محلل سياسي لبناني لـ"تسنيم": لبنان بكافة أجهزته يرفض الضغوط الأمريكية

وأشار المحلل السياسي اللبناني، "وفيق ابراهيم"، في حوار مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، الى الشروط الأمريكية حول الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة ، قائلا، "الحقيقة أن الطلبات الأمريكية هي طلبات سياسية ظاهرها اقتصادي يتعلق بالمربع رقم 9 الواقع قرابة فلسطين المحتلة بين لبنان والحدود البحرية لفلسطين المحتلة".

ونوه الى ان الأمر في الحقيقة يتعلق بمحاولة ارباك استخراج الغاز والنفط، ومحاولة لوضع عراقيل للدولة اللبنانية، وتجريد حزب الله من سلاحه، واعاقته من اداء دوره الاقليمي".

وأضاف، ليست هي أكثر من جملة شروط تجمع بين ضرورات التنازل من قبل "اسرائيل" عن أربعين بالمئة من مربع رقم 9 في البحر المتوسط، وأيضاً جملة مطالب سياسية أمريكية بدأت تنشرها عند كل القوى السياسية، وتتعلق بالدور الإقليمي لحزب الله، وبسلاحه بالداخل اللبناني؛ وعليه فإن تلك الشروط مرفوضة، والدولة اللبنانية بكامل أجهزتها بما يشمل رئاسة الجمهورية، ورئاسة المجلس النيابي، ورئاسة الحكومة،  مجمعة على رفض هذه الشروط.

ولفت ابراهيم الى انه تم ابلاغ نائب مساعد وزير خارجية أمريكا"ساترفيلد"، رفض لبنان القاطع لأي مفاوضات مباشرة مع "اسرائيل"؛ وأيضاً أي تنازل عن أي مربع بحري واحد".

ونوه الى ان "لبنان منذ المرة الأولى منذ عام 1990 تجتمع حول رفض هذا الأمر، وحتى حول رفض الدور الأمريكي، أن هذا الدور المنحاز لإسرائيل أصبح مكشوفاً، وهو يتدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية، فيحاولون أن تستغل فئة من الداخل اللبناني لعرقلة الدور الشجاع والإقليمي لحزب الله، في سوريا، لبنان وفي مناطق أخرى".

وتابع الخبير السياسي اللبناني، "لذلك أيضاً من ضمن مطالبهم، نزع سلاح حزب الله في الجنوب اللبناني"؛ متسائلا : من يقاتل "اسرائيل "اذا تقدمت من الجنوب؟!

وقال : كلنا نعلم أن الجيش اللبناني تمنعه امريكا من التسلح، كلنا نعرف أن أمريكا فرضت عليه أن يمتنع عن قبول مساعدات إيرانية، ولا حتى هدية سرب كامل من طائرات السوخوي المصنعة في روسيا، روسيا حاولت أن تقدم سربا كاملا من طائرات السوخوي، لكن لبنان رفض بضغط أمريكي، لذلك نحن اليوم أمام أزمة، كيف نحن ندافع عن بلادنا أمام الخطر الإسرائيلي، كيف يمكن ان نطلب من حزب الله أن يبطل دور سلاحه المجاهد، في وقت لا يزال الخطر الإسرائيلي مهدداً جنوب لبنان، وفي وقت لايزال الارهاب قوي، ويتجمع في سوريا والعراق، بهذه العباءة الأمريكية الموجودة في شرق الفرات ،قاعدة التنف وفي مناطق أخرى.

حزب الله وتحالفاته هم الطرف الأقوى بالانتخابات المقبلة

وعلى صعيد الانتخابات اللبنانية المرتقبة وعن إمكانية هذه الانتخابات بإحداث  تغيير جذري للأوضاع في لبنان، فقد أكد ابراهيم ان "فريق المقاومة المنتصر الموجود في لبنان المتمثل بحزب الله وفي سوريا، أصبح يمسك تقريباً المساحة اللبنانية؛ لافتا الى ان حلف المقاومة المتحالف مع القسم الأكبر من التيار الوطني الحر، يواجه اليوم مساعي أمريكية وأيضاً سعودية كبيرة، ترمي الى ابطاله.

وتابع، يعلم الجميع ان حزب الله اليوم في لبنان أقوى مما كان عليه من أي وقت مضى، واستعد لمجابهة هذه الالعاب السعودية، والاسرائيلية والأمريكية، هذه الضغوطات خطيرة جداً، وربما تؤدي أيضاً إلى مالا يحمد عقباه في الداخل اللبناني.

ورأى وفيق ابراهيم أن جميع المؤشرات تقول بأن حزب الله مع تحالفاته هو الطرف الأقوى، باعتبار ان الطرف الميال والموالي للسعودية، هو الان مقسوم إلى ثلاث أربع فئات نتيجة لما فعله السعوديين منذ تقريباً شهرين، مع رئيس الحكومة الحريري، عندما اعتقلوه وضغطوا عليه، وأجبروه عن التنازل عن قسم من ثروته، لذلك حزب الله وتحالفاته هو الحلف الأقوى، وهو الحلف الذي ينتصر في الانتخابات وفي المعارك على الأرض في لبنان، سوريا، والعراق واليمن.

/انتهى/