بالفيديو والصور.. كيف تبدو مدينة دير الزور بعد تحريرها.. قائد ميداني يتحدث عن تفصيل المعركة المقبلة
دمشق / تسنيم // بيوت مدمّرة وحطام ورُكام، هو ما تبقى من الجزء الأكبر لمدينة دير الزور، بعد الحرب الطاحنة التي خاضها الجيش السوري وحلفاؤه ضد داعش، والتي أسفرت عن تحرير كامل المدينة بعد احتلالها من قبل التنظيم الإرهابي لأكثر من 3 سنوات.
"عروس الفرات" كما يطلق عليها السوريون، تتميز بأهميتها الجغرافية والاقتصادية، فموقعها على نهر الفرات جعلها أرضاً خصبة مناسبة لزراعة العديد من المحصولات أهمها القمح، إضافة إلى احتواء أريافها على عدد كبير من حقول النفط والغاز التي تغذي مساحة كبيرة من البلاد بالكهرباء والطاقة؛ ما يشكّل دافعاً قوياً لدى القوات المعادية والمدعومة أمريكياً ببذل أقصى ما يستطيعون للسيطرة عليها.
معارك عنيفة شهدتها أحياء مدينة دير الزور منذ فك الحصار عنها قبل حوالي شهر، عمد داعش خلالها إلى تقطيع الشوارع والأزقة وإقامة تحصينات ودشم وسواتر ترابية.. أنفاق طويلة حفرها المسلحون تمتد مئات الأمتار للتنقل تحت الأرض وتجنب الضربات الجوية السورية، فضلا عن زراعة الألغام وكل أنواع المفخخات لمنع تقدم الجيش السوري وحلفائه في أحياء دير الزور.
دمار هائل طال المدينة وشوارعها ما يدلّ على عنف المعارك التي خاضها الجيش ضد عناصر داعش بين البيوت والأبنية، الضغط العسكري المتواصل طيلة الأيام الماضية والضربات الجوية الدقيقة التي استهدفت أبرز معاقل وخطوط دفاع التنظيم أدى إلى انهياره وسرّع السيطرة على المدينة.
وحدات الاقتحام في الجيش السوري تحملت العبئ الأكبر من العمليات العسكرية في مدينة دير الزور (حسب ما صرّح مصدر عسكري لتسنيم).
ويقول القائد الميداني إنه بعد تحرير الجيش لمنطقة "حويجة صكر" بدأ داعش بالانهيار حيث كانت المنطقة نقطة ارتكاز أساسية له، إلا أنه بعد تحريرها تتالت الانهيارات في صفوف داعش وبدأت الأحياء تسقط في يد الجيش واحداً تلو الآخر وأبرزها أحياء "الجبيلة، الحميدية والملعب البلدي والمطار القديم".
وتابع المصدر نفسه : "بعد تحرير هذه الأحياء لم يتبق مكان لداعش يتحصن به ولم يعد لديه إمكانية لمواجهة الجيش السوري داخل المدينة لذلك كان مسلحوه يحاولون فقط عرقلة تقدم الجيش وتأخير نصره."
ويشير القائد الميداني ايضا إلى أن الطيران السوري والروسي لعب دوراً اساسيا في معارك البادية بشكل عام ودير الزور بشكل خاص؛ فضلا عن صواريخ "كاليبر" بعيدة المدى التي كان لها دور كبير في تدمير حصون داعش داخل المدينة"؛ لافتا الى أنه تبين أن دير الزور هي نقطة التحصينات الاساسية لداعش وخاصة في الميادين على عكس ما كان يعتقد أن الرقة هي أبرز معاقله.
يضيف القائد الميداني: "بعد تحرير دير الزور أصبح محور الميادين البوكمال هو بوصلة العمليات العسكرية للجيش وحلفائه وأصبحت البوكمال هي الأولوية للقوات فهناك سيتلقى داعش ومشغليه الضربة القاصمة على الحدود العراقية السورية وسيوقف مشروع أميركا في الشرق السوري .
في البوكمال سيقاتل داعش حتى الرمق الأخير خاصة وأن عناصره الرئيسية التي كانت في مدينة "القائم" العراقية فرت باتجاه البوكمال لأنه لم يعد لديها مكان للهروب، ولكن بحسب المصدر الميداني فإن القتال في البوكمال أسهل منه في مدينة دير الزور حيث لا يوجد أماكن سكنية كبيرة، إضافة إلى أن أغلب مناطقها مكشوفة كما أن هناك معطيات تؤكد أن صواريخ استراتيجية روسية ستساهم في معركة البوكمال.
يشير القائد الميداني إلى أنّ وجود "قوات سوريا الديمقراطية" وداعميهم الأمريكيين في الجهة الشرقية لدير الزور، يسهم بشكل كبير في عرقلة تقدّم الجيش السوري وحلفائه في معركة البركمال، حيث أن "قسد" أقرب للبوكمال من الجيش السوري، حيث اعتادت القوات المدعومة من أميركا أن تتقدم إلى أي نقطة يتقدم إليها الجيش السوري، إما عبر اتفاق مع داعش يقضي بتسليمها لهم أو عبر إنزالات جوية بدعم من الأمريكيين أنفسهم.
/انتهى/