قصة مثل..النَّكْثُ فِي الْبَيْعِ خَيْرٌ مِنْ خِيَانَةِ الشَّرِيكِ

طهران / تسنيم // الأمثال وسيلة للوصف والحكمة والتدليل على الرأي و وجهة النظر والفلسفة في الناس والعادات والتقاليد والقيم والسلوك والصفات والسمات للآخرين، فهي أبقى من الشعر وأرق من الخطابة ولم يسر شىء سيرها.

هناك مثل يقول"النَّكْثُ فِي الْبَيْعِ خَيْرٌ مِنْ خِيَانَةِ الشَّرِيكِ"؛ تعود قصته الى "مالك بن طوق" وأعرابي ينشد ابياتاً من الشعر ازاء مبلغ من الدراهم.

جلس مالك بن طوق في شباك مطل على رحبته، ومعه جلساؤه، فأقبل أعرابي تخب به ناقته. فقال: إياي أراد، ونحوي قصد، ولعل منه أدبا يُنتفع به؛ ثم أمر بإدخاله.

فلما مثل بين يديه قال : ما أقدمك يا أعرابي؟ قال : سيب الامير، ورخاء نائله، قال: هل قدمت امام رغبتك وسيلة؟ قال : نعم! أربعة ابيات قلتها بظهر البرية، فلما رأيت ما بباب الامير من الهيبة والجلال استحقرتها واستصغرتها، قال : فهل لك ان تنشدنا ابياتك على ان نجيزك عليها الف درهم، فإن كنت ممن احسن ربحنا وإلا نلت مرادك، وربحت! قال : رضيت، وانشده :

ومازلتُ أخشى الدهر حتى تعلّقت ... يداي بمن لا يَتَّقِي الدهْرَ صاحبُهْ

فلمّا رآني الدهر تحت جناحه ... رأى مُرْتَقًى صعباً منيعاً مطالبُهْ

رآني بحيث النجمُ في رأس باذخٍ ... تُظِلُّ الورى أكنافُه وجوانبُهْ

فتى كسماءِ الغيث والناسُ حولَه ... إذا قحطوا جادتْ عليهم سحائبُهْ

فقال : والله ظفرنا بك يا أعرابي، والله ما قيمتها إلا عشرة آلاف درهم. قال : فإن لي صاحباً شاركته فيها ما أراه يرضى بيعي.

قال : أتراك حدَّثت نفسك بالنكث؟ قال : نعم، وجدتُ النكث في البيع خيراً من خيانة الشريك، فأمر له بعشرة آلاف درهم.

المصدر : كتاب أشهر الأمثال العربية، وراء كل مثل قصة وحكاية - وليد ناصيف

/انتهى/