سنقوم بضرب أي تحرك للإرهابيين عندما يحاولون خرق اتفاق آستانة


قال الرئيس السوري بشار الاسد ان القوات السورية ومعها القوات الروسية وبالدعم الإيراني ومعنا حزب الله سنقوم بضرب أي تحرك للإرهابيين عندما يحاولون خرق اتفاق آستانة.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان الرئيس السوري بشار الاسد اشار في مقابلة مع قناة "او ان تي" البيلاروسية إلى أن المبادرة الروسية بإنشاء مناطق لتخفيف التوتر في سورية هي كمبدأ فكرة صحيحة وأن سورية دعمتها منذ البداية، موضحاً أن الهدف منها هو حماية المدنيين في هذه المناطق وإعطاء فرصة لكل من يريد من المسلحين إجراء مصالحة مع الدولة كما حصل في مناطق أخرى وهي أيضاً فرصة لباقي المجموعات التي تريد طرد الإرهابيين وخاصة "داعش" و"النصرة" من هذه المناطق "فهي لها أكثر من جانب ولكن الجانب الأهم بالنسبة لنا مبدئياً هو تخفيف نزيف الدماء في تلك المناطق ريثما تكون هناك خطوات سياسية محلية بيننا وبين المجموعات الموجودة".

وأشار الأسد إلى أن الشعب السوري لم يفاجئه ما يحدث الآن فكل الأكاذيب التي طرحت في البداية كانت واضحة له، مؤكداً أن الغرب ومع كل التقدم الموجود لديه لا يفهم هذه المنطقة بالعمق، هو اعتاد على مجموعة من المسؤولين العملاء الذين ينافقونه من أجل مصالحهم الشخصية أما الحالة الوطنية الحقيقية المتمثلة بالمفاهيم الاجتماعية العميقة المتراكمة في هذه المنطقة فلا يفهمها المسؤولون الغربيون على الإطلاق لذلك فشلوا.

"داعش" و"النصرة" وأردوغان لديهم العقيدة نفسها

وفي معرض رده على سؤال حول  الأمور على الجبهة وضد من يحارب الجيش؟ ضد المعارضة؟ ضد مقاتلي "داعش"؟ أم ضد القوى الخارجية؟، قال الاسد، الحقيقة لا نستطيع أن نفصل بين كل هؤلاء، "داعش" و"النصرة" لديهما العقيدة الوهابية نفسها، والعقيدة الإرهابية نفسها، "داعش" و"النصرة" وأردوغان، وهو من الأخوان المسلمين، أيضاً لديهم العقيدة نفسها، طبعاً أيضاً مع آل سعود ومع آل ثاني في قطر، كل هذه المجموعات تجمعها العقيدة الوهابية المتطرفة، كل هؤلاء هم أدوات في يد الولايات المتحدة.

وأضاف، أنا لا أقول في يد الغرب، لأن أوروبا الغربية غير موجودة عملياً على الخارطة السياسية، أوروبا تنفذ ما تريده منها أميركا، ومن دون أي اعتراض، فإذاً كل هؤلاء يعملون تحت القيادة الأميركية، لذلك سواء قلنا، قوى خارجية أو "داعش" و"النصرة" أو غيرهم فالمدير واحد، والممول واحد، وهم جهة واحدة، ولكن تتنوع الأسماء وتتغير التكتيكات.

المبادرة الروسية كمبدأ، صحيحة

وحول المذكرة الموقعة في أستانا بخصوص مناطق تخفيف التصعيد يمكن اعتبارها نجاحاً كبيرا حتى هذا اليوم لعملية المفاوضات، اشار الاسد الى ان  المبادرة الروسية كمبدأ، هي صحيحة، ونحن دعمناها منذ البداية لأن الفكرة صحيحة، يبقى إذا كانت ستعطي نتيجة أم لا فذلك يعتمد على التطبيق، هل ستستفيد المجموعات الإرهابية من هذه الفرصة؟ هل ستقوم الدول الأخرى، خاصة الغربية، التي تدعي افتراضياً بأنها تدعم هذه المبادرة، هل ستقوم بإرسال المزيد من الدعم اللوجستي من مال وسلاح ومتطوعين لهؤلاء الإرهابيين لكي يعودوا لخرق هذه المناطق؟.

وأضاف، وبالتالي إعادة الوضع إلى الصفر، هذا احتمال كبير، وهذا ما حصل سابقاً، المبادرات السابقة فشلت ليست لأنها خاطئة، وإنما فشلت لأن تلك الدول تدخلت من أجل إعادة تصعيد الموقف من الناحية العسكرية، لذلك نتمنى أن تكون هناك فرصة الآن لتلك الدول أن تعرف بأن أي تصعيد سيفشل، لأن القوات السورية ومعها القوات الروسية وبالدعم الإيراني ومعنا حزب الله سنقوم بضرب أي تحرك للإرهابيين عندما يحاولون خرق هذه الاتفاقية.

اتهامات المنظمات الدولية محاولة تحريض البعض من الساذجين في سوريا

وحول محاولة المنظمات الدولية اتهام الحكومة السورية بأنها تخرق حقوق الإنسان انطلاقاً من المبدأ العرقي، ومن جهة أخرى هناك من يرى فيما يحدث أنه المرحلة الأولى لتجزئة سورية، قال الرئيس السوري، هذا نوع من محاولة تحريض البعض من الساذجين في سورية بأن هناك تغييراً ديموغرافياً، هذا كلام غير صحيح ومعظم السوريين يعرفون أن هذا الكلام غير صحيح، وأنت لو قمت الآن بزيارة معظم المناطق التي تمت فيها المصالحات فسترى أن السكان موجودون، إذاً، لماذا نرحل جزءاً ولا نرحل الجزء الآخر، نبقي جزءاً آخر؟ لماذا لا نطلب من الجميع أن يخرجوا من المناطق؟ الحقيقة، الدولة لا تخرج أحداً، عملية المصالحة تترك الخيار لأهالي المنطقة بأن يبقوا إن أرادوا أو أن يذهبوا، وتترك الخيار للمسلحين أن يبقوا أيضاً إن أرادوا تسليم السلاح ويقوموا بتسوية الوضع قانونياً أو أن يذهبوا إن لم يكونوا راغبين.

وأضاف، الحقيقة معظم المسلحين الذين يخرجون من تلك المناطق هم الذين يرفضون المصالحة والمدنيون الذين يخرجون معهم هم من أهاليهم، من عائلاتهم، فيخرجون مع بعضهم البعض، أما الدولة فلا تطلب من أحد أن يخرج، ثانياً، الدولة إذا أرادت أن تجري التغيير فلا بد أن تأتي بأشخاص من مناطق أخرى وتضعهم مكان السكان الأصليين، المناطق التي خرج منها سكانها بفعل الأعمال الإرهابية ما زالت فارغة حتى الآن، لم يسكن فيها أحد على الإطلاق، وما زالت الملكيات كما هي بأسماء السكان أو المالكين الأصليين لتلك المناطق، فهذا الكلام غير صحيح وليست له قيمة من الأساس.

/انتهى/