مباحثات آستانة و بداية نهاية الازمة السورية

على مدى ست سنوات كانت الازمة السورية محور الاهتمام العالمي وساحة للصراع الدولي، فبالاضافة الى الحرب الميدانية كانت هناك حروب وصراعات سياسية في مجلس الامن والامم المتحدة بين الدول الحليفة للدولة السورية والدول الداعمة للمجموعات الارهابية.

ولكننا الان نقف امام مرحلة جديدة وفرصة حل سياسي حقيقي للازمة السورية حيث يجتمع اليوم في آستانة عاصمة كازاخستان اللاعبون الاساسيون  بالاضافة الى الحكومة السورية ووفود المعارضة  لبدء حوار فعلي وحقيقي للوصول الى خارطة حل سياسي توقف الحرب ونزف الدماء، فما السبب الذي يجعل هذا المؤتمر مختلفا عن غيره و  لماذا توليه الاطراف الدولية هذا الاهتمام وتعول عليه لانهاء الصراع السوري؟

هناك عدة اسباب تجعل مؤتمر آستانة مختلفا عن غيره منها اسباب سياسية ومنها اسباب ميدانية عسكرية، ففي  جميع المؤتمرات السابقة كانت الاطراف الدولية الداعمة للمجموعات الارهابية لا تزال تعول على الميدان لتحقيق الانتصار واسقاط الدولة السورية وكانت ترفض اي محاولة حل سياسي واي محاولة تهدئة باعتبار انها تسيطر على مساحات واسعة من الاراضي السورية في ذلك الوقت، ولكن الوضع تغير فبعد التقدم الكبير للجيش السوري وحلفاءه واستعادة العديد من المدن والمناطق و تحريرها من الارهابيين وخاصة مدينة حلب عاصمة سوريا الاقتصادية وجدت هذه الدول نفسها مجبرة على التفاوض وعلى الجلوس مع الطرف الاخر المنتصر و الاقوى على الارض.

ومن الناحية السياسية يمتاز مؤتمر آستانة بالواقعية حيث ان جميع الاطراف المشاركة فيه ذات تأثير حقيقي على الازمة السورية فمشاركة كل من روسيا وايران الحليفين الاساسيين للدولة السورية ووفد الحكومة السورية من جهة  وتركيا وامريكا ومندوبي الفصائل المسلحة  من جهة ثانية يجعل اي اتفاق يمكن التوصل اليه قابل للتطبيق باعتبار ان الاطراف المشاركة تمتلك قوة تنفيذه، حيث انه في  جميع المؤتمرات السابقة كانت وفود المعارضة وفود سياسية ليس لها اي تاثير في الميدان وغير قادرة على الزام اي فصيل مسلح بأي اتفاق يتم الوصول اليه و لذلك كتب لها الفشل.

تتوجه جميع الانظار اليوم الى آستانة و ترتقب ما سيفضي اليه هذا المؤتمر وهذه المباحثات وهل سيكون نهاية للحرب السورية وايقاف لاراقة الدماء المستمرة منذ ست سنوات وبدء لمرحلة جديدة من العمل السياسي لانعاش سوريا واعادتها الى مكانتها ووضعها السابق.

/انتهى/