مطالب أهالي عفرين من الحكومة السورية بعد الهجوم التركي على أرضهم +فيديو
سوريا - عفرين /تسنيم - خاص // أفادت مراسلة "تسنيم" من شمال سوريا أن القوات التركية وفصائل "درع الفرات" تواصل قصفها لقرى وأحياء مدينة عفرين "ذات الغالبية الكردية"، وذلك ضمن العملية العسكرية التي أطلق عليها الرئيس التركي أردوغان اسم "غصن الزيتون"، ما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا في صفوف المدنيين، وتدمير المنازل .
وفي جولة على قرى وأحياء مدينة عفرين على الحدود السورية - التركية التقت مراسلة تسنيم بالأهالي الذين عبّروا عن غضبهم واستنكارهم "للعدوان" التركي على الأراضي السورية، مطالبين الحكومة السورية بحمايتهم من هذا القصف الذي لا يهدأ ليل نهار.
تقول إحدى السيدات من اهلي عفرين : "أريد أن أوجه كلمة لأردوغان الذي يعتدي على هذه الأرض، ونحن أصحاب الأرض، يا من أتيت تدعي أنك تحمل غصن الزيتون، أقول لك أننا نحن أشجار الزيتون التي تملك الجذور والأغصان والثمار، نحن أصحاب هذه الشجرة".
واضافت السيدة السورية : "لا تحاول أن تحاربنا باسم هذه الشجرة لأنها لا تليق بك يا أردوغان، بل هي لا تليق سوى بالأشراف وأهل السلام والأمان، وإن كنت صاحب الزيتون كما تدعي فاسحب طائراتك عن الشعب الأعزل والفقير، هذا الشعب الذي فيه الأطفال والنساء والشيوخ، الذين ينشدون العيش هنا بسلام وأمان.
تتساءل سيدة أخرى وهي تحضن أطفالها : "ماذا يريد الطيران التركي من هذا الشعب المدني الأعزل، ماذا يريدون من أطفالنا؟ ماذا سنفعل بأطفالنا الذين لا يستطيعون النوم من شدة القصف العشوائي في الليل والنهار، إضافة إلى قصف المدفعية التي لا تهدأ أبداً؟.. لقد تشردنا جميعاً، هذا الأمر هو عدوان، هل يعقل أن يضرب المسلم مسلماً؟ بالتأكيد هذا اسمه عدوان".
وفي السياق نفسه، يتوجه سيد من اهالي عفرين بطلب من الحكومة السورية قائلاً: "نطلب من الحكومة السورية أن تحمي هذا الشعب، فنحن جزء من سوريا، نحن الأكراد لا نريد تقسيم سوريا، بل مطلبنا هو "إدارة ذاتية" ضمن الدولة السورية، وهذا هو مشروعنا مع الحكومة السورية، ولا علاقة به لا لتركيا ولا لغيرها، بل هو مشروع خاص بالشعب السوري، فالتغيير الذي يحصل في سوريا يجب أن يشملنا أيضاً".
يضيف الرجل: "نطلب من الحكومة السورية أن تحمينا من قصف الطيران التركي، نحن متواجدون الآن في قرية "جنديرس" لا وجود فيها لعسكريين أو نقاط عسكرية، بل هناك أطفال ونساء وشيوخ، تعبنا كثيراً لم نتمكن من النوم منذ أيام من شدة القصف، فالطيران يغير علينا من السماء وراجمات المسلحين (المدعومين من تركيا) تقصفنا من إدلب ومنطقة "أطمة"، لا يستطيع أحد النوم من الأصوات، وهناك العديد من الشهداء والجرحى".
ويتابع : "نحن شعب صامد، لن نترك عفرين على الإطلاق، حتى لو تم تدميرها بالكامل لن نتركها، لأن أبناءنا وبناتنا على الجبهات يدافعون عن أرضهم ونحن معهم ونساندهم حتى آخر قطرة من دمائنا، سنحيى ونموت على هذه الأرض سوياً".
أحد الجرحى الذين تعرضوا لاعتداء من قبل الفصائل المدعومة تركياً يقول لـ "تسنيم" : "نحن من قرية "الحمام"، قامت الطيران التركي بقصف القرية وما حولها، وفي الليل هجمت علينا فصائل "درع الفرات" (المدعومة من تركيا) وقاموا بإطلاق النار علينا، وقد أصبت بطلق ناري في ظهري أثناء محاولتي الهروب، كما أنهم أسروا بضعة أشخاص من القرية، لم يعرف ما هو مصيرهم حتى اللحظة".
واضاف : قاموا باقتحام القرية، مع أنه لا يوجد لدينا أحد ينتمي لـفصائل "ي ب ك" أو " ي ب ج" (الفصائل الكردية المسلحة) وليس لدينا أي شخص عسكري في القرية، كل الذين تعرضوا للقصف من المدنيين، كان القصف بالدبابات والمدفعية والطيران، وفي النهاية، قام التركي بفتح الحدود وأدخل قوات "درع الفرات" إلى القرية وبدأوا بإطلاق النار بشكل عشوائي وبينما كنا نحاول الهروب تعرضت للإصابة.
يشرح أحد الأطباء الحالة الطبية في مدينة عفرين : "تجاوزنا تقريباً الأسبوع من الهجمات المستمرة على مدينة عفرين، والإصابات في تزايد، وهناك أعداد تتزايد من الشهداء والجرحى، وصل حتى اليوم عدد المصابين من المدنيين بكل أسف إلى 56 شخص، وعدد الشهداء وصل حتى الآن إلى 36 شخص، حيث أن عدد الأطفال الشهداء بينهم وصل إلى 14 طفل، وهذا عدد كبير، ومع كل ما نتعرض له فإن كادر المشفى يقدّم كل الإمكانيات اللازمة حتى يكون على مستوى المحنة التي نمرّ بها.
اعداد لمى كيالي - عفرين/تسنيم
/انتهى/