"تسنيم" تستطلع آراء نخبة من الإعلاميين حول مشاركتهم ومشاهداتهم في مؤتمر سوتشي للحوار السوري


دمشق/ تسنيم - خاص // مشاركة أكثر من 1500 شخصية سورية في سوتشي الروسية لم تكن وحدها العنصر اللافت في هذا المؤتمر، فوجود أكثر من 500 صحفي وإعلامي من مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية ليومين متواصلين تحت سقف قاعة واحدى كان عنصراً لافتاً أيضاً.. "تسنيم" استطلعت أراء عدد من الصحافيين والإعلاميين الذين واكبوا مؤتمر الحوار السوري في سوتشي ومشاهداتهم خلال المؤتمر.

يقول الإعلامي السوري في قناة "سما" الفضائية فراس مارديني والمقيم في موسكو: "بكل تأكيد روسيا استطاعت تحقيق نصر سياسي ودبلوماسي جديد من خلال قدرتها أولاً على جمع هذا العدد الكبير من الشخصيات السورية في سوتشي من الناحية اللوجستية؛ وثانياً، من الناحية السياسية، حيث لاحظ الجميع  هذا العدد من الشخصيات مختلفة الاراء والتوجهات من أقسى اليمين إلى أقسى اليسار على طاولة واحدة من بينهم أحمد الجربا الذي كان رئيس وفد المعارضة في الجولة الثانية من جنيف والذي وجه اتهامات جمة للحكومة السورية مرورا بقدري جميل ومعارضة الداخل وهيثم المناع وصولا إلى شخصيات من حزب البعث العربي الاشتراكي ومستشار وزير الخارجية، هذا المشهد هو ما سعت إليه روسيا من خلال ربط كافة الأطراف الخارجية والداخلية والمعتدلة والمتشددة في حوار وفي مكان واحد"

وحول نتائج المؤتمر قال مارديني: "لا أحد كان يتوقع خروج نتائج حاسمة من هذا الموتمر لأن الطريق مايزال طويلا ولكن البيان الختامي أراه جيدا على الاقل لناحية وضع مسار جنيف على السكة الصحيحة من ناحية مناقشة موضوع الدستور بحضور طيف واسع من مختلف شرائح السوريين وعدم حصره بوفد الرياض كما يرغب ديمستورا كما أعتقد أن باقي نتائج المؤتمر ستظهر تباعا خلال الأيام القادمة."

الإعلامي السوري الأستاذ سامر يوسف مدير إذاعة "شام إف إم" يرى أن "مؤتمر سوتشي جاء بعد تعثر مفاوضات جنيف لعامين متواصيلن دون تحقيق أي تقدم ملموس" لافتاً أن "أهمية مؤتمر سوتشي تكمن في أنها أول مؤتمر حوار سوري سوري بهذا الحجم، لم نشهد قبلا ًأي مؤتمرات اجتمع فيها هذا العدد الكبير من السوريين والذين يمثلون غالبية شرائح المجتمع السوري كما حصل في سوتشي حيث تم الحوار في قاعة واحدة وتبادل أطراف الحديث بالرغم من وجود بعض المشاحنات ولكن برأيي هذا أمر صحي ويجب أن يستمر بشكل أكبر وأوسع مما حصل."

وأضاف يوسف، نعم حتما مؤتمر سوتشي ليس تجربة كاملة ومثالية بالتأكيد ولكن الخطوة الأولى يجب أن تبدأ لتتبعها خطوات أخرى قد لايكون ماحُقق في سوتشي حجمه كبير لأن المسؤولية كبيرة جدا فمهما تحقق سيبقى صغير أمام الحرب التي تتعرض لها سوريا ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة."

وعن أجواء القاعة التي جمعت الإعلاميين من مختلف الأطراف قال يوسف: "عادة في جميع المؤتمرات إن كان في جنيف أو استانا نلتقي مع إعلاميين محسوبين على المعارضة ونتكلم معهم بشكل عادي برغم الاختلاف بالرأي وأحيانا يدور نقاش حاد قليلا ولكن يبقى كل طرف على رأيه الخاص وهذا ماحدث في مؤتمر سوتشي".

الإعلامي في قناة الجديد اللبنانية رامز القاضي، تحدّث عن مشاهداته في سوتشي لافتاً أن هذا المؤتمر كان شبيها إلى حد ما بمؤتمر أستانا حيث كانت بدايته متعثرة، معتبرا أنه إذا مانجح سوتشي فإنه قد يؤسس إلى حل سياسي مقبول لجميع الأطراف بعدما شاهدنا أن جنيف بنسخته التاسعة متعثر فإذا ماتوافق السوريون في سوتشي من مؤيدين ومعارضين قد يكون هو الحل.

وأشار القاضي إلى أن اللافت هو أنه لأول مرة يشارك هذا العدد الكبير من مختلف أطياف الشعب السوري قائلا "صحيح أن هناك جزء كبير من المحسوبين على الدولة السورية لكن أيضا في المقابل حضر جزء كبير من المعارضة كـ أحمد الجربا الذي كان رئيسا للإئتلاف المعارض وجلس تحت شعار المؤتمر الذي يحمل علم الجمهورية العربية السورية وهذا تطور لافت،  كذلك حضرت شخصيات بارزة من المعارضة مثل هيثم مناع ورندة قسيس وأسماء معارضة أخرى وهم تواجدوا في قاعة واحدة بجانب الوفود المحسوبة على الدولة السورية وهذا أمر لافت جدا على عكس اجتماعات جنيف التي كان من الصعوبة أن يحدث فيه هذا الأمر"

وقال القاضي أعتقد أن هذا المؤتمر مهم جدا لكسر الجليد بين الأطراف السورية وغرس الثقة فيما بينهم.

الإعلامية غنوة ميّا من وكالة سانا الرسمية السورية، اعتبرت أن "ما جرى في مؤتمر الحوار السوري السوري في سوتشي أظهر -وعلى عكس جنيف- جدية الأطراف في التحرك ومحاولة ايجاد حل نهائي للأزمة في سوريا، معتبرة أنه وعلى الرغم من السخرية الشديدة ومن انتقاد او اعتراض الكثيرين على عدد ممن شاركوا في المؤتمر لكن برأيي ان هؤلاء الذين شاركوا اليوم يمثلون أكبر عدد من شرائح المجتمع السوري وأنه ليس بالضرورة أن نحصل على رضا الجميع لكن المهم أن نصل لنتيجة جيدة."

واردفت ميا "كان هناك العديد من محاولات التشويش والتعطيل وكانت النقاشات محتدمة و ما جرى في سوتشي سيضع بداية الملامح المستقبلية لما سيكون عليه الوضع في سوريا".

أما حيدر قزويني المراسل في التلفزيون الصيني فرأى أن هذا المؤتمر هو أول مبادرة جادة لإيجاد حل للأزمة السورية، وأنه على الرغم من أن المؤتمر عُقد لعدة ساعات ولكنه جمع أكبر عدد من ممثلي المجتمع المتعدد الأطياف والاتجاهات الفكرية والسياسية، وهذا يعتبر بداية لطريق طويل للوصول إلى حل.

وأَضاف قزويني "شهدنا حفاوة روسية كبيرة في الاستقبال والتنظيم وهو ما يوحي أن روسيا تسعى فعليا لإنهاء الأزمة السورية وتنظيم هذا المؤتمر وبهذا العدد من الحضور هو دليل على ذلك".

واعتبر قزويني أن "رفض الهيئة العليا للمفاوضات الحضور في هذا المؤتمر سيكون بمثابة ضربة كبيرة لهم فهم أضاعوا فرصة الحديث والتعبير عن رأيهم في دولة مثل روسيا تدعم الحكومة السورية وهذا فرصة لا تتكرر دائما"

واضاف على الرغم من النتائج المتواضعة التي خرج منها المؤتمر لكني أعتقد أننا سنشهد ربما سوتشي 2 و3 أيضا."

/انتهى/