الإمام الخامنئي: مواجهة الكيان الصهيوني هي مواجهة للإستكبار والهيمنة.. الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الحقيقة
قال قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي إن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الحقيقة، لافتاً إلى أن القضية التي تعتبر أكبر من القضية الفلسطينية، هي أن المواجهة مع الكيان الصهيوني تعتبر مواجهة للإستكبار، ونظام الهيمنة.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن الإمام الخامنئي صرح لدى إستقباله حشداً من الأساتذة الجامعيين والنخب العلمية والباحثين مساء اليوم الأربعاء وذلك على أعتاب يوم القدس العالمي والذي سيقام في إيران ومعظم دول العالم بعد غد الجمعة، أنه ينبغي إعتبار يوم القدس العالمي يوماً عظيماً، مؤكداً أن المسيرات التي ستنطلق في هذا اليوم تعتبر في غاية الأهمية.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية بالقول إننا على أعتاب الإحتفاء بيوم القدس، هذا اليوم المهم جداً، مضيفاً أن ما يجري هو ليس دفاعاً عن شعب مظلوم هجر من أرضه وحسب، بل هو في حقيقة الأمر مواجهة مع نظام سياسي ظالم وإستكباري.
وفي موضوع آخر قال قائد الثورة الإسلامية إن قضية "التبيين" هي من المسؤوليات التي تقع على عاتق الأساتذة، مؤكداً على ضرورة أن يتم تبيين وشرح وثيقة 2030 للتنمية المستدامة على إعتبار هذا الأمر، أمراً في غاية الأهمية.
وأضاف الإمام الخامنئي أن هذا الأمر يعتبر جزءً من وثيقة صادرة عن الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن أحد أجزاء وثيقة التنمية المستدامة، وثيقة 2030 المتعلقة بالتربية والتعليم.
وأوضح قائد الثورة الإسلامية أن ما يتم التخطيط له في وثيقة التنمية المستدامة، هو وضع منظومة فكرية وثقافية وعملية لدول العالم أجمع.
وأضاف الإمام الخامنئي أن منظمة اليونسكو هي ليست سوى أداة ودمية، قائلاً: إن هناك أياد خفية تتستر خلف الأمم المتحدة، وأن هذه الأيادي بصدد تنظيم منظومة فكرية وثقافية وعملية بكل ما له علاقة بالشعوب، بحيث أنه يجب على الشعوب العمل بمقتضى هذه المنظومة.
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أن هذا الأمر يعتبر أمراً خاطئاً ومعيباً، قائلاً: من أعطى لهؤلاء الحق في إبداء آرائهم حول الدول وعقائد وسنن شعوبها، بحيث يقولون أفعلوا هذا كذا وأفعلوا كذلك.
وتابع قائد الثورة الإسلامية أن آراء هؤلاء مصحوبة جميعها بـ "يجب" أي يجب أن تفعلوا هذا وأن تفعلوا كذلك، قائلاً: أن يقولون أن هذه الوثيقة ليست ملزمة، فهذا تفكير سطحي، فأي واحد مما تقدم وفي حال عدم تحقيقه سيعتبر نقطة سلبية وسيتم الحصول من البلاد على تنازلات بدلاً عنه.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية بالقول كنا قد طرحنا منذ سنوات موضوع نموذج تطور إسلامي إيراني، حيث أن هذا النموذج يجب كتابته وتوثيقه بجهود الجامعيين، بحيث يتم إغلاق الطريق أمام إضفاء النموذج الغربي على البلاد.
وشدد الإمام الخامنئي على ضرورة أن يأخذ الأساتذة على عاتقهم مسؤولية تعريف الشباب بالهوية الوطنية والإستقلال، كي يفخر هؤلاء بهويتهم وإستقلالهم، مبيناً أن شباب اليوم لعلهم لا يعرفون قدر الإستقلال كما ينبغي.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية بالقول أن هؤلاء الشباب هم في الأغلب فتحوا عيونهم منذ البداية في بلد غير تابع سياسياً أو عقائدياً للقوى الأجنبية، فهم ومنذ البداية وجدوا الجمهورية الإسلامية قد صمدت في مواجهة القوى الأجنبية التي لا يجرؤ الآخرون على مخالفتها في شيء، وهذا هو الإستقلال، الإستقلال السياسي الذي عاصره هؤلاء الشباب منذ البداية ولا يعرفون قدره.
وتابع الإمام الخامنئي أن هؤلاء الشباب لم يعرفوا ذلك العهد الذي كان يجب فيه تنفيذ ما تأمر به أمريكا وبريطانيا، وعليه فهم لا يعرفون قيمة هذا الإستقلال، وواجب على الأساتذة توضيح وتبيين هذا الأمر للشباب.
وأشار سماحته إلى التطورات المتسارعة والمصيرية الحاصلة في العالم اليوم، قائلاً: إن العقود القادمة التي ستمر على العالم ستكون مليئة بالأحداث، وشدد في خطاب وجهه لأساتذة الجامعات على ضرورة أن تهيئة أبناء إيران الإسلامية من طلبة الجامعات لمواجهة هكذا أحداث عالمية.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية بالقول إننا وإذا ما أعددنا شباباً متدينين، وثوريين، وأصحاب فهم وعلم وعزيمة، فإننا سنستطيع في التطورات المتسارعة في المستقبل تحطيم الأسوار والفقاعة التأريخية لتبعية إيران تحطيماً حقيقياً ووضع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها في مكانتيهما الحقيقيتين.
وحذر الإمام الخامنئي من أنه في حال عدم القيام بذلك فإن البلاد وكما كانت عليه خلال عهد الحركة الدستورية قبل الثورة، ستدخل في نفق مظلم وعهد طويل من الذل والتبعية.
وختم الإمام الخامنئي حديثه بإستذكار نتائج صمود الشعب والنظام الإسلامي في سبيل تقدم أهداف الإسلام والثورة، مؤكداً أن الشعب الإيراني سيواصل طريقه المفعم بالفخر، وبإذن الله ومن دون شك فإن هذا الشعب سينتصر في نهاية المطاف.
/انتهى/