التغييرات العسكرية السعودية.. داخلية ملكيّة أم خارجيّة خفيّة
طهران / تسنيم - خاص// اصدر ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز مرسوماً ملكياً (ليلة أمس الاثنين)، أطاح من خلاله بعدد من القادة العسكريين السعوديين الكبار بمن فيهم رئيس الاركان العامة وقائد القوات الجوية في هذا البلد.
واكتفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بنقل هذا النبأ من دون الاشارة الى أسباب الاطاحة بهؤلاء العسكريين، لكن هذه التغييرات تأتي في وقت تشارف الحرب اليمنية على الدخول في عامها الرابع.
فبعد وصول الملك سلمان الى السلطة عام 2015 قام بتعيين ابنه محمد الصغير في السن وقليل التجربة بمنصب وزير الدفاع في هذا البلد، فقام هذا المراهق بعد توليه منصب وزير الدفاع ومن أجل ان يظهر قوته الحديدية، قام بالاعتداء على جاره اليمن ولكن نتائج هذا العدوان لم تكن كما تشتهي السعودية.
فقد قتل جراء هذا العدوان منذ بدايته 10363 يمني وكذلك جرح 21233 آخرين وذلك حسب التقارير التي قامت بعض المنظمات الدولية بنشرها.
هذا العدوان، فبالاضافة الى تدميره للبنى التحتية في هذا البلد وتسببه بكارثة انسانية فيه، ألحق الاضرار الاقتصادية الكبيرة بالسعودية ايضاً، كما ولأول مرة، ظهرت خلافات قادة هذا البلد والتي حاولوا دائماً التستر عليها، الى العلن، اذ يعتبر عزل محمد بن نايف ولي العهد السابق والذي يقال انه كان يعارض مغامرات بن سلمان الخارجية، مثالاً على تلك الخلافات.
ورغم محاولات وسائل الاعلام السعودية لاظهار هذه التغيرات على أنها في اطار "رؤية 2030" وتطوير وزارة الدفاع ولكن لايمكن في حقيقة الامر اعتبارها بمعزل عن حرب اليمن وفشل العدوان السعودي في هذه الحرب.
في الحقيقة، يمكن ادراج هذه التغييرات الى سجل الهزائم التي مني بها النظام السعودي في حربه ضد اليمن رغم كافة المجازر التي مارسها بحق الشعب اليمني الاعزل وبما يشمل الاطفال والنساء؛ لاسيما و ان انصار الله رغم الحصار الشامل المفروض على هذا البلد سطروا الملاحم في ساحات القتال البرية والجوية واربكوا حسابات العدو العسكرية وغيروا المعادلات على حساب العدوان السعودي بصواريخهم الباليستية.
ويمكن اعتبار هذه التغييرات رغم الترويج السعودي لاظهارها في سياق البرامج التنموية في هذا البلد، على انها تشكل نوعاً من التحدي الذي يواجه المسؤولين السعوديين الجدّد على الصعيدين الداخلي والخارجي وبالتالي فإن الفشل في هذين الصعيدين سيحدث فجوة عميقة بين افراد الاسرة الحاكمة ويحط من مكانة هذا البلد الاقليمية والدولية أكثر من أي وقت مضى.
حسن رستمي كاتب و صحفي
/انتهى/