روسيا لن تخضع للرغبات الاسرائيلية بشأن إيران

أكد الخبير في الشؤون الدولية "سيد رضا مير طاهر" أن روسيا تتخذ قراراتها بما يتوافق مع مصالحها الوطنية، وأنها سوف لن تخضع لأي ضغوط صهيونية في إتخاذ أي أجراء حيال إيران.

وفي تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء أشار مير طاهر إلى العلاقة بين روسيا والكيان الصهيوني، قائلاً: إن العلاقات بين الطرفين لها تاريخ طويل، إلا أن هذه العلاقة لم تكن يوماً قد تخطت الحدود المعينة لها، مبيناً أن الجانبين كانا محتفظين على هذه العلاقة.

وتابع الخبير في الشؤون الدولية أن مليونين من سكان الكيان الصهيوني هم من يهود الإتحاد السوفيتي السابق، حيث إستوطنوا الأراضي المحتلة بعد تفكك وإنهيار الإتحاد السوفيتي.

وأضاف مير طاهر أن هؤلاء المهاجرين اليهود يتبوأون مناصب هامة في الكيان الصهيوني، كأفيغدور ليبرمان وزير الحرب الحالي في كيان الإحتلال الذي ينحدر من مولدافيا التي كانت جزءً من الإتحاد السوفيتي السابق، وعليه فإن الروس سينظرون على الدوام إلى مثل هؤلاء المهاجرين على أنهم حركة نفوذية، وسيأخذون هذا الأمر بعين الإعتبار في أي قرارات سيقدمون على إتخاذها.

وفيما يخص رؤية موسكو حيال القضية الفلسطينية فقد أكد الخبير في الشؤون الدولية رضا مير طاهر أن روسيا تؤمن بضرورة اقامة دولتين مستقلتين في الأراضي المحتلة، بينما الكيان الصهيوني لا يؤمن بهذا الأمر على الإطلاق، حيث يواصل مجازره وبناء المستوطنات.

وأشار مير طاهر إلى التعاون الروسي الإيراني وتأثير ذلك على الكيان الصهيوني، قائلاً: في الحقيقة فإن موسكو تتعاون مع ألد أعداء الكيان الصهيوني في المنطقة، الأمر الذي أثار حفيظة المسؤولين الصهاينة، حيث قام هؤلاء المسؤولون بزيارات متعددة لموسكو طالبوا خلالها روسيا بفرض قيود على تزويد إيران بالأسلحة.

وذكر الخبير في الشؤون الدولية أن الكيان الصهيوني يرى كل ما من شأنه تعزيز القدرات العسكرية لإيران خطراً على هذا الكيان، مبيناً أن تل أبيب سعت قبل التوصل للإتفاق النووي إلى تقليص التعاون النووي بين روسيا وإيران.

وأضاف مير طاهر أن السياسة الخارجية للكيان الصهيوني ترى أنه لا ينبغي لأي دولة في منطقة الشرق الأوسط الحصول على التنكولوجيا النووية، في الوقت الذي إستطاعت فيه إيران الوصول إلى مستوى كبير في هذا المجال، وعليه فإن هذا الإنجاز يعتبر خطاً أحمراً بالنسبة للكيان الصهيوني، ويشكل قلقاً كبيراً لها.

وأكد الخبير في الشؤون الدولية أن إستمرار الأزمة السورية سيكون من مصلحة الكيان الصهيوني، قائلاً: إن الأزمة السورية ستتسبب بإشغال إيران، وحزب الله، وإستهلاك المصادر المالية والعسكرية لمحور المقاومة، وبالتالي الإنشغال عن القضية الفلسطينية، إلا أن التواجد النشط لإيران في سوريا، وتغيير ميزان القوى لصالح حكومة الرئيس الأسد، قلب الأوضاع تماماً لتصبح ضد الكيان الصهيوني، وهذا هو الذي تسبب بمساعي الإحتلال لتغيير النهج الروسي في المنطقة.

وفي ما إذا كان الكيان الصهيوني سينجح في تغيير الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية، أجاب مير طاهر أن الصهاينة سيستخدمون جميع أدواتهم للوصول إلى الأمر، إلا أن التجارب السابقة أظهرت أن روسيا تتمتع بسياسيين ذوي خبرة ونظرة بعيدة، وليس من السهل أن تقع موسكو في فخ اللعبة الصهيونية.

وأوضح الخبير في الشؤون الدولية أن الروس يتخذون قراراتهم بناءً على ما تقتضيه مصالحهم الوطنية، وأنهم ليسوا مستعدين لتقبل الظروف الإسرائيلية فيما يخص إيران، مؤكداً انه حتى وإن حدث تغيير في الموقف الروسي حيال إيران، فإن ذلك لن يحدث نتيجة ضغوط اللوبي الصهيوني أو باقي أدواته، بل بسبب الملصلحة الوطنية الروسية.

وختم مير طاهر بالقول أن على إيران أيضاً متابعة تطورات ومواقف روسيا بشكل دقيق، بحيث أن تدرك موسكو أن الجمهورية الإسلامية تتعبر قوة على التراب السوري، وأنه لا يمكن إحداث أي تغيير في المعادلات الإقليمية من دون موافقة إيران.

/انتهى/