كيف تمرّ ساعات الانتظار قبل لقاء الأهالي القادمين من الفوعة وكفريا؟ +فيديو وصور


تسنيم - حلب : لا تقلّ معاناة الأهالي الذين ينتظرون ذويهم خارج الفوعة وكفريا عن معاناة من بقوا محاصرين في الداخل، فالحنين والاشتياق والآلام مشتركة بين الأب الذي ينتظر وصول زوجته وأطفاله أو الفتاة التي تنتظر أمها وأخواتها.

تلتقي مراسلة تسنيم في معبر الراموسة جنوب حلب، بأحد الآباء الذين ينتظرون وصول عوائلهم من الفوعة وتسأله: أخبرنا من تنتظر هنا، يجيبها: "أنتظر أهلي وأولادي وإخوتي وزوجتي وأهل قريتي" تسأل المراسلة: "كم من الوقت وأنت هنا تنتظر؟" يقول "منذ البارحة في الساعة 2 ظهراً متواجد هنا عند جسر الراموسة، ونمت بسيارتي وما زلت أنتظر"

تسأل المراسلة: "هل تتوقع أن يصل أهلك في هذا اليوم؟ يجيبها الرجل: "بإذن الله، نحن موعودون، إلا إذا مكروا (المسلحون)، لأننا لدينا تجربة معهم، فالمرة الماضية أبقوا الناس في الحافلات 5 أيام، وفي المرة السابقة، بنت أخي طفلة صغيرة بقيت ثلاثة أيام داخل الحافلة دون أن تتمكن حتى من النزول لدخول المرحاض"

 

تسأل المراسلة: "متى كانت آخر مرة تواصل فيها مع أهلك؟ يجيبها "منذ ساعتين تقريباً، ولكن قبلها منذ شهر لم أتحدث معهم، قالوا لي أنهم يتمنون الخروج وأن يروا الحرية، لأنهم يعيشون في سجن والسجن فيه حرمان وجوع وعطش وفقر وظلم وقهر ونار، هذه النار والقذائف وصواريخ "الفيل" كانت تنزل عليهم بشكل يومي، لم يتركوا نوعاً من أنواع السلاح إلا واستهدفوا الأهالي بها"

أضاف الرجل: "بالأمس قامت الدنيا ولم تقعد على قنبلة أو كما وصفوه كيماوي، وهو موجود بمستودعات المسلحين وقد انفجر لديهم، ونحن سقط على رؤوسنا في كفريا والفوعة أكثر من 70 ألف قذيفة وصاروخ ما يعادل قنبلة ذرية على الأطفال والنساء من خمس سنوات حتى الآن، لدينا أكثر من 5000 شهيد"

تسأل المراسلة: "كم من الوقت لم ترَ أطفالك" يجيبها " منذ عامين ونصف، وأتمنى أن يخرجوا جميعاً، وأن نجتمع بهم ونحن لن تتم فرحتنا حتى نعود إلى بلدنا"

تقول إحدى السيدات اللواتي ينتظرن أهلهم القادمين من الفوعة: "أنا الآن أنتظر على معبر "الراموسة" وأنتظر وصول والدتي التي ترافقها أختي وأولادها، وأرجو أن يصلوا بخير فأنا أنتظر هم هنا منذ الصباح"

تسأل المراسلة هل تتوقعين ان تتم اليوم عملية التبادل، تجيب السيدة: "نعم بإذن الله وقد سمعت أن دفعة من الذين خرجوا من الفوعة، عادوا من منطقة الصواغية إلى داخل الفوعة، والدفعة الأخرى تابعت طريقها إلى حلب، وأتمنى أن يكون أهلي في هذه الدفعة" مشيرة إلى أنه ما زال هناك عدد من أهلي داخل البلدة ولم يخرج منهم إلا أمي وأختي"

/انتهى/