدن السياحية في محافظة أذربيجان الشرقية وما زاد من أهميتها وجود قرية " كندوان " السياحية والحديقة الكبيرة ومختلف المعالم التراثية والتأريخية فيها كما أنها لا تبعد كثيراً عن مدينة تبريز. 

الحديقة الكبيرة في مدينة إسكو هي في الحديقة أرض زراعية وسياحية وأجواؤها في فصل الصيف معتدلة مما جعلة مقصداً للمصطافين من شتى أنحاء الجمهورية الإسلامية وهي تبعد بضعة كيلومترات عن منطقة كندوان السياحية، ويمكن للسائح فيها أن يطلع عن كثب على حياة الكهوف للأسف في العهود السحيقة.

لا مثيل لهذه القرية السياحية إلا في منطقتي " كابادوكيه " التركية و " داكوتا " الأمريكية إلا أنها تختلف عنهما في مسألة هامة إلا وهي أن حياة الكهوف في تينك المنطقتين قد اندثرت إلى الأبد إلا أن هذه المنطقة ما زالت تشهد بعض أنماط حياة الكهوف القديمة في بعض قراها حيث يعيش الأهالي بين الجبال والصخور لكون هذه المناطق الغائرة في عمق الأرض دافئة في فصل الشتاء ومعتدلة في فصل الصيف.

* منطقة " آزاد أرس " أرض المصادر الطبيعية والسياحية

في الحدود الشمال غربية لإيران وفي محاذاة حدود كل من جمهورية أذربيجان وأرمينيا وجمهورية نخجوان تقع منطقة سياحية اسمها " آزاد أرس " ومع ذلك فهي تعتبر أكثر المناطق الحدودية أمناً في الجمهورية الإسلامية مما جعلها قطباً سياحياً هاماً ومحلاً لاستثمار الأموال.
هذه المنطقة السياحية الجميلة ذات أجواء عذبة وطبيعة خضراء وما يزيزد من روعتها نهر " أرس " الذي يجري في نواحيها وإلى جانب سفوح جبال " كيا مكي " التي تعتبر ملاذاً آمناً للحيوانات البرية لذلك اعتبرتها الحكومة محمية طبيعية إذ تقطنها مختلف أنواع الغزلان والظباء والماعز الجبلي والفهود الجبلية والدببة إلى جانب أصناف عديدة من الطيور المهاجرة.

* جبل " كنجي قالاسي "

جنوبي مدينة جلفا يقع جبل " كنجي قالاسي " والذي يقول علماء التربة إنه قد نشأ قبل أكثر من 38 مليون عام إثر انفجار بركان عظيم لذلك تتوفر فيه مناجم عديدة لمختلف المعادن وأحجار الرخام الخضراء.

* متنزه جبال " أرس "

من جملة المناطق السياحية في هذه المنطقة متنزه جبال " أرس " الذي تبلغ مساحته 26 هكتاراً، وكذلك حمام جلفا التراثي ومحمية " أرس باران " أو ما يسمى " إينان لو " وقرية " اشتبين " التي تنتشر فيها منازل جميلة مزينه بمختلف فنون الزخرفة وصخور الرخام المنقوشة التي يرجع تأريخها إلى العهد الصفوي، وكذلك شلال " آسياب " ونزل خواجه نظر " عباسي "، ومرقد السيد محمد نوجه مهر، وكنيسة " تشوبان "، ومباني " كردشت "، وكنيسة " استبنانوس ".

* مدينة مراغة عاصمة العهد الإيلخاني

مدينة مراغة بعد مدينة تبريز تعد ثاني أكبر مدينة في محافظة أذربيجان الشرقية حيث تحظى بمكانة مرموقة ثقافياً وسياسياً.
هذه المدينة في العصور السالفة كانت محاطة بجدار كبير تم بنائه في عهد الحاكم المغولي هولاكو في القرن الثامن الهجري، وفي أوائل العهد القاجاري كانت واحدة أكثر عشر مدن كثافة سكانية في إيران وقد شيد فيها أول معمل لصناعة السلاح.

هذه المدينة هي إحدى المدن التراثية الزاخرة بالمعالم الثقافية وتتضمن أكثر من 300 معلم تراثي وطني ومن جملتها: المزارات الخمسة، القبة الحمراء، البرج المستدير، القبة الزرقاء، قبة غفارية، برج " كوي "، مركز الرصد، مقبرة أوحدي.

وتحاذي مدينة مراغة أرياف جميلة تتنوع فيها المعالم الطبيعية وينابيع المياه المعدنية بكلا نوعيها الدافئة والباردة وأشهرها ما يلي: ينبوع المياه المالحة " سو "، ينبوع كشايش، ينبوع ساري سو، ينبوع قره بالتشيق، ينبوع إيستي بلاغ.

ويشهد التأريخ لهذه المدينة بإنجازات أبنائها العظيمة لذلك برزت فيها العديد من الشخصيات التي تألقت في أروع صفحات التأريخ وفي شتى التخصصات الأدبية والفنية والعلمية وعلى رأسهم الخواجة نصير الدين الطوسي والشيخ شهاب الدين السهروردي ومجد الدين الجيلي والإمام الفخر الرازي وصاموئيل بن يحيى بن عباس المغربي وابن عبري ومجد الدين محمد بن خليفة بن سيواسي الرومي.

* منطقة " أرس باران " جنة أذربيجان

مدينة " كليبر " أو " أرس باران " تقع في محاذاة منطقة آزاد آرس ونظراً لوفرة غاباتها الخضراء وارتفاع أراضيها عن سطح البحر فهي ذات أجواء معتدلة في فصل الصيف.
ومن أبرز معالمها التراثية قلعة جمهور أو كما تسمى قلعة " إقامت كاه "، ومركز قيادة الحاكم بابك خرم دين الذي انتفض على الحكم العباسي، وهذه الأماكن تستقر في قلب الغابات الجبلية الخضراء مما أضفى على المدينة جمالاً وروعةً.

ومن جملة معالمها الطبيعية والتراثية الأخرى ما يلي: مياه قلعة كندي المعدنية الدافئة، وادي بيغام، محمية آينا لو، المبنى التراثي في آينا لو، مكيدي دره سي، قلعة دره سي.

* مدينة " شبستر" في محاذاة بحيرة أرومية

تطل مدينة " شبستر " على ضفاف بحيرة أرومية الشهيرة وقبل أن تجف مياه هذه البحيرة كانت فيها العديد من الجزر الصغيرة والموانئ والكثير من الحيوانات البرية التي لا يكاد الإنسان يراها اليوم بعد أن دمرت بيئتها الطبيعية.

وتعتبر هذه المدينة واحدة من المناطق الدينية الهامة بمحافظة أذربيجان الشرقية لذلك أنجبت شخصيات عديدة أشهرها الشيخ محمود الشبستري الذي يعد أحد أبرز الشعراء والعرفاء في القرن الثامن الهجري.

وأما أهم معالمها الأثرية فهي كالتالي: شلال " سرك أند ديزج "، كنيسة سهرقه، بيداء " قوم تبه ".

 

* المعالم الأثرية والدينية في مدينة ميانه

مدينة ميانه هي الأخرى تزخر بالمعالم والآثار الطبيعية والتراثية، ولا سيما الدينية منها، ويمكن تلخيص أهم هذه المعالم فيما يلي: المسجد الجامع في تسويج، مقبرة الشيخ محمود الشبستري، مسجد ترك الحجري، مرقد السيد محمد، قيز كوربي سي، جسر دختر، قلعة نجف قلي خان التأريخية، نزل جمال آباد الأثري، بقعة السيد إسماعيل.