ما هي أبعاد الوجود الأمريكي جنوب سوريا والغايات "الإسرائيلية"


دمشق - تسنيم: قال الإعلامي الميداني السوري من المنطقة الجنوبية في حديثه لمراسلة تسنيم في دمشق: إن أي اعتداء أمريكي محتمل جنوب سوريا سيصب في النهاية لمصلحة "إسرائيل"، لافتاً أنه ليس من مصلحة أمريكا على الإطلاق أن تحارب داعش في المنطقة.

وتعليقاً على الحشود العسكرية الأمريكية الكبيرة على الحدود الأردنية السورية والأهداف المحتملة من هذا الوجود، قال الإعلامي السوري علي الأعور: "لا يمكن الفصل بين الزخم الإعلامي الكبير والترويج للحشودات العسكرية الأمريكية الأردنية على الحدود الجنوبية لسوريا وبين ما يحدث على الأرض السورية، فمن خلال تجربة السنوات الماضية للحرب السورية، نستنتج أنه كلما تقدم الجيش وحقق انتصارات على الأرض، كان هناك ردود أفعال خارجية من دول تعادي سوريا ودورها ومحورها المقاوم"

مضيفاً "باعتباري ابن محافظة السويداء القريبة جداً من الحدود الأردنية ومن خلال قربي من الملفات الميدانية في المنطقة، أعتقد أن هذا الزخم الإعلامي الكبير قد يكون له بعدان؛ البعد الأول ربما هو ذريعة لـ "إسرائيل" كي تتمادى أكثر باعتداءاتها، وقد شهدنا خلال الأشهر الثلاثة الماضية اعتداءات متتالية من قبل الكيان الصهيوني على نقاط عدة في سوريا"

وتابع الأعور: "البعد الثاني هو زيادة الضغط النفسي على المواطن السوري الذي يعاني من ويلات الحرب من جهة ومن الظروف الاقتصادية الصعبة من جهة أخرى"

واعتبر الإعلامي السوري أنه"صعب جداً أن يقوم العدو الأمريكي مع القوات العربية وحتى "الإسرائيلية" الموجودة في تلك المناطق بالتأثير ولو بقيد أنملة في المنطقة الجنوبية لسوريا؛ درعا والسويداء لأن هذا البلد لديه جيش عقائدي وشعب متمسك بالأرض وإذا ما دخلت هذه القوات واعتدت علينا فإنها لن تخرج سالمة"

وعن المعلومات التي تتحدث عن تحرك للقوات السورية والحلفاء باتجاه الحدود الأردنية بالتزامن مع إعلان وجود قوات ومدرعات أمريكية، أشار الأعور إلى أن "أي ردع عسكري لأي محاولة اعتداء أو نوايا مبيّتة، تتم بسرية وليس بالضرورة أن تأخذ ضجة إعلامية، فأنا عندما أواجه عدواً يجب ألا أكشف عن كل أوراقي وترسانتي التي سأدافع بها عن نفسي"

وعن دور الكيان الصهيوني ومصلحته من أي اعتداء على سوريا انطلاقاً من المنطقة الجنوبية، قال الإعلامي السوري الأعور: "إسرائيل اعتدت خلال شهرين كثيراً على قواتنا ونقاطنا ولم تحقق شيئاً على الأرض بل زاد ذلك من عزيمة السوريين، والآن بدأت "إسرائيل" بطريقة أخرى هي الحرب الناعمة وبأدوات الغير، مستخدمين هذه المرة الأردن للضغط على الجبهة الجنوبية وذلك بعد أن انتهينا من الجبهة الشمالية لسوريا عقب سيطرة الجيش السوري على حلب، ووجود حسابات دولية خاصة لإدلب، وأنا كنت أقول دائماً أن نهاية الحرب في سوريا ستكون من الحديقة الجنوبية لدمشق وأعني المحافظات الثلاث "القنيطرة – درعا – وأطراف من السويداء"

وأضاف الأعور أن خطورة هذا التحرك يمكن في قربه من دمشق، ولكن حتى لو حدثت عملية عسكرية محدودة في مكان ما أعتقد أنها ستكون لمصلحة "إسرائيل" ولا أستبعد أن تكون قريبة من الحدود مع الجولان المحتل من الجهة القريبة من الفصائل التي بايعت داعش هناك"

ولفت الأعور: "في النهاية ليس من مصلحة أمريكا أن تحارب داعش نهائياً وما نراه عبارة عن عمل وهمي، فالمنطقة التي تتواجد فيها هذه القوات الأمريكية قريبة من تنظيم داعش، ولا أعتقد أنها ستقدم على أي حركة من هذه المنطقة بل وضعت قواتها في مكان لكنها ستضرب من مكان آخر يخدم "إسرائيل"

/انتهى/