قصة مثل..الْحدِيثُ ذُو شُجُونٍ

طهران / تسنيم // الأمثال وسيلة للوصف والحكمة والتدليل على الرأي و وجهة النظر والفلسفة في الناس والعادات والتقاليد والقيم والسلوك والصفات والسمات للآخرين، فهي أبقى من الشعر وأرق من الخطابة ولم يسر شىء سيرها.

هناك مثل يقول "الْحدِيثُ ذُو شُجُونٍ"؛ تعود قصته لشخص يدعى ضبة لديه ابنان يقتل احدهما ومن ثم يعثر ضبة على قاتله خلال موسم الحج وينتقم له.

أول من أطلق هذا المثل هو "ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر"، وكان له ابنان يقال لأحدهما سعد وللأخر سعيد، وذات يوم خرج ضبة يرعي، نفرت إبل لضبة تحت الليل فوجه ابنيه في طلبها، فتفرقا، فوجدها سعد فردها إلى أبيه.

ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب ، و وجد عليه بردان ، فسأله الحارث إياهما، فأبي عليه، فقتله وأخذ برديه، ولما تأخر سعيد في العودة جزع أبيه عليه جزعًا عظيمًا، وظل ينتظره، ويتوقع رجوعه، فكان كلما رأى أحدh في الليل، قال : أسعد أنت أم سعيد؟ ، فأصبحت كلمته هذه مثلًا يتناقله الناس.

ثم إن ضبة ذهب إلى الحج ، ولما وصل إلى عكاظ لقي بها الحارث، ورأى عليه بردي ابنه سعيد ، فعرفهما ، وذهب يسأله عنهما عله يعرف ما جرى لولده، فقال له :هل أنت مخبري ماهذان البردان اللذان عليك؟ ، فقال الحارث : بلى، لقيت غلاماً في الليل، وسألته اياهما فأبي علي؛ فقتلته وأخذت برديه هذين.

فقال ضبة: بسيفك هذا؟ فقال الحارث : نعم ، فقال ضبة: اعطنيه انظر اليه فإني اظنه صارماً، فأعطاه الحارث سيفه، فلما أخذه من يده هزه وقال : الحديث ذو الشجون ثم ضربه به فقتله، فقيل له، ياضبة، أفي أشهر الحرام؟ فقال لهم سبق السيف العذل (يُضْرَبُ لما قد فات ولا يُستدرك) وصارت هذه الجملة مثلاً هي الأخرى، فهو اول من سارj عنه هذه الامثلة الثلاثة.

والحديث ذو شجون ، أي أنه لحديث يجر بعضه بعضاً، ويقلب على صاحبه المواجع والشجن هو الهم والحزن.

المصدر : كتاب أشهر الأمثال العربية، وراء كل مثل قصة وحكاية - وليد ناصيف

/انتهى/