سفير سوريا السابق بتركيا : لا حماية للأكراد إلا في كنف الدولة السورية .. تركيا ستدفع الثمن غاليا


دمشق/ تسنيم- خاص// اعتبر الخبير الاستراتيجي وسفير سوريا السابق لدى تركيا نضال قبلان أن القوى الإقليمية تستخدم الأكراد كورقة سياسية، وأن ما يحدث شمالي البلاد من تطورات ربما يكون الفرصة الأخيرة لأكراد سوريا كي يعيدوا النظر في خياراتهم الاستراتيجية ويعودوا تحت المظلة السورية.

وفي حديثه لمراسلة وكالة تسنيم الدولية للانباء حول التدخل العسكري التركي شمالي سوريا، والأنباء التي تتحدث عن "ضوء أخضر روسي" حصلت عليه أنقرة لشن حملة عسكرية ضد الأكراد في عفرين، قال السفير قبلان : لا أعتقد أن روسيا تعطي ضوءً أخضر لعدوان تركي أو غير تركي على سوريا، فالأتراك لا يؤمن جانبهم، وهم لديهم أجندة وأطماع خاصة، هم يبحثون عن ذريعة للتدخل في سوريا.

وأضاف : كما هو معلوم بالنسبة للأتراك، فإن مسألة قيام دولة أو كيان كردي مستقل يعتبر من المحرمات والخطوط الحمراء التي عليها إجماع بين الأتراك حكومة ومعارضة، وبالتالي وجدت تركيا ذريعة لتتدخل، لكن الموقف السوري واضح ومعلن، أن أي تدخل عسكري تركي في سوريا سيعامل على أنه عدوان واضح على السيادة والأراضي السورية، وستتصدى دمشق لهذا العدوان بكافة الوسائل المتاحة.

وتابع الخبير قبلان قائلاً: أعتقد أن روسيا حذرت تركيا من مغبة التورط في أعمال عدائية بسوريا، وبالتالي تركيا تجد نفسها بين فكي كماشة؛ بين أطماعها الاستعمارية التوسعية المعروفة وبين ضغوطات كل من سوريا وإيران وروسيا من جهة ثانية وبالتالي تحاول أن تحقق توازناً دقيقاً بين الأطماع وبين الأثمان التي قد تدفعها نتيجة أي تهور كبير.

وحول احتمال توسيع الاجتياح البري التركي في الشمال السوري، قال الخبير نضال قبلان: لا أتوقع اجتياحاً بمعنى الاجتياح العسكري الكامل والشامل وأن ما سيكون هو عمليات قصف ومحاولة ضغط على الفصائل الكردية التي تعتبرها تنظيمات إرهابية لإخراجها من المناطق الحدودية؛ لافتاً الى أن هذه الأعمال ليست بالبساطة التي يتصورها البعض لأن الأمور قد تتدحرج إلى أبعاد ستكلف تركيا غالياً سياسياً وعسكرياً.

وبالنسبة لتطورات المرحلة المقبلة خاصة مع التقدم العسكري السوري في أرياف إدلب واقتراب انعقاد مؤتمر سوتشي للحوار السوري، قال : أعتقد أن هذه المرحلة هي  مرحلة استحواذ على أكبر عدد ممكن من الأوراق، فمن جهة الدولة والجيش السوري والقوى الرديفة، فإنها  تحقق الانتصارات الميدانية المتتالية وأقوى رد على المشروع التركي هو استعادة السيطرة على مطار أبو الضهور الذي سيشكل منصة استراتيجية ومنطلقاً للجيش حلفائه بما يتعلق بتحرير إدلب من الإرهاب، كما أن السيطرة على الطريق الدولي بين حلب وحماه، سيكون منصة لانطلاق عمليات عسكرية كبرى بعد تحرير المطار وتأمين الدعم الجوي المباشر لعمليات الجيش السوري.

واردف القول : أعتقد أننا مقبلون على الحسم العسكري، وقرار القيادة السورية واضح بأنه لن يبقى شبر واحد من سوريا تحت سيطرة الأتراك ولا الأمريكان ولا أي قوة غازية، والأمريكي يحاول خلط الأوراق بتشكيل ما سمي "جيش الشمال" وهو جيش من المرتزقة، وستتعامل معه الدولة السورية في الوقت المناسب بصورة حازمة؛ لافتاً الى أنه "يتم الآن إعادة التوازنات الكبرى لصالح الدولة والجيش من خلال الانتصارات، كما أعتقد أن المسار السياسي لن يكون بديلا ً عن الحسم العسكري، بل هما خطان متوازيان تسير عليهما الدولة السورية".

وحول موقف الدولة السورية من المكوّن الكردي في سوريا، قال قبلان: نحن نصحنا الشرفاء من الإخوة الأكراد الذين هم مكوّن هام من مكونات الشعب السوري ألا ينجروا إلى الموقف الذي وُضع فيه أكراد العراق على سيبيل المثال، وبالتالي بات واضحاً بأنه لا يمكن لأحد أن يراهن لا على "إسرائيل" ولا أمريكا ولا دول الخليج (الفارسي) ولا حتى على تركيا.

واستطرد قائلا : القوى الإقليمية تستخدم الأكراد والجماعات المسلحة في سوريا والعراق كأوراق وكما قال الرئيس الأسد؛ عندما تنتهي منهم هذه القوى فإنها تلفظهم وترميهم وبالتالي كان الأجدر والأولى للأكراد في عفرين وغيرها تسليم تلك المناطق للجيش السوري، فلا حماية للأكراد سوى كنف الدولة السورية.

وأشار قبلان إلى أنه "لم تكرّم دولة في العالم الأكراد كما كرمتهم سوريا، فنحن لدينا رؤساء جمهورية ورؤساء وزراء ولدينا وزراء حتى اليوم من الإخوة الأكراد وبالتالي عليهم أن يكونوا واعين لمصلحتهم ولما يحاك لهم، وأعتقد أن ما يحدث الآن هو فرصة ربما أخيرة لأكراد سوريا لإعادة النظر في خياراتهم الاستراتيجية والعودة تحت مظلة الدولة والجيش السوري الذي يحمي كامل التراب السوري ولا يميز بين عرقية وأخرى".

/انتهى/