المقداد: العدوان نفّذ لإضعاف قدرة الجيش السوري على محاربة الإرهاب


قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للميادين "إننا نربط العدوان الأميركي بالانتصارات التي حققناها، ونربطه بفشل عدوان إسرائيل الأخير على سوريا ، محذراً الدول العربية التي أيّدت الضربات الأميركية على سوريا لأنها ستدفع ثمناً باهظاً.

واضاف نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد إنّ سوريا لا توجد أمامها خيارات كثيرة، معتبراً أنّ الخيار الأول هو النصر والخيار الثاني هو الاستمرار في مكافحة الإرهاب على الأرض السورية، وتابع "بذلك نخدم الهدف العالمي في الحرب على الإرهاب وفي تخليص شعبنا من آفة الإرهاب.

وفي حديث مع قناة الميادين، أضاف المقداد "أنا أربط كل ما حدث عمليّاً بنجاح الجمهورية العربية السورية سواء كان ذلك في أستانة حيث حضرنا ولم يحضر الآخرون، وخاصة الذين تدعمهم الولايات المتحدة الأميركية وتركيا وتدعي أنهم معارضة معتدلة، في الوقت الذي أكدنا فيه من جانبنا على أنهم ما زالوا إرهابيين وما زالوا يخدمون المخططات التي تضر بسوريا وتضرّ بطرق حل الأزمة".

ووصف المقداد بعض الأطراف المعارضة التي شاركت في مباحثات جنيف بـ "المعارضة الساقطة وغير الموثوقة والمعارضة الإرهابية"، متّهماً إياها بأنّ لا تهتم بعملية السلام بمقدار ما تهتم بعملية فبركة اداعاءات تخدم إعادة الأجواء إلى ما كانت عليه في بداية الأزمة وخاصة بعد أن تخلّصت الحكومة السورية بشكل كامل من برنامجها الكيميائي.

العدوان الأميركي نيتجة فشل العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا

واعتبر نائب وزير الخارجية السورية أنّ العدوان الأميركي جاء بعد فشل العدوان الإسرائيلي على سوريا. وتابع المقداد "العدوانان لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. لذلك يأتي هذا العدوان الجديد خدمة للمجموعات الإرهابية المسلّحة التي بدأت تعاني من الضربات التي وججها الجيش العربي السوري لها مؤخراً سواء في دمشق أو في شمال حماة".واتهم المقداد الولايات المتحدة بأنها ملتزمة بدعم الإرهابيين في سوريا لتحقيق أهداف إسرائيل من جهة ولإضعاف سوريا أمام ما تريده هي والدول الغربية من جهة أخرى.وأكد المقداد أنّ "العنوان الأساسي إذا أرادت أي دولة في العالم أن تحارب الإرهاب هو الجيش السوري وحلفاؤه وأصدقاؤه، الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل قهر الإرهاب وإعادة سوريا موحدة وتحقق ما يريده الشعب السوري من دون أي تدخل خارجي".

ما قامت الولايات المتحدة عدوان موصوف

وقال نائب وزير الخارجية السورية إنّ "ما قامت به الولايات المتحدة الأميركية هو عدوان موصوف بموجب القانون الدولي وتتواجد كافة العناصر التي ينص عليها قرار العدوان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في مطلع السبعينيات من القرن الماضي".

ورأى المقداد أنّ الولايات المتحدة تجاوزت دورها كعضو دائم في مجلس الأمن. وأضاف "يجب عليها أن تحافظ على ميثاق الأمم المتحدة وعلى دور مجلس الأمن الدولي في حل المشكلات الكونية. هي تتناقض من خلال اعتدائها الموصوف على الجمهورية العربية السورية مع دورها كعضو دائم في مجلس الأمن ومع مسؤولياتها الدولية وتهدد الأمن والسلم ليس في المنطقة فحسب بل في العالم".

وذكّر المقداد بما قام به سلاح الجو الأميركي منذ أشهر من غارات على جبل ثردة في دير الزور ضد  الجيش السوري.

إسرائيل تعرف أنّ الموقف السوري هو الوحيد الداعم للشعب الفلسطيني

وأشار المقداد إلى أنّ إسرائيل فشلت في عدوانها الأخيرة في تحقيق أهدافها، كما فشلت في إضعاف الوضع السياسي في سوريا، مضيفاً أنّ "إسرائيل تعرف أنّ الموقف السوري هو الموقف الوحيد الداعم لقضية الشعب الفلسطيني العادلة، وتعرف إسرائيل أنها قدمت الكثير من الدعم سواء لجبهة النصرة أو لداعش على خط فصل القوات في الجولان العربي السوري وفشلت كل هذه المحاولات".وأكد المقداد أنّ إسرائيل جزء لا يتجزّأ من العدوان على سوريا،معتبراً أنه "يخطئ من يعتقد أنّ إسرائيل لم تكن في قلب العدوان على سوريا منذ بداية الأحداث".ولفت المقداد إلى دعوة المجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر إلى الانعقاد الجمعة، كدليل على انخراط إسرائيل في ما يجري في بلاده. وتابع "أنا أعتقد أن هذا المجلس عقد مئات الاجتماعات لمتابعة كل ما يجري في سوريا من قتل ولتقديم الدعم للإرهابيين على خطوط التماس وتقديم الأسلحة. حتى الأمم المتحدة اعترفت بذلك، وفي التقرير الأخير الذي صدر عن قيادة قوة الأندوف عندما قالوا أنهم أثبتوا حصول اتصالات تقوم بها المجموعات الإرهابية في سوريا مع الجيش والمخابرات الإسرائيلية".واتهم المقداد كلا من السعودية والبحرين والإمارات والأردن بالتضامن والتحالف مع إسرائيل، وبالمشاركة في العدوان على سوريا ودعم الإرهاب وتمويله.وشدّد المقداد على أنّ الأردن لم يتوقف عن دعم الإرهابيين، معتبراً أنّ الشعب الأردني والجيش الأردني لا يمكن أن يبقى صامتاً.

أردوغان مجرم قاتل فتح الحدود للإرهابيين

ووصف المقداد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بالمجرم القاتل، وأنه فتح الحدود للإرهابيين. ورأى المقداد أنّ الشعب التركي هو المسؤول عن محاسبة أردوغان.وتساءل المقداد "ماذا نتوقع من أردوغان ونظام الإخوان المسلمين في تركيا الذي دعم كل الإرهابيين وأدخل ما لا يقل عن 400 ألف إرهابي إلى سوريا"؟

نحيّي روسيا على ردّ فعلها

وحيّا المقداد روسيا على ردّ فعلها على العدوان الأميركي على سوريا، وعلى "سياستها الملتزمة بميثاق الأمم المتحدة ومكافحة الإرهاب التي يقودها بوتين وتقودها الدبلوماسية الروسية بكلّ حكمة وانسجام مع القانون الدولي".وأشار المقداد إلى أنّ روسيا دعت إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة ما قام به الولايات المتحدة، كما طالبت الحكومة السورية بعقد جلسة طارئة فورية في نفس الإطار.

ستفشل الولايات المتحدة الأميركية بلعب دور الشرطي

وأكد نائب وزير الخارجية الروسية أنه إذا أرادت الولايات المتحدة أن تلعب دور الشرطي فإنّها ستفشل. وأضاف "سمعنا في الحملة الانتخابية لترامب أنه لا يريد لعب هذا الدور، وأنه يريد إرساء قواعد جديدة في العمل الدولي"، معتبراً أنه "حينما وصل ترامب إلى السلطة وهو كباقي رؤساء الولايات المتحدة الذين يتحدثون بلغة مزدوجة المعايير، يصبحون شرطة دولية من أجل تحقيق المصالح في المنطقة والعالم".ورأى المقداد أنّ الولايات المتحدة اليوم تقدم أكبر خدمات لداعش وجبهة النصرة، قائلاً إنّ داعش وجبهة النصرة الإرهابيّتَيْن "تنفذان بشكل مباشر أو غير مباشرة التعليمات التي تأتيها من واشنطن وتل أبيب وقاعدتها الأساسية في السعودية وقاعدتها الثانية في تركيا". وتابع المقداد "ما دامت هناك مواقع لتجييش الوضع في المنطقة أو لحشد جهود الإهابيين في المنطقة، خاصة من خلال غرفة عمليات عمّان وغرفة عمليّات أنطاكية، فإنّ مطلوب منا مواجهة هذا الوضع في سوريا في إطار الحرب التي يخوضها الجيش العربي السوري ببطولة على الإرهابيين".وأكد المقداد أنّ الحكومة السورية لا تملك أية أسلحة كيميائية، وأنها تخلّصت منها وأرسلتها إلى الدول الغربية، وأضاف "هم يعرفون أنه لا توجد في سوريا إطلاقاً، أو لدى الجيش السوري أو حلفاءه أي مواد كيميائية".واتهم المقداد أجهزة المخابرات الأميركية والسعودية والتركية والإسرائيلية بفبركة مسألة الأسلحة الكيميائية، من أجل شن عدوان على سوريا، من أجل ان تهيمن الولايات المتحدة على العالم.

المصدر: الميادين

/انتهي/