مسؤول كردي من شمال حلب لـ "تسنيم" : الأكراد في سوريا يعارضون الانفصال


حلب/ تسنيم/ تحدّث "محمد شيخو" رئيس حركة المجتمع الديمقراطي الكردي في حي الشيخ مقصود شمالي مدينة حلب لمراسلة تسنيم، موضّحاً تطلعات وطموحات الأكراد في سوريا وموقفهم من مسألة الانفصال والفيدرالية، وكيف ينظرون إلى الدعم الذي يتلقونه من الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي حوار مع مراسلة تسنيممن "حي الشيخ مقصود" ذي الاغلبية الكردية، تطرق رئيس "حركة المجتمع الديمقراطي الكردي" محمد شيخو، الى الانباء بشأن مساعي الأكراد (السوريين) للانفصال عن النسيج السوري، و"رغبتهم في اقامة دولة مستقلة والخروج عن نطاق الدولة"، فعلق بالقول :

نحن نقول أن مشروعنا ليس مخفياً، بل طرحناه على الرأي العام العالمي، بالأصل نحن ضد مسألة الانفصال، ونحن مع وحدة الأراضي السورية، وما نسعى إليه هو أن تتحول سوريا من دولة مركزية إلى دولة فيدرالية، وأن يصل كل شخص في الوطن السوري إلى حقه، من الناحية الثقافية والسياسية والاجتماعية، وهذا المشروع نريده على أرض الواقع.

وتابع : نحن ضد مسألة الانفصال، لكن هناك دعايات تسعى لتحريف وتشويه حقيقة مشروعنا، وهي الجهات المعادية لنا وعلى رأسها الدولة التركية وبعض المجموعات المرتزقة المرتبطة بالدولة التركية، هم من يبثون مثل هذه الدعايات ولكن في حقيقة الأمر نحن نقول العكس؛ كل الشعوب الموجودة ضمن سوريا عليها أن تتحد وتتفق فيما بينها لإقامة نظام فيدرالي ديمقراطي، يحق العدالة بين الجميع.

تسنيم : نزلنا إلى الشارع وسألنا المواطنين الأكراد الموجودين في مدينة حلب، بعضهم قال أن هذا المشروع خاطئ، وأن الأكراد هم جزء من النسيج السوري، هذا الكلام كان للأكراد المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، مارأيك بهذا الكلام؟

شيخو: بالنسبة للفيدرالية، فإن الشيخ مقصود غير موجودة ضمن نظام الفيدرالية بالأصل، ما هو موجود هنا نستطيع تسميته "إدارة ذاتية" وهذه الإدارة الذاتية هي التي تدير المجتمع هنا. حي الشيخ مقصود هو جزء من مدينة حلب ولا نستطيع أن نقول أنه جزء من "روجآفا" (منطقة الحكم الذاتي)، والجميع ضمن مدينة حلب يعرفون أن الشيخ مقصود مدينة ذات غالبية كردية، بنسبة تصل إلى 80 بالمئة.

تسنيم : البعض يقول أن مدينة الشيخ مقصود تحوي فقط على الأكراد، هل هذا صحيح، أم أنها تحوي على بقية مكونات الشعب السوري؟

المسؤول الكردي : لا هذا الكلام غير صحيح، أستطيع القول أن الشيخ مقصود وخاصة منذ عام 2014 التجأت إليها حوالي 2000 عائلة من المناطق الشرقية (لمدينة حلب) "بستان الباشا"، و"الشيخ فارس"؛ فهم كانوا يهربون من المجموعات المرتزقة التي كانت في تلك الأحياء، وممارساتهم وبسبب الضغوط التي تعرضوا إليها، التجأوا لحي الشيخ مقصود، ونحن استقبلناهم وإلى الآن هناك قسم صغير خرج من الحي، بعد أن استتب الأمن وتحررت المناطق الشرقية (لمدينة حلب)، ما زالت الأكثرية موجودة هنا، وضمن حي الشيخ مقصود يوجد حالياً 8000 عائلة، ما يقارب 3000 منهم من إخوتنا العرب وباقي مكونات الشعب السوري.

تسنيم : الجميع يعلم بأن الأكراد يتلقون اليوم دعماً أمريكياً، كيف ترى من موقعك هذا الدعم الذي تقدمة أمريكا للأكراد؟

شيخو : نحن ننظر إلى هذه المسألة على الشكل التالي؛ منذ بداية الأزمة اعتمدنا على ذاتنا، وحتى في المناطق التي تعرضت لهجومات من مجموعات مرتزقة مدعومة من الخارج من جبهة النصرة وداعش، كانت كل قوانا ذاتية، حتى خلال فترة حصار مدينة "كوباني" (عين العرب) والهجوم الوحشي الذي تعرضت له هذه المدينة، نحن دافعنا عنها بقوانا الذاتية. عندما أتت أمريكا إلى المنطقة ولها أهدافها ومشاريعها، نحن كأكراد لا علاقة لنا بهذا المشروع أبداً، فقط إذا أرادت أمريكا مساعدتنا من خلال الوقوف في وجه داعش فنحن لا ننكر هذه المساعدة وهي موجودة ونحن نستخدم هذا السلاح (القادم من أمريكا) ضد الإرهاب والمجموعات الإرهابية لتخليص شعبنا من ممارساتهم.

مراسلة تسنيم : هل برأيكم أن أمريكا تدعمكم اليوم من دون مقابل؟

رئيس حركة المجتمع الديمقراطي : أنا أٌقول أن أمريكا حتما لا تدعمنا عشقاً بنا، بل أمريكا لديها مصالحها وأهدافها، وإذا كان هناك مشروع أمريكي يُحضّر لهذه المنطقة، فأقول بأنه لا الأكراد ولا غيرهم يستطيعون أن يسألوا (الأمريكان) لماذا تطرحون هذا المشروع، وهذا الأمر عائد لهم ولمصالحهم وهم يريدون تطبيق هذا الأمر على أرض الواقع. نحن فقط كحركة المجتمع الديمقراطي نقول أننا جزء من هذا الوطن ويجب أن تتكاتف جميع الجهود للوصول إلى سوريا فيدرالية ديمقراطية والتعايش المشترك والسلمي.

تسنيم : كيف يرى الأكراد السوريون اليوم مستقبلهم في سوريا وما هي تطلعاتكم وطموحاتكم للأيام القادمة؟

شيخو : نحن متفائلون بعد الأزمة التي حدثت في سوريا وبعد الدمار والخراب، ونحن نتألم كثيراً على الأشياء التي حصلت في هذا الوطن، لذلك نقول أنه يجب الاستفادة من التجربة التي حصلت في البلاد، ويجب أن نتعاون ونتكاتف لنخلّص الوطن من اللوحة السوداء التي مرّ عليها، ونحن كأكراد متفائلون ونطلب من الله أن تصبح سوريا بلداً يعتبر مثالاً في منطقة "الشرق الأوسط" من خلال نظام جديد، نظام فيدرالي وديمقراطي.

حوار : لما الكيالي

/انتهى/