نهاية موعد الترشح للانتخابات النيابية اللبنانية.. تحالف شيعي ثابت والحريري يتخلص من ضرّته

وأفادت وكالة تسنيم الدّولية للأنباء أنه انتهى عند السّاعة الثانية عشر من ليل الاثنين، بتوقيت العاصمة اللبنانيةّ بيروت آخر موعد لتقديم طلبات الترشّح للانتخابات النيابية بعدد مرشحين تجاوز السبعمائة مرشح. وقد ظهر إثر ذلك المشهد الأولي للتحالفات الانتخابية بين القوى اللبنانية لم تراعِ الانقسامات المعهودة على السّاحة السياسيّة اللبنانية، وعلى هذا الأساس فقد رُفعت فوق ضريح الجثمان السياسي للرابع عشر من آذار المزيد من التّراب ولم يبق لهذا التّكتّل السياسي السّابق حتّى الذّكرى؛ فالانتخابات النّيابية اللبنانية يُمكن تلخيصها بالآتي :

تحالف الثنائي الشّيعي في كل الدّوائر الانتخابية يفرض فراقا بين حزب الله والتيار الوطني الحر في جبيل – كسروان:

فقد أعلن مسؤول منطقة جبل لبنان والشمال في حزب الله والمرشح عن دائرة ‏جبيل وكسروان الشيخ حسين زعيتر ان لا تحالف انتخابي بين حزب الله والتيار الوطني الحر في دائرة جبيل ‏وكسروان؛ مشيراً إلى اقتراب موعد إعلان لائحة تضمه وشخصيات سياسية وطنية في جبيل وكسروان‎، وتقدّم الشيخ زعيتر بالشّكر لرئيس مجلس النّواب اللبناني نبه برّي باعتبار الأول مرشّحا عن حزب الله وحركة أمل في جبيل – كسروان.

رئيس البرلمان السّابق يعمل على لائحة كاملة لمواجهة التحالف الشّيعي في بعلبك – الهرمل

بعدما ترشّح رئيس البرلمان السّابق عدّة مرّات في السّابق ضد تحالف حزب الله وحركة أمل في بعلبك – الهرمل، وفشل في كسب مقعد انتخابي آنذاك؛ ها هو يترشّح اليوم وكلّه امل بالقانون الانتخابي النسبي الجديد، ويأمل الحسيني في أن يصل الى البرلمان اليوم لكن الأمر سيتطلب منه تشكيل لائحة متكاملة كما يتطلّب قانون الانتخاب الجديد الأمر الذي قال إنّه سيقوم به في "مهمة إنقاذية هدفها التغيير" خلال يومين.

باسيل يوجّه شخصية عونية بالتّرشح في بعلبك – الهرمل لمواجهة تحالف حزب الله – أمل

قبل يوم من انتهاء المهلة القانونية للترشيح، شهدت دائرة البقاع الثالثة (بعلبك ــ الهرمل) كثافة ترشيحات، كان المفاجئ ‏فيها إعلان غادة أسد عساف وهي ناشطة في التيار الوطني الحر ترشحها عن أحد المقاعد الشيعية في الدائرة بتوجيهات من ‏رئيس التيار الوطني الحر، حسب ما أعلنت على صفحتها على فايسبوك‎.‎

السنيورة خارج البرلمان... الحريري يتخلّص من ضرّته

كان عزوف الرئيس فؤاد السنيورة عن الترشّح الخبر الأبرز في التطورات الانتخابية بعدما رفض رئيس الحكومة سعد الحريري، ترشيحه عن أحد مقاعد بيروت نظراً لصعوبة فرض مرشحين من صيدا على أبناء العاصمة، تاركاً له حرية الترشح عن مقعده التقليدي في صيدا والمهدّد بالخسارة المؤكدة في ظلّ اعتماد النظام النسبي والصوت التفضيلي، وهو ما استدعى من السنيورة شنّ هجوم عنيف على القانون وتبرير عزوفه بالاعتراض على أحكامه.

 بينما قرأت مصادر متابعة في الحصيلة نهاية دور السنيورة الرديف للحريري في تيار المستقبل، ونجاحاً للحريري بالتخلص من "الضرّة" التي تلعب على يمينه في الأزمات كورقة ضغط أميركية سعودية لإشعاره بأنّ ما لا يرغب بسلوكه من مواقف أو يخشاه، ثمّة مَن هو مستعدّ لفعله، ومؤشر استبعاد السنيورة وابتعاده أو إبعاده عن المشهد النيابي سيعني بالتأكيد، ضعفاً في حضوره السياسي، وطرحه كمرشح لرئاسة الحكومة لاحقاً، كما هو مؤشر على ما أعاد قوله رئيس الحكومة عن التحالفات الانتخابية.

تحالف المستقبل مع جنبلاط ثابت، ومتغيّر في باقي الدّوائر حسب الدّوائر والقوى

 تُبرز التحالفات الانتخابية لتيار رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن هناك ثابتا سياسيًّا انتخابيًّا وحيدا وهو التحالف مع النائب وليد جنبلاط والباقي «على القطعة» وحسب الدائرة، مرة مع القوات اللبنانية، وأخرى مع التيار الوطني الحر. وعلى الأغلب فقد حظي التحالف مع التيار البرتقالي بالنسبة الأكبر. ما يعني أنّ جلسات التقييم التي شهدتها الرياض لكيفية التعامل مع المشهد الانتخابي في لبنان، انتهت برجحان كفة المعادلات التي يتبنّاها الحريري من جهة، والتي شجّعتها واشنطن وباريس قبل زيارة المبعوث السعودي نزار العلولا لبيروت، من جهة مقابلة، فلا توحيد لقوى الرابع عشر من آذار ولا فرصة بجبهة انتخابية كان يحلم بعض المرشحين بتسلّقها أملاً بحجز مقعد نيابي لهم مجدّداً.

تنافس كتائبي – كتائبي في زحلة‎

يستمر التنافس في زحلة بين مُرشحَي حزب الكتائب النائب إيلي ماروني ومُستشار النائب سامي الجميّل شارل سابا. ‏فيوم الجمعة الماضي، نظّم سابا لقاءً انتخابياً في زحلة، جمع فيه ناخبين من مختلف الانتماءات السياسية. فما كان من ‏ماروني إلا أن نظّم في الوقت نفسه اجتماعاً حزبياً في مركز إقليم "الكتائب" ــ زحلة، في محاولةٍ منه لخفض نسبة ‏المشاركة الكتائبية في لقاء سابا‎."‎

مشكلة في معقل التيار الوطني الحر تدفعه الى الاستنفار لاستيعاب آل حبيش

عند الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم الثلاثاء، يُعلن العميد المتقاعد شامل روكز برنامجه الانتخابي. وكان روكز يُريد أن ‏يترافق عرض البرنامج مع الاعلان رسمياً عن "لائحة العهد" في كسروان – جبيل، إلا أنّه لن يتمكن من ذلك، بسبب ‏وجود نقاط داخلية بحاجة إلى بعض التّعديلات، علماً بأنّ التيار الوطني الحرّ كان قد حدّد يوم 24 آذار للإعلان عن ‏اللوائح الانتخابية في كلّ الدوائر. وكانت أمس قد ظهرت "أزمة" جديدة قد تُضرّ باللائحة وبشامل روكز، وهي إعداد ‏شقيق رئيس اتحاد بلديات كسروان ــ الفتوح جوان حبيش، يوسف حبيش، أوراق ترشحه إلى الانتخابات. وما إن ‏ضجّت المنطقة بالخبر، حتى طلب الوزير جبران باسيل الاجتماع بجوان حبيش، الذي عاد والتقى الرئيس ميشال ‏عون، في محاولة لثني آل حبيش عن الترشح على لائحة مُعارضة للتيار العوني.

مواجهة مستقبلة ضد التحالف الشّيعي في حاصبيا – مرجعيون

بدأ المرشّح عماد الخطيب عن المقعد السّني في حاصبيا – مرجعيون في دائرة الجنوب الثالثة بالعمل على حشد ‏أصوات ناخبيه. وقد انتشرت في منطقة العرقوب رسائل من المكتب الانتخابي للخطيب تدعو المغتربين من أبناء ‏المنطقة إلى التواصل مع مكتب الخطيب عبر أرقام هاتف محدّدة لتأمين سفر هؤلاء إلى لبنان قبل أيام من الانتخابات. ‏يذكر أن الخطيب هو مرشّح محسوب على تيار المستقبل في مواجهة عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم.

لائحة المردة ــ القومي في الشمال الثالثة‎

باتت لائحة تيار المردة – الحزب السوري القومي الاجتماعي – النائب بطرس حرب في دائرة الشمال ‏الثالثة شبه مكتملة، بانتظار تحديد مرشّح ثانٍ في البترون إلى جانب حرب والمرشّح الأرثوذكسي الثالث في ‏الكورة. وحتى الآن تضمّ اللائحة طوني فرنجية والنائبين اسطفان الدويهي وسليم كرم في زغرتا، وفي الكورة سليم ‏سعادة وفايز غصن، ولا يزال التفاوض مستمراً لاختيار أحد المرشحَين ميشال نجار وعبد الله الزاخم، فيما تضمّ ‏اللائحة المرشحين روي عيسى الخوري ووليام جبران طوق عن بشرّي.

اتفاق قومي أرسلاني‎

ناقش الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي شبه "اتفاق نهائي" لخوض المعركة في دائرة ‏الشوف – عاليه بلائحة موحّدة، بمعزلٍ عن إمكانية التحالف مع التيار الوطني الحرّ وباقي قوى 8 آذار. ويقضي ‏الاتفاق بأن يمنح القوميون أصواتهم للنائب طلال أرسلان في عاليه، على أن يعطي أرسلان أصواته لمرشّح القوميين ‏عن المقعد الماروني في الشوف سمير عون‎.

تضييق مصرفي‎ على المتحالفين مع حزب الله

بدأ عدد من المصارف اللبنانية التضييق على المرشّحين المتحالفين مع حزب الله في الانتخابات النيابية، والذين ‏يشاركون الحزب في اللوائح الانتخابية عبر رفض فتح حسابات مالية للمصاريف الانتخابية. وقد أعلم عدد من ‏المرشّحين، من جانب مصارف يتعاملون معها عادةً، بأن أيّ مرشّح على لوائح حزب الله، بمعزلٍ عن انتمائه، لن يكون ‏باستطاعته فتح حسابات انتخابية‎.

وعلى هذا الأساس بدأت صورة التّحالفات اللبنانية تتضح مع خروج الأطراف السياسية اللبنانية من ميادين الاشتباك السياسي وانسحابها ليس الى مواقعها السياسية المعتادة، بل إلى تحالفات جديدة تضمن وصولهم تحت قبة البرلمان اللبناني حيث لم تراع هذه التّحالفات المواقف السياسية المعتادة للأطراف اللبنانية.

/انتهى/