"المعارضة السورية" المسلحة تذهب إلى جنيف برؤوس مقطوعة!
دمشق - تسنيم: تساؤلات كثيرة تطرح، عن سبب إقدام تنظيم "داعش" الإرهابي، شن هجوم على مواقع المسلحين في الجنوب السوري، خاصة وأن الأمر يتزامن مع إعلان الفصائل المسلحة معركة "الموت ولا المذلة" ضد مواقع للجيش السوري في حي "المنشية" بمدينة درعا على الحدود الأردنية، فهل للأردن دور في هذا الحراك أم أن الأمر متعلق بمؤتمر جنيف الذي يعقد حالياً بين الحكومة السورية والمعارضة.
قبل حوالي شهر أعلنت الأردن عن ضربات جوية نفذها سلاحها الحربي على مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في الجنوب السوري، تبعتها تصريحات من مسؤولين أردنيين يعبرون عن رفضهم المطلق لأي وجود إرهابي قرب الحدود الشمالية مع سوريا، وهو ما يشكل حجة للأدرن كي يتدخل بشكل مباشر، على غرار ما حصل في الشمال السوري مع تركيا، إلا أن الأمر يبقى مجرد تكهنات في الوقت الحالي، خاصة وأن الجيش السوري بات يملك زمام المبادرة جنوباً أكثر من أي وقت مضى.
الجيش السوري تمكن مؤخراً من إفشال معركة الإرهابيين "الموت ولا المذلة"، والتي كانت تهدف للسيطرة على حي "المنشية" داخل مدينة درعا، ولم ينجح الضخ الإعلامي، والتحضيرات العسكرية لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، في تحقيق أي نصر يذكر للإرهابيين، فالمجموعات المسلحة بذلت أقصى ما تستطيع من تخطيط عسكري ولوجستي وإعلامي لخوض معركةِ صغيرة تهدف لاحتلال حيّ واحد فقط، إلا أنها فشلت في النهاية.
بالتوازي مع ذلك، وفي إطار الحرب المستمرة بين الجماعات المسلحة من جهة وتنظيم "داعش" الإرهابي من جهة ثانية، فقد أعلنت الفصائل المسلحة سيطرتها على بلدة "جلين" بالريف الغربي لمدينة درعا، وذلك بعد معارك عنيفة مع ما يسمى "جيش خالد بن الوليد" المرتبط بتنظيم "داعش"، خلفت عدداً من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.
وتأتي هذه السيطرة بعد ساعات قليلة من دخول "جيش خالد" إلى البلدة، حيث شنت الفصائل المسلحة، هجوماً معاكساً واسع النطاق على بلدة "جلين" الاستراتيجية، وتمكنت بعد معارك عنيفة، من إحكام سيطرتها على مركز البحوث والشركة الليبية داخل البلدة، وإخراج جميع مقاتلي جيش "خالد" منها.
المرصد السوري المعارض، أقر بأن المعارك بين "داعش" وباقي الفصائل المسلحة أوقعت أكثر من 132 قتيلاً منذ بدايتها حتى اليوم، إضافة إلى عشرات الجرحى في صفوف الطرفين.
إلى ذلك نشرت مواقع معارضة صوراً تظهر رؤوساً مقطوعة، قيل إنها تعود لمقاتلين من "جيش خالد بن الوليد"، تم قتلهم أثناء محاولتهم اقتحام بلدة "حيط"، فيما نشر المكتب الإعلامي لتنظيم "داعش"، بالمقابل، صوراً لمقاتلي المجموعات المسلحة برؤوس مقطوعة، تم رميهم في عدد من أحياء المعارضة.
المعارضة السورية المسلحة لم تُقطع رؤوسُ مقاتليها فقط في درعا، فهي تذهب اليوم إلى مؤتمر جنيف الرابع، فاقدة لأدنى قدرة لها على المواجهة، خاصة وأنها تعرضت خلال الفترة الماضية لخسائر استراتيجية في عديد من المواقع، بمختلف المناطق السورية، فبعد أن كانت تحمل سابقاً إلى جنيف أوراقاً لتفرض أموراً في المفاوضات، ها هي اليوم تذهب إلى جنيف من دون أوراق رابحة تفاوض عليها، بعكس الحكومة السورية التي تحقق إنجازات نوعية، بمختلف الميادين، حيث بات الجيش السوري على مشارف تدمر، ويحقق تقدماً في شرق وغرب مدينة حلب، واستعاد المبادرة في دير الزور، ووسع الطوق الأمني حول العاصمة دمشق، إضافة إلى إفشال هجمات المجموعات المسلحة في الجنوب السوري.
/انتهى/