المليجي لـ "تسنيم" على السيسي العمل على استعادة شعبيته
أدى اليوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية للولاية الثانية أمام مجلس النواب والتي تستمر لمدة 4 سنوات.
وأورد السيسي عدداً من النقاط خلال خطابه أمام ممثلي الشعب المصري، تنوعت بين الاقتصاد والسياسة والحياة الاجتماعية، وعلاقة الحكومة بالمواطنين وإحداث الهيئات المهتمة بمختلف الشؤون وحظي موضوع مكافحة الإرهاب بحصة الأسد من اهتمامات السيسي.
وتختلف التقديرات والتوقعات حول مدى القدرة على تحقيق تلك النقاط في ظل الإمكانيات التي تتمتع بها مصر والظروف الداخلية والخارجية التي تعيشها المنطقة عموماً ومصر بشكل خاص وأهمها قضية مكافحة الإرهاب.
وحول هذا الحدث أجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء لقاءاً مع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مصري "إلهامي المليجي".
شروط موضوعية
حيث قال المليجي إن "الملفات التسعة التي أعلن عنها الرئيسي السيسي كبرنامج عمل في المرحلة الرئاسية الثانية يمكن أن تشهد تحققاً على ارض الواقع إذا توفر عدد من الشروط أهمها الالتزام بما أعلنه من قبول الآخر وفتح الحوار أمام الكل، إلا من انتهج العنف، لان الأوطان تبنى بالغالبية العظمى من الشعب، إذ انه ليس بمقدور أي فئة وحدها القيام بمسؤولية وطن كبير بحجم مصر".
وتابع المليجي في حيثه لتسنيم قائلاً: "ينبغي الالتزام بالقسم لجهة الحفاظ على الدستور الذي يوجب بل ويلزم بمراعاة حقوق الأغلبية من الشعب وخاصة الطبقات الوسطى والصغرى التي تزداد معاناتها لصالح شرائح الرأسمالية المتوحشة".
وتابع المليجي بالقول:"يجب فعلاً العمل على أساس الادراك الفعلي بان قيادة دولة بحجم مصر "امر لو تعلمون عظيم" كما أعلن الرئيس السيسي، وهذا يتطلب توسيع قاعدة المشاركة في اتخاذ القرار ولا تنحصر في فئة محدودة للغاية كما هو واقع الآن".
وشدد المليجي على ضرورة الالتزام بالمصارحة والشفافية، والمتابعة الجادة والدءوبة لبرنامج تجديد الخطاب الديني، وإعطاء أولوية لملفات وقضايا التعليم والصحة والثقافة من خلال إطلاق حزمة من المشروعات والبرامج الكبرى يساهم في وضعها نخبة من أهل الاختصاص والخبرة.
سياسة أكثر وضوح
ورأى المليجي أن الرئيس السيسي في مرحلة ولايته الأولى تعامل بقدر من الحنكة والحكمة مع الملفات الإقليمية المعقدة ولم يخضع لضغوط وابتزاز دول إقليمية ودولية، ونتمنى عليه أن يلتزم سياسة أكثر وضوحاً وتحديداً في مرحلة ولايته الثانية خاصة بعدما شهدته مصر من استقرار اقتصادي جنبها الابتزاز والضغوط الاقتصادية.
نجاح في مواجهة الأخبار
وأكد المليجي بان "مصر حققت نجاحاً ملحوظاً في ملف مواجهة الإرهاب، وهي على وشك اجتثاث جذوره في سيناء، ويبقى التطرف الديني، وهذا يسلتزم مزيداً من الدعم لفكرة تجديد الخطاب الديني بما يضمن عودة مصر لوسطيتها والتخلص من آثار التطرف الذي بثه الفكر الوهابي في مصر".
استعادة شعبيته
ويرى المليجي التحدي الأكبر من أمام السيسي يتمثل في "استعادة شعبيته" التي تآكل بعضها بسبب انحيازه لسياسات صندوق الدولي وعدم المواجهة الجادة للرأسمالية المتوحشة، ما أدى لمزيد من المعاناة لقطاعات واسعة من الشعب المصري, والتحدي الآخر يتمثل في مواجهة الفكر المتطرف وداعميه ومموليه، وهذا يتطلب إعادة ترتيب أولويات العلاقات الإقليمية والدولية بما يحقق المصالح الإستراتيجية لمصر.
/انتهى/