مستشار في الحكومة السورية لـ"تسنيم": عدم جدية أمريكا حول الاتفاق النووي مع إيران كانت واضحة منذ البداية
دمشق /تسنيم// قال المستشار في رئاسة الحكومة السورية عبد القادر عزوز في حديثه لمراسل تسنيم بدمشق: "إن عدم جدّية الولايات المتحدة الأمريكية وعدم رغبتها الحقيقية في الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران كانت واضحة منذ البداية، لافتاً أن أمريكا تتورط اليوم مع أنظمة عميلة على المستوى الإقليمي وتدفها بشكل أساسي للمواجهة لكنها لا تدرك أبعاد هذه المواجهة.
وحول الدوافع وراء الولايات المتحدة الأمريكية للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، قال الخبير عبد القادر عزوز: "لا شك أنه منذ أن تم عقد خطة العمل المشتركة في 14 تموز من العام 2015، كان واضحاً بأن هذا التوافق كان توافق الضرورة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية حيث أنه رغم صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 والذي يقضي برفع العقوبات عن إيران، حيث جرى رفع عقوبات في مجلس الأمن، لكن عدم جدية الولايات المتحدة الأمريكية كانت واضحة منذ البداية، وعدم رغبتها الحقيقية في الالتزام بهذا الاتفاق، رغم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحتى وزارة الخارجية الأمريكية أشارت أن إيران التزمت بشكل أساسي بالتزاماتها النووية حسب الاتفاق، فقد وضعت 19 ألف جهاز طرد مركزي في المخازن، كما فتحت منشآتها النووية للمفتشين الدوليين"
وأضاف المستشار في الحكومة السورية: "بعد مجيء إدارة ترامب في 20 كانون الثاني 2017، كانت نية أمريكا واضحة حول التصعيد والمواجهة من خلال نقض العهود ونكث هذه الاتفاقية، فعملت على فرض عقوبات جديدة في تموز 2017 متذرعة بعدم السماح لإيران للقيام بدورها في دعم محور المقاومة ودعم إيران في قدراتها الدفاعية لمواجهة أعدائها خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني"
وحول إمكانية التأثير السلبي للقرار الأمريكي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة في المنطقة، قال عزوز: "إن محور المقاومة هو محور واحد ومتماسك، وبالتالي الاستهداف لأي دولة أو منظومة في هذا المحور إنما هو استهداف للمحور كله، فهذا المحور متماسك استراتيجياً بشكل كبير"
لافتاً أن "المسألة هو أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تدرك اليوم حجم جشعها وتورطها في العمالة مع أنظمة عميلة على المستوى الإقليمي وهي تعمل على دفعها بشكل أساسي للمواجهة لكنها لا تدرك أبعاد هذه المواجهة ولا تدرك بأنه من المستحيل القيام باحتواء أي دولة من دول محور المقاومة فكلهم مجموع متماسك على المستوى الجغرافي والبشري والاجتماعي."
وعن التوقعات بحدوث تصعيد في سوريا من قبل الدول المعادية، بعد الانتصارات التي تتحقق على الأرض، قال عزوز: "نحن لا نستبعد ذلك، لكن ما كان من الممكن أن يقوموا به، قد قاموا به خلال السنوات الماضية من خلال الاستهداف المباشر بين الحين والأخرى سواء مطار الشعيرات أو العدوان الثلاثي الأخير، وأيضاً من خلال وسائط الحرب غير التقليدية عبر الاعتماد وعلى تنظيمات إرهابية كداعش وجبهة النصرة والخوذ البيضاء."
/انتهى/