اقبال عربي كبير على مؤلفات الإمام الخامنئي حول فلسطين
تسنيم / خاص- على هامش المؤتمر الدولي السادس لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني، ازيح الستار عن الطبعة الجديدة من كتاب " فلسطين في فكر الإمام الخامنئي " مع نسختين مترجمتين إلى اللغتين العربية والإنجليزية.
وأفاد مراسل وكالة تسنيم أن دار نشر الثورة الإسلامية وزعت كتاب " فلسطين في فكر الإمام الخامنئي" الذي يتضمن بعض أحاديث قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام الخامنئي حول القضية الفلسطينية، ويتألف من ثمانية فصول تتمحور مواضيعها حول الهزائم والانتصارات والمسؤوليات والجرائم والحلول والأبطال والبصيرة والمستقبل الزاهر، وهو من تأليف الباحث سعيد صلح ميرزائي.
وقبل أن يتطرق مؤلف الكتاب إلى المحاور الأساسية في الموضوع، دون موضوعاً تحت عنوان الذكرى الثانية ليوم القدس العالمي حيث دوّن فيه خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في مصلى طهران بتأريخ 8 آب / أغسطس عام 1980 م.
بعض فصول الكتاب تتضمن خطابات السيد القائد حول يوم القدس العالمي الذي وصفه بعدة أوصاف، منها أنه يوم اجتماع جميع أهداف المسلمين في العالم في كلمة واحدة وجملة واحدة، ويوم الإسلام، ويوم الإنسانية، ويوم ثورتنا، ويوم إمامنا. وبعد أن ذكر سماحته أهمية هذا اليوم العالمي وفضله على سائر الايام، أكد على أن الثورة الإسلامية تعتبر القضية الفلسطينية بأنّها الأهم من كل القضايا الأخرى، فهي مسألة إنسانية وليست عربية أو إسلامية فحسب، وقال بأن الله تعالى وعد عباده بهزيمة بني إسرائيل مرة أخرى، وهذا الأمر سيتحقق إذ إن الصهاينة اليوم يرتكبون جرائم شنيعة ويروجون للتفرقة وإثارة الفتن، فهم كالغدة السرطانية التي ولدت بين البلدان الإسلامية، كما اعتبر أن الصهيونية أمر واليهودية أمر آخر.
وأكد سماحته على أن مساعدة الشعب الفلسطيني واجب شرعي، ولكن البلدان الإسلامية لا تؤدي واجبها على هذا الصعيد.
الطبعة الجديدة
الطبعة الجديدة من هذا الكتاب والتي نشرت تحت عنوان " فلسطين في فكر الإمام الخامنئي " دونت تحت إشراف سعيد صلح ميرزائي وازيح الستار عنها في المؤتمر السادس لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني، وقد كانت لإصدار النسخة السابقة لهذا الكتاب أصداء واسعة في داخل الجمهورية الإسلامية وخارجها، ومن أبرزها ردة فعل رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو في عام 2015 م حينما رفع هذا الكتاب في اجتماع منظمة الأمم المتحدة وزعم دون دليل بأنه يتضمن خطة للقضاء على اسرائيل.
ومن هذا المنطلق بادر مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء إلى إجراء مقابلة مع السيد سعيد صلح ميرزائي لتسليط الضوء على ما يتضمنه هذا الكتاب القيم، وفيما يلي نذكر جانباً من هذه المقابلة:
مراسل تسنيم: ما الفرق بين النسخة الجديدة من كتاب فلسطين وبين النسخ التي طبعت سابقاً؟
سعيد صلح ميرزائي: أحد الاختلافات بين هذه النسخة والنسخ السابقة هو إضافة خطابات سماحة السيد القائد علي الخامنئي (حفظه الله) حول القضية الفلسطينية التي ألقاها خلال الأعوام 2011 م إلى 2016 م، أي أننا حدثنا الكتاب.
كما أن النسخة المترجمة إلى اللغة العربية للكتاب لم تطبع سابقاً إلا مرة واحدة، لذا فالترجمة الجديدة قد أبصرت النور بإضافات جديدة وطبعت بأعداد كبيرة حيث لم تطبع قبل ذلك بهذا الكم، وهي تشابه النسخة الفارسية الجديدة من حيث المواضيع التي أضيفت لها، ناهيك عن أنه ترجم إلى اللغة الإنجليزية مع هذه التحديثات، ولكن هذه النسخة تختلف عن النسختين الفارسية والعربية أنها تتضمن مواضيع تتناسب مع ذوق الجمهور الناطق باللغة الإنجليزية.
مراسل تسنيم: ما أهمية المواضع الجديدة التي أضيفت للكتاب في طبعته الجديدة؟
سعيد صلح ميرزائي: هناك وجهتان فكريتان لهما أهمية على هذا الصعيد، فبعد عدة أيام من الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمجموعة السداسية الغربية، نشرت نسخة إلكترونية بصيغة PDF من قبل منشورات الثورة الإسلامية، والكيان الصهيوني بدوره اعتبر الكتاب نوعاً من التصادم معه، لذلك رفعه رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو في اجتماع الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في عام 2015 م وقال إن قائد الثورة الإسلامية يخطط للقضاء على إسرائيل. والرؤية الأخرى هي أن القضية الفلسطينية تعد من جملة القضايا الاستراتيجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ باكورة الثورة المباركة وستبقى كذلك حتى النهاية، فهي ليست مجرد قضية سياسية، وإنما هي من سنخ القضايا العقائدية الدينية.
التصريحات التي أدلى بها قائد الثورة الإسلامية منذ عام 2011 م حول القضية الفلسطينية تحظى بأهمية كبيرة، لذلك وجدنا من الضروري أن ندرجها في الطبعة الجديدة من الكتاب، ومن جملة ما ورد فيها مسألة من النهر إلى البحر التي تحدث عنها سماحته وكذلك آراؤه حول التيارات التكفيرية التي اجتاحت المنطقة والتي اعتبرها قد نشأت إثر تجاهل القضية الفلسطينية، كما تضمنت كلاماً لسماحته حول الصحوة الإسلامية الذي اعتبر فيه القضية الفلسطينية بأنها المعيار الأساسي لتقييم أهداف هذه الصحوة في مختلف البلدان. إذن، خطاباته القيمة خلال هذه السنوات تضمنت مباحث استراتيجية هامة للغاية، لذا وجدنا الضرورة تقتضي إضافتها للكتاب.
مراسل تسنيم: بما أنكم أشرفتم على إعداد هذا الكتاب القيم وكذلك على طبعته الجديدة، فما هو الفرق بينه وبين الطبعة القديمة؟ وهل يمكن تقسيم خطابات الإمام الخامنئي في أبواب معينة بحيث يتمحور كل قسم منها حول مسألة معينة؟
سعيد صلح ميرزائي: حينما يبادر القارئ الكريم إلى قراءة كتاب فلسطين، سيجد أن أول خطبة تطرق فيها السيد القائد يرجع تأريخها إلى السنة الثانية بعد انتصار الثورة الإسلامية وذلك في مناسبة يوم القدس عام 1980 م حيث ذكر سماحته في هذه الخطبة القيمة مواضيع في غاية الأهمية وأصبحت مبادئ ثابتة إلى يومنا هذا ولم يطرأ عليها أيّ تغيير يذكر.
يعتقد سماحته بأن أفضل حل للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي والقانوني هو إجراء استفتاء شعبي عام، كما يعتبر أن هدف الشعب الفلسطيني هو المقاومة ضد الظلم، لذا يجب على جميع المسلمين دعم هذا الشعب المظلوم؛ وهذه الأطروحات التي اقترحها موجودة ضمن كتاب فلسطين.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن آية الله العظمى السيد الإمام علي الخامنئي (حفظه الله) قد أبدع اصطلاحاً جديداً حول القضية الفلسطينية وأكد عليه في المؤتمر الذي عقد حول هذه القضية الإنسانية الإسلامية حيث اعتبر تحرير الأسرى الفلسطينيين بأنه تكتيك رباني، أي أن الله عزّ وجل ينصر المسلمين أحياناً في بعض المواجهات لكي يبقي الطمأنينة في أنفسهم بالنصر المؤزر الذي سيكرمهم به مستقبلاً، وأكد على أن هذا التكتيك الرباني قد تجلى في العديد من الانتصارات التي حققتها المقاومة الإسلامية، وبما فيها انتصار حزب الله لبنان على الجيش الصهيوني في حرب الـ 33 يوماً ، وانتصار حركة حماس في حرب الـ 22 يوماً وكذلك في حرب الثمانية أيام، وغير ذلك من أمثلة أخرى.
فضلاً عما ذكر فهذه النسخة تتضمن أيضاً مواضيع جديدة لم تكن موجودة في الطبعات السابقة، ومنها وصف سماحته للقضية الفلسطينية بكونها المحك الأساسي لمعرفة حقيقة المواقف والقضايا الأخرى، فهذا الموضوع لم يطرح سابقاً في خطاباته التي ألقاها حول القضية الفلسطينية. كذلك تتضمن مباحث حول التيارات التكفيرية الجديدة التي ظهرت مؤخراً، كما فيها مبحث حول رأي سماحته في زوال الكيان الصهيوني خلال مدة أقصاها 25 عاماً، وهذا الرأي يعد واحداً من المواضيع التي أسعدت الشعب الفلسطيني وكل إنسان حر ومحب للخير في العالم.
وقد أكد سماحته على ضرورة تفهيم المخاطبين بأن إسرائيل ليست سوى كيان جائر منحط، حيث شبهها بالحيوان، وكما هو معروف فهو يؤكد بشدة على ضرورة مراعاة الأخلاق لكنها وصف هذا الكيان اللقيط بهذه الأوصاف بغية إثبات دناءة الفكر الصهيوني للمخاطبين؛ وهذا الخطاب قد ترسخ في الآونة الأخيرة.
وبشكل عام يمكن القول ان هناك آراء جديدة طرحها سماحة السيد القائد في السنوات الخمس الماضية تتناغم مع ما طرحه في الفترة الماضية، لذا اقتضت الضرورة إضافتها للكتاب.
مراسل تسنيم: ترجم الكتاب سابقاً إلى اللغة العربية، فهل أجريت دراسات حول ردود الأفعال التي صدرت بالنسبة إليه؟
سعيد صلح ميرزائي: قبل سنوات بادر البعض إلى ترجمة الكتاب للغة العربية بشكل تطوعي في بعض البلدان العربية، ولكنها لم تكن ترجمة على نطاق واسع ولم تتبناه دور النشر، بينما الترجمة الجديدة قد صدرت في إطار منظم وشمولي، وإضافة إلى العربية فقد تمت ترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية أيضاً.
والأمر الذي يدعو للسرور أن بعض الشبان العرب في الصحوة الإسلامية قد اعتقلوا في مطار القاهرة الدولي إبان حكومة حسني مبارك لأنهم اقتنوا النسخة العربية من كتاب فلسطين.
وازيح الستار عن الطبعة الجديدة من هذا الكتاب القيم تحت عنوان " فلسطين في فكر الإمام الخامنئي " في المؤتمر السادس لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني.
/انتهى/