ولايتي من دمشق: الذي سيبقى هم الأصحاب الحقيقيون لسوريا والذي سيفنى ويزول هم الأمريكان والمعتدون +صور
دمشق /تسنيم// قال الدكتور علي أكبر ولايتي مستشار الإمام السيد علي الخامنئي، خلال لقائه الأمين القطري لحزب البعث في سوريا الدكتور هلال هلال: إن شاء الله ستبقى سوريا بلداً عزيزاً صامداً وسيعترف العدو والصديق أنها اليوم أقوى من السابق وإن الذي سيبقى ويخلد هم الأصحاب الحقيقيون لسوريا والذي سيفنى ويزول هم الأمريكان والمعتدين.
وقال الدكتور هلال خلال لقائه الدكتور علي أكبر ولايتي في دمشق: "نحن نقول أنه عندما تؤسس القضايا الاستراتيجية بين البلدان على الصدق والمحبة فلها دور كبير وأساسي، وهذا الفرق بيننا كمحور مقاوم وصادق مع ذاته وبين أعدائنا الذين هم في خندق مبني على النفاق وعدم الصدق والأكاذيب، وما شاهدناه في الأمس في مجلس الأمن خير دليل على ذلك".
وتوجه الدكتور هلال إلى الدكتور ولايتي قائلاً: "أنتم شركاؤنا الحقيقيون في هذه المعركة والعلاقة بيننا ليست علاقة صداقة فحسب بل علاقة أخوة ونحن في سوريا نفخر بها بشكل كبير جداً، وما هذا التنسيق العالي المستوى في كل الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والدينية إلا خير دليل على تلازم هذين المسارين بل وحدة المصير".
ولفت هلال إلى أن "المؤتمر (القدس طريقنا) الذي تم افتتاحه في سوريا يوم أمس بالتنسيق مع وزارة الأوقاف في سوريا هو رسالة مهمة جداً وعميقة في الجانب الديني وتدل على التآخي عالي المستوى ونحن لدينا في سوريا مؤسسة دينية لها دور كبير جداً في الوحدة الدينية والتآخي الرائع بين كل أطياف المجتمع السوري".
مضيفاً: "شهادتي بأصدقائي الإيرانيين الموجودين في سوريا هي شهادة مجروحة لأنني عملت معهم فترة زمنية طويلة في حلب عندما كنا ندك مواقع الإرهاب في جغرافيا حلب ولذلك كانت العلاقة بيننا هي علاقة محبة وأخوة".
وقال هلال: "نحن متفائلون جداً بالنصر لأننا نمتلك بالفعل مقومات النصر وهذا أثبتته السنوات السبع الماضية، فهذا الشعب والجيش البطل ومعهما الرئيس بشار الأسد الذي نفخر به في سوريا من خلال حكمته وقيادته وعدم مبالاته لأي شيء من الصعاب، وهذا الأمر كان له الأثر الكبير في بقاء سوريا صامدة حتى هذه اللحظة ".
مشيراً إلى أن "الفضل الآخر يعود لأصدقائنا وأشقائنا الذين وقفوا معنا بكل قوة وفي مقدمتهم الإخوة في إيران والمقاومة الإسلامية في لبنان وأيضاً الأصدقاء الروس الذين شاركونا في هذه المعركة وفي دك مواقع الإرهاب" لافتاً أن "زيارة الدكتور ولايتي في هذا الوقت هي زيارة مهمة وتأتي في ظل تهديدات يقوم بها هذا الأرعن ترامب وكل المجموعات المحيطة به، لكن عندما جاءت مجموعات الإرهاب إلى سوريا، وسُخرت لها كل الإمكانيات، بقيت سوريا صامدة سبع سنوات، لذلك ثقوا تماماً أنه لا تخيفنا هذه التهديدات، بالتأكيد نتمنى ألا يحصل أي مكروه ولكن بالمجمل نحن جاهزون للتصدي لأي محاولة يقوم بها هذا الأرعن (ترامب) ومن الممكن أن يقوم ببعض المحاولات لأنه لا يمت لا للسياسة ولا للأخلاق بصلة بل هو عبارة عن تاجر يبحث دائماً عن الموارد المالية من أجل أن يغذي خزينته بشكل أكبر".
بدوره قال الدكتور علي أكبر ولايتي خلال لقائه الدكتور هلال: "قلما نجد شعبين كالشعبين الإيراني والسوري، حيث بقيا لفترة طويلة تعدت الأربعين سنة واقفين إلى جانب بعضهما البعض ونرى أن العلاقات القوية بينهما قد ازدادت يوماً بعد يوم ولم نشهد في هذه العلاقات بين إيران وسوريا أي فتور أو ضعف".
لافتاً: "أنا قمت لأول زيارة إلى سوريا منذ عام 1982 ميلادي بعد أقل من شهرين على وجودي كوزير لخارجية الجمهورية الإٍسلامية الإيرانية، وقد زرت سوريا منذ ذلك الحين عشرات المرات، وإن إشارتكم كانت صحيحة ودقيقة عندما تفضلتم بأن العلاقات بين البلدين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والدينية، كانت علاقات متنامية يوماً بعد يوم".
وقال الدكتور ولايتي: "نحن جربنا بعضنا البعض في مختلف المراحل والمواقف وفي جميع الحالات خرج الشعبان السوري والإيراني مرفوعي الرأس، وإذا نظرنا إلى جميع الدول الإسلامية لا نجد دولة تقف صامدة وثابتة ضد الاحتلال والصهاينة كما وقفت إيران وسوريا، وقد تجاوزنا اختبارات كبيرة سوياً".
ولفت الدكتور ولايتي: "اليوم تتزامن هذه الزيارة والاجتماع مع هذه التهديدات الأمريكية، وقد يعتقد البعض أننا تنبأنا بوجود هذه التهديدات، لذلك قمنا بعقد هذا الاجتماع تفادياً لها".
وقال ولايتي: "لم يكن أي من إيران وسوريا في هذه القوة التي يمتلكانها مثل قوتهما اليوم، وإن الذين راهنوا على إسقاط الدولة السورية بعد أسبوع من بدء الأزمة، اليوم بعد سبع سنوات يرون بأن سوريا لم تسقط فحسب بل إنها أصبحت أكثر قوة".
وأضاف ولايتي: "نلاحظ أن النظام في المملكة العربية السعودية يمتلك المال ويتمتع بالدعم الأجنبي لكنها فاقدة للأصالة، ولهذا السبب قد أصبحت السعودية ذليلة ومهانة، وتعيش صراعات بين الأمراء على الحكم والسلطة" مشيراً أننا "اليوم نرى بأن المسؤول الرئيسي في المملكة أصبح يتجول بين الدول ويسرق أموال بيت مال المسلمين ليشتري بها أسلحة كبيرة لا يستطيعون استخدامها أصلاً لأنهم أصبحوا مهزومين أمام الشعب اليمني وبالتأكيد سيلقون الهزيمة في اليمن".
وبالنسبة للتهديدات الأمريكية لسوريا، قال الدكتور ولايتي: "أما بالنسبة للتهديدات الأمريكية وحسب المثل الرائج: "ليست هذه أول قارورة تُسكر"، هم اعتادوا أن يهددوا دائماً وكل ما يستطيعون فعله أن يقوموا بالقصف، فهل إيران وسوريا لم تتعرض للقصف من قبل؟".
مضيفاً: "إن العلاقات بين إيران وسوريا وثيقة واجتازت مراحل صعبة جداً وهناك الكثير كان يعتقد أن هذه العلاقات الاستراتيجية لا يمكن لها أن تجتاز هذه المراحل الصعبة، فمن كان يتصور في يوم من الأيام أن العلاقات السورية العراقية التي كانت تتعرض للمشاكل دائماً تصبح اليوم بهذا الشكل من الترابط؟، ومن كان يتصور بأن المقاومة الإسلامية في لبنان تصبح اليوم معترفاً بها من جميع الأطياف المسلمة والمسيحية؟ ومن يستطيع أن يتجاهل دور بلاد الشام في تاريخ الحضارة الإسلامية؟ وإن شاء الله سيبقى هذا البلد عزيزاً صامداً وسيعترف العدو والصديق أن سوريا اليوم هي أقوى من السابق وإن الذي سيبقى ويخلد هم الأصحاب الحقيقيون لسوريا والذي سيفنى ويزول هم الأمريكان والمعتدين".
وختم ولايتي بالقول: "نحن سعيدون أن نرى قائداً كالرئيس بشار الأسد في سوريا، وكأنه نفس الرئيس حافظ الأسد ولكن شاب هذه المرة، يتمتع بنفس الحكمة والذكاء والشجاعة".
كما التقى الدكتور ولايتي خلال زيارته لدمشق وزير الخارجية السوري الدكتور وليد المعلم، ورئيس مكتب الأمن القومي في سوريا اللواء علي مملوك، وتباحثا حول أهم القضايا التي تهم الطرفين وسبل تعزيز العلاقات ومواجهة التحديات والتهديدات.
مراسل تسنيم في سوريا: فتحي نظام
/انتهى/